لكن الأمر الوحيد الذي أنا على يقينٍ منه هو أنَّ كل مَن يُنادي اليوم بالإنسانيةِ المغشاةِ، وبالسلامِ الزائفِ، والحب المتنازلِ المطلَقِ، والتسامحِ معَ المجرمين، ورفض الجهادِ ومقاومةِ المغتصبِ واعتبارهما إرهابًا أو تطرفًا، يُنادي بسلامٍ زائفٍ، وخنوعٍ هادفٍ، هدفُه قتلُ الحقِّ بإعداد أمَّةٍ شبابُها لا يُطالب به، هو بالتالي أحد أعضاء عصابةِ الرداءِ الأبيض! ومَن منا يكرهُ السلام؟ مَن منا يكرهُ المحبةَ والورود البيضاء؟! ومَن على الصعيد الآخر يُنادي بالسلام ويتغنَّى به، وهو في الوقت عينه يُنكِّل بالشعور وبالمحبة، ويقتلع الورود البيضاء، ويدوس عليها في كل مكان؟ أليسوا هم اليهود الصهاينة المجرمين وأعوانهم، مؤسسي عصابة الرداء الأبيض؟! ذات الرداء الابيض الحلقة. أليسوا هم من يقطف الورد، ويزرع الشر والأشواكَ بدلًا منها في كل أرضٍ طيبة، ويدسُّ سمومه مِن الأفكار والمبادئ المشوَّهة بين أبناء المسلمين؛ ليُخرِّب عقيدتهم، ويفلَّ تَماسكهم ووَحدتهم، ويُفسد بلادهم؟ ثم يأتي مِن بين المسلمين مَن يدعمُ هذه العصابةَ الرديئة، وينشرُ فكرَ الهوانِ والخنوعِ والذلِّ والاستسلام والخِذلان، باسم الحكمة والعلم والتنوير! للأسف الشديد، هذا ما يَحصلُ اليوم؛ كثيرٌ من الشباب المسلم تمَّت عملية غسيل معقَّدةٌ مدروسة ومنظَّمة لعقولهم، فصاروا لا يرون أبعد مما يُعرض عليهم من أفكار مصدرةٍ خصيصَى لهم ليَتلقَّفوها دون مناقشة ولا اعتراض، وإلا تمَّ نفْيُهم أو اعتبارهم جهالًا ذوي وعيٍ أقل، بحسبِ مقاييسِ الغربِ للوعي، مع كل ما للغربِ من انحرافٍ في القياسِ على كل المقاييس!
فلنطبق حكمة القرآن في قوله تعالى لكي ننالَ وعدَ الله في كتابهِ الكريم حينَ قال جلَّ مِن قائل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ [الأنفال: 29]، وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 28]. فلنتَّقِ الله في أنفسِنا وفي أهلينا، في المسلمين خاصة، وفي العالمين عامة، فلنتَّقِه في الإنسانيةِ جمعاء، تلكَ الإنسانية المشتتة الضالة، التي ما زالت بانتظارِ خيرِ أمةٍ أُخرجت للناسِ، تنتظرُنا نحنُ المسلمين لكي نكون شهداءَ عليها، وليكونَ الرسولُ علينا شهيدًا. ذات الرداء الأبيض - مكتبة نور. فلنكن كما أرادنا اللهُ أن نكون، باتباعِ قرآنهِ وهديِ نبيه، ولنحاول ولو لمرة، لمرةٍ واحدةٍ - إن استطعنا - أن ننصر الحق، بذكره على الأقل! اللهمَّ أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطلَ باطلًا وارزقنا اجتنابه، واجعل لنا فرقانًا من لدنكَ مبينًا، وأصلحنا وأصلح حالَنا وحالَ أبنائنا وإخواننا، وأصلح بيننا، ووفِّقنا للهدى واهدِ بنا وأرشدنا إلى سبُلِ السلام يا سلام، واجعلِ الإسلامَ منارة الإنسانيةِ في عينِ وفي قلبِ وفي روحِ كل إنسان، وما ذلكَ عليكَ بعزيز، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين.
لنطبِّق ما قاله الله لنا قبل أن نردِّد أقوال بوذا الهندوسي وغيره ممَّن ضلُّوا وأضلُّوا، أو أقوالَ المسلسلاتِ الأجنبيةِ المنحلَّة، والأغاني السخيفة الهابطة، والكتب التنويرية المعتمة، النضاحة بالمادة، المثقلة بالتخففِ مِن كل ما هو روحي ما خلا ذاكَ الروحي المطلَق ذا الشطحات، غير المقيدِ بقيودِ الوحيِ ودلالاتهِ وأسسهِ وحدوده، المرتكز على الذات، الفارَّ من تقديسِ الإلهِ وغايةِ الخلقِ الأساسية، ألا وهي تحقيقُ العبودية، إلى تقديس الإنسان وتعزيز عبادتهِ لنفسه وذاته!
- آية الجويلي
بقلم: إيفلين موريس كانت بذاك الرداء الابيض تبدو كملاك يزور الأرض للمرة الأولي. ذات الرداء الابيض حكاية حلم epub تحميل. تتحرك في المنزل كطيف ،تتأمل أركانه وتلمس جدرانه برفق،وكأنها حواء في جنتها. لم تثير شهواته لكنها أثارت إعجابه كلوحه فنية تحتاچ من يتأملها بعمق كي يدرك روعة ألوانها ويفهم معني خطوطها ويدرك منحنياتها و يلمس برفق ندوبها… كانت عروسه التي علمته فلسفة الحب وجعلته يعشق الفن والموسيقي، والرقص،والحياة. كانت حواء التي منذ عرفها آدم بدأ الكون يعرف الإنسان.