وفي اليوم التالي أتى محمد للإمام أحمد بن حنبل وهو في غاية الإحراج وقال للإمام أحمد بن حنبل فعلت كما امرتني أيها الإمام ولكنني لم اكمل سوى عشرة أجزاء فقط، فأبتسم الإمام أحمد بن حنبل وقال لا بأس يا محمد وعليك اليوم أن تصلي قيام الليل وتقرأ القرآن الكريم بتدبر أكثر وكأنك تقرأه للرسول صل الله عليه وسلم. وفي اليوم التالي أتى محمد للإمام أحمد بن حنبل وقال محمد للإمام أنه لم يقرأ سوى 3 أجزاء فقط من القرآن الكريم فسكت الإمام أحمد بن حنبل وقال له أريدك أن تقرأ اليوم وأن تقوم الليل وتقرأ القرآن الكريم كأنك تقرأه أمام الله رب العالمين. في اليوم التالي أتى محمد للإمام أحمد بن حنبل وهو يبكي بحرقة فلقد عرف قصد الشيخ، فقال محمد للإمام أحمد بن حنبل لم اكمل قيام الليل ولم أقرأ حتى سورة الفاتحة لخوفي من الله رب العالمين.
[2] المستدرك 3/ 285 وقال: "صحيح" ووافقه الذهبي. [3] الحلية 1/ 149. [4] الحلية 1/ 150 والمسند 3/ 120 و286 وجامع الترمذي برقم 2472 وابن ماجه برقم 151 وابن حبان 14/ برقم 6560 وهو حديث صحيح. [5] البخاري برقم 3754، ابن هشام 2/ 283-285. [6] البخاري برقم 3755. [7] البخاري برقم 1149، ومسلم برقم 2458، وأحمد 2/ 439 و2/ 354. [8] الفتح 3/ 34. [9] مجنة: مكان قريب من مكة كان يقام فيه سوق. قصه بلال بن رباح بدر مشاري. [10] شامة وطفيل: جبلان بقرب مكة، أو عينان. [11] صحيح البخاري برقم 1889 و3926 و5654.
ومع جمال صوت بلال بن رباح ( رضي الله عنه) كان مجاهداً شجاعاً ، فقد شارك مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) جميع غزواته ومعاركه ضد المشركين ، وحتى بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) ، شارك في الجهاد مع سيدنا أبي بكر الصديق في الشام ، ثم مع سيدنا عُمر بن الخطاب ( رضي الله عنهم جميعاً). وفي ذات يومٍ رأى بلالٌ رسولَ الله ( صلى الله عليه وسلم) في منامه ، فقرر بلال أن يرجع إلى المدينة المنورة ، وذهب إلى قبر النبي الكريم وظل يبكي عنده حتى جاءه الحسن والحسين أحفاد رسول الله ، وطلبا منه أن يقوم إلى المسجد ويؤذن كما كان يؤذن في عهد جدهما رسول الله ، صعد بلال إلى سطح المسجد وأذن وبكى ، وبكى الناس كلهم في المدينة لأنه ذكرهم بأيام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) ، وكان هذا آخر أذان لبلالٍ ( رضي الله عنه وأرضاه). وعندما أصبح عُمر سيدنا بلال بن رباح ( رضي الله عنه) ثلاثة وستون عاماً توفي في مدينة دمشق ، ودُفن في مقبرتها عند الباب الصغير ، وقيل أنه توفي وعمره سبعون سنة ، وقبل وفاته قال: ( غداً نلقى الأحبة ، محمداً وصحبه) ، فبكت زوجته وصاحت: ( يا ويلاه) ، فقال لها: ( وا فرحاه) ، وتوفي سيدنا بلال وهو صائم ينتظر أن يُفطر مع سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) وأصحابه في الجنة.
بلال بن رباح هو رجل بشرته شديدة السواد, شعره كثيف, طويل, ليس عريض المنكبين, نحيف, يعتبر من صحابة الرسول الذين دخلوا إلى الإسلام سريعا, ولأنه كان عبد كان يتم تعذيبه واستضعفه لكي يعود إلى الكفر، فكان أمية بن خلف يعذبه عذاباً شديدا حيث كان يخرجه ويضعه على الأرض في أشعة الشمس الحارقة ويضع عليه صخرة ضخمة جداً حتي يكفر بالله وبمحمد فكان يرفض ويقول قوله الشهير به: أحداً أحد،وهي تعد أحد المواقف التي تدل على مدى صبره, إن بلال بن رباح من أصل حبشي, ولد في الحجاز. قصة عتق بلال بن رباح: قصة عتقه من العبودية عندما رأى أبو بكر الصديق بلال بن رباح رضي الله عنه وما كان يتعرض له من تعذيب، فقام بشرائه وأعتقه من العبودية, هاجر بلال بن رباح إلى يثرب، بعد الهجرة جلس مع سعد بن خيثمة في بيته ، بلال بن رباح كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر، وعن طريق الغزوة قتل أمية بن خلف وثأر لنفسه لأنه كان يعذبه، وبعد ذلك حضر مع الرسول جميع غزواته ضد المشركين، وقد ولاه الرسول مهمة الأذان بسبب صوته العذب ويعتبر أول من أذن بالناس، وعند فتح مكه أمره أن يؤذن بالناس من فوق الكعبة. الصحابي الجليل بلال بن رباح بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم: وبعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام رفض بلال بن رباح رضي الله عنه أن يؤذن لأحد غير الرسول, ولكن أذن مره واحدة بعد أن تحدث الصحابة معه, ولكنه عندما وصل إلى " أشهد أن محمد رسول الله"، لم يستطيع أن يكمل بسبب بكاءه الشديد وكانت المره الأخيرة التي أذن فيها بالنا.