روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص: 38) وعن ابن سعد أن من عمل بعلم الرواية ورث علم الدراية، ومن عمل بعلم الدراية ورث علم الرعاية، ومن عمل بعلم الرعاية هدي إلى سبيل الحق. وعن مالك بن دينار: إذا طلب العبد العلم ليعمل به كسره علمه، وإذا طلبه لغير العمل زاده كبرا. وعن معروف الكرخي إذا أراد الله بعبد خيرا فتح عليه باب العمل وأغلق عليه باب الجدل، وإذا أراد الله بعبد شرا أغلق عليه باب العمل، وفتح عليه باب الجدل. زكاة العلم نشره. 3 – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ومن صور زكاة العلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، كما قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104] ويجمل الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله- زكاة العلم بقوله: " أد (زكاة العلم): صادعاً بالحق، أماراً بالمعروف، نهاء عن المنكر موازنا بين المصالح والمضار، ناشراً للعلم، وحب النفع وبذل الجاه، والشفاعة الحسنة للمسلمين في نوائب الحق والمعروف". حلية طالب العلم (ص: 191) زكاة الوقت: وزكاة الوقت ألا ينفق المرء كل وقته لأجل نفسه فحسب، بل عليه أن ينفق بعض وقته لغيره، وأن يساعد الغير، حسب جهده وطاقته.
هذا هو المجتمع الفاضل الذي ينشده الإسلام، مجتمع ود، ومروءة، وخير، وفضل، وإحسان.. مجتمع متماسك البنيان متوحد الصفوف، والأهداف، فقلة الحلم وكثرة الغضب آفتان اثنتان، إذا استشرتا في مجتمع ما قوضتا بنيانه، وهدمتا أركانه، وقادتا المجتمع إلى هوة ساحقة، وقطعت أواصر المحبة والألفة التي بين أفراده، وفي هذا دليل على أثر العفو والصفح عن الإساءة على المسلم والمجتمع المصدر: منتديات ولد عمان
ومن هنا نرى الدول الكبرى في العالم تقدم شيئاً من الدعم والمساعدة للدول الفقيرة المتخلفة، التي إذا تحرّك اقتصادها فستستهلك من إنتاج تلك الدول المتقدمة. والنصوص الدينية تشير إلى دور الزكاة والصدقة في تنمية المال والثروة كما ورد عن رسول الله (ص): "إذا أردت أن يثري الله مالك فزّكه"، وقول الإمام محمّد الباقر (ع): "الزكاة تزيد في الرزق". لكلّ شيء زكاة: ليس امتلاك الإنسان للثروة فقط هو الذي يشعره بالأنانية والبخل، بل إنّ كلّ إمكانية يتوفر عليها الإنسان تسبب له هذا الشعور، وتشيعه في نفسه وسلوكه، لذلك فهو في حاجة لترشيد مشاعره وتصرفاته تجاه كلّ ما يتحصّل عليه من إمكانات ومكاسب في هذه الحياة، ليتجه لتوظيفها في خدمة المصلحة العامة. من هنا تشير النصوص الدينية إلى أنّ لكلّ شيء زكاة، فكما يجب على الإنسان أن يعطي حصة من ماله – حسب الضوابط الشرعية – لصالح الفقراء والخدمات العامة، فإنّ عليه أن يوظف شيئاً من قدراته وإمكاناته المختلفة لصالح الشأن العام وخدمة أبناء جنسه ومجتمعه، يقول الإمام عليّ (ع): "لكلّ شيء زكاة". وورد مثله عن الإمام جعفر الصادق (ع). والعلم والمعرفة من أكبر الإمكانات وأهم المكاسب، وإذا ما توفّر إنسان على مستوى وقدر من العلم، فقد يأخذه الغرور والتعالي على من حوله، وتسيطر عليه الأنانية فيحتكر العلم والمعرفة لنفسه، ويبخل بها على الآخرين، إلّا في حدود خدمة ذاته ومصالحه.