إن الصحابي عند أهل العلم هو من التقى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وآمن به ومات وهو مسلم ولو تخلل إسلامه ردة على الأرجح ، ويقصد بلقاءه بالرسول حتى لو لم يره ، فقد يمنع من هذا مانع مثل: العمى ، ومن الأمثلة على ذلك: ابن أم كلثوم رضي الله تعالى عنه ، فقد كان شخصاً أعمى لم ير النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، إلا أنه يعتبر من الصحابة ، وفي هذا المقال سوف نتناول سيرة أحد أعلام الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، حيث يسعدنا أن نقدم لكم حياة حسان بن ثابت قبل الإسلام وبعد الإسلام وصفاته ، تابعوا معنا. من هو حسان بن ثبت دامنه. ميزاته ومكانته: إن لحسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه الكثير من الصفات التي تميزه ، والتي جعلت له مكانة رفيعة بالإسلام ، وفيما يلي ذكرها: كان رضي الله تعالى عنه شاعراً للأنصار قبل الإسلام ، وبعدها صار شاعر للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وبعدها صار شاعر اليمانيين بالإسلام. كان حسان بن ثابت رضي الله عنه شديد وقوي الهجاء ، وكان هذا بطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم. كان رضي الله عنه فحل الشعر ، بمعنى أن شعره كان ذات مرتبة رفيعة. حاز رضي الله عنه مكانة رفيعة ، ليس فقط لأنه كان شاعراً للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، بل إن شعره كان أحد الأسباب التي حفظت فيها اللغة العربية ، وهذا من فصاحة شعره ، وغناه بالمفردات العربية ، فقد كانت لدى حسان بن ثابت قدرات تعبيرية مميزة ، وإمكانات لغوية لم تكن عند العديد من الشعراء غيره.
[٨] وقد رُوي أنّ حسّان -رضيَ الله عنه- قدم على عائشة -رضيَ الله عنها- عندما أُصيب بالعمى، فأجلسته على وسادةٍ، فتعجّب من كان عندها؛ لِما بدر من حسان يوم الإفك، فتعلّلت بما كان يقوم به للدفاع عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-. [٩] وقد ثبت في صحيح البخاري أنّ عروة بن الزّبير -رضيَ الله عنه- أراد أن يتكلّم في حسان؛ لِما كان منه في الإفك، فنهته أمّ المؤمنين عائشة -رضيَ الله عنها- وقالت: (لا تَسُبَّهُ فإنَّه كانَ يُنَافِحُ عَنِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-). [٩] [٨] ومن الجدير بالذكرأنّ حسّان -رضيَ الله عنه- كان يهجو قريش بالأيام والمعارك التي هُزموا فيها، ويُكثر ذكر ما كان عليهم من المآخذ، فلو أنّه هجاهم بالكفر والشرك، لما كان لذلك أثراً في نفوسهم، ولذلك قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في شعر الهجاء: (لَهذا أشَدُّ عليهم مِن وَقْعِ النَّبلِ). شرح قصيدة حسان بن ثابت - منبع العلم. [١٠] [١١] وفاة حسان بن ثابت لقد تعددت آراء المؤرخين في وفاة حسّان بن ثابت -رضيَ الله عنه-، فقيل إنّه توفي وعمره مئة وعشرون سنة في خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضيَ الله عنه-، وقيل توفي في سنة خمسين للهجرة، وقيل سنة أربعين، وقيل أربع وخمسين، وعلى المشهور أنّه توفي وعمره يناهز المئة وعشرون عاماً، -فرضيَ الله عنه وعن صحابة رسول الله أجمعين-.
يخاطب الشاعر أبا سفيانمستنكرا ما قام به من هجاء النبي قائلا له كيف تهجوه ، ولست من مكانته فأنت تمثل الشر والرسول الكريم يمثل الخير. 11- هَجَوْتَ مُبارَكاً، بَرّاً، حَنيفاًأمينَ اللهِ، شِيمَتُهُ الوَفاءُ يبين الشاعر صفات النبي فهو مبارك،برَ صالحا ،رسول الله من شيمه الوفاء والإخلاص. عبد الرحمن بن حسان بن ثابت - ويكيبيديا. 12- فمَن يَهْجو رسولَ اللهِ منكُمْويَمْدَحُهُ ويَنْصُرُهُ سَواءُ يسخر من كفار قريش لأنّه يرى أن لا وزن لهم ولاقيمة، ومدحهم للنبي أو هجاؤهم له لا يغيِّر شيئاً. 13- فإنّ أبي ووالِدَهُوعِرْضي لِعِرْضِ مُحُمَّدٍ مِنْكُمْ وِقاءُ ظهر في هذا البيت حب حسان للرسول حيث أبدى رغبته وقدرته على التضحية بوالده وجده وعرضه في سبيل الدفاع عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلَّم. 14- لِساني صارِمٌ لا عيبَ فيهِ وبَحْري لاتُكَدِّرُهُ الدّلاء لِساني صارِمٌ: تشبيه بليغ حيث شبَّه الشاعر لسانه بالسيفالصارم، ووجه الشبه: الحسم والصرامة وبَحْري لا تُكَدِّرُهُ الدّلاء:- استعارة تصريحية حيث شبه شاعريته بالبحر في اتساعه وعمقه. يبلغ الشاعر قمة فخره في هذاالبيت لأنه يصوِّر لسانه لكفار قريش سيفاً صارماً،لا أحد يجاريه في الهجاء وقدرتهالشعرية بحراً لا تعكره الدِّلاء بحيث لا يستطيع احد منهم انتقاده.