ومنهم المغيرية أتباع المغيرة بن سعيد العجلي، الذي زعم أن معبوده ذو أعضاء، وأن أعضاءه على صور حروف الهجاء. ومنهم المنصورية أتباع أبي منصور العجلي، الذي شبه نفسه لربه وزعم أنه صعد إلى السماء. ومنهم الخطابية الذين قالوا بإلهية الأئمة وبإلهية أبي الخطاب الأسدي، وهذا رجل من البشر ومع ذلك تذهب هذه الطائفة التي اتبعته إلى ألوهيته، وقد كان هذا الرجل -وأعني به أبا الخطاب الأسدي وهو محمد بن أبي زينب الأسدي- كان يزعم أولًا أن الأئمة أنبياء ثم زعم أنهم آلهة، ثم ادعى لنفسه الألوهية بعد ذلك. هل يستطيع الإنسان أن يرى الله تعالى وهل يتجسد الخالق بالمخلوق؟ | True Islam From Quran - حقيقة الاسلام من القرآن. وهؤلاء أيضًا -أعني: الخطابية- قالوا بإلهية عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر. ومنهم الحلولية الذين قالوا بحلول الله -تبارك وتعالى- في أشخاص الأئمة، وعبدوا الأئمة لأجل ذلك، وهذا كثير وواقع في الغلاة واقع في الرافضة، وواقع في غلاة المتصوفة من أتباع ابن عربي والحلاج وغير هؤلاء". وهذه الأصناف التي ذكرتها الآن في الحقيقة خارجون عن دين الإسلام، وإن انتسبوا في الظاهر إليه، وهذه الفرق تعد من المشبهة، وعدهم المتكلمون في فرق الأمة لإقرارهم بلزوم أحكام القرآن، ولكن الأمر كذلك، والصواب أن هناك فرقًا من المشبهة عدهم المتكلمون في فرق الملة؛ لإقرارهم بلزوم أحكام القرآن، وإقرارهم بوجوب أركان شريعة الإسلام من الصلاة والزكاة والصيام والحج، وإقرارهم بتحريم المحرمات عليهم، وإن ضلوا وكفروا في بعض الأصول العقلية.
الأمر الثاني: الذي كان وراء ظهور التمثيل، فهو يرجع إلى مواجهة التطرف بتطرف مضاد، وذلك أنه لما ظهر مذهب التعطيل ونفي الصفات عن رب العباد سبحانه وتعالى، قوبل هذا الرفض للصفات بالتمثيل، وإلى هذا المعنى أشار الإمام الحافظ الذهبي -رحمه الله تبارك وتعالى- بقوله: "وظهر بخراسان الجهم بن صفوان ودعا إلى تعطيل الرب عز وجل، وقال بخلق القرآن، وظهر بخراسان في قبالته مقاتل بن سليمان المفسر، وبالغ في إثبات الصفات حتى جَسّم". جـ.
الاسماء و الاحكام: الخوارج: يكفرون مرتكب الكبيره و انه في الاخره خالد في النار.
ومن هؤلاء الهشامية المنتسبة إلى هشام بن الحكم الرافضي، الذي شبَّه معبوده بالإنسان، وزعم لأجل ذلك أنه سبعة أشبار بشبر نفسه، وأنه جسم ذو حد ونهاية، وأنه طويل عريض عميق وذو لون وطعم ورائحة. وهذا في الحقيقة ضلال وانحراف وخروج أيضًا عن ملة الإسلام، وإن عد بعض علماء المتكلمين هذه الفرق في إطار الأمة المحمدية. ومن هؤلاء اليونسية المنسوبة إلى يونس بن عبد الرحمن القُمِّي، وهذا الرجل كان عراقيًّا من أصحاب موسى بن جعفر، ولكنه ضل وانحرف عندما زعم أن الله تعالى يحمله حملة عرشه، وإن كان هو أقوى منهم. ص143 - كتاب قواعد الترجيح عند المفسرين دراسة نظرية تطبيقية - الأمثلة التطبيقية على القاعدة - المكتبة الشاملة. ومن هؤلاء المشبهة المنسوبة إلى داود الجواربي، وقد أخذ هذا الرجل عن هشام بن سالم الجواليقي، يعني أن داود هذا الجواربي أخذ مقالة التشبيه من هشام بن سالم الجواليقي، وهذا الرجل كان أيضًا من الرافضة ورمي أيضًا بالتجسيم والتشبيه. هذا الرجل وقع منه وصف لرب العالمين بأن له جميع أعضاء الإنسان إلا الفرج واللحية. ومنهم الإبراهيمية المنسوبة إلى إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي. وهناك غير هؤلاء ولكني هنا أكتفي بما ذكرت من هذه الفرق الضالة، التي شبهت رب العالمين سبحانه وتعالى بخلقه، فأما المشبهة الذين شبهوا رب العالمين سبحانه وتعالى بصفات المخلوقين، فالذين ذكرتهم آنفًا مثلوا المخلوق بالخالق، وأما هؤلاء فمثلوا الخالق بالمخلوق.
وسطية أهل السنة والجماعة في باب الاعتقاد أولا: في توحيد أسماء الله وصفاته: فمن أصولهم التي يدينون بها: إثبات ما ورد يف كتاب الله عز وجل أو في سنة رسوله من أسماء الله وصفاته، لا يفرقون بين أسماء اهلل وصفاته ولا بين بعض صفاته وبعض. فهم وسط بين المعطلة الذين عطلوا صفات الخالق سبحانه وتعالى، وبني الممثلة الذين مثلوا صفات الخالق. سبحانه وتعالى. ثانيا: في الأسماء و الأحكام: الكبيرة: كل ذنب توعد عليه بغضب أو لعن أو حد. المراد بالأسماء: أسماء الدين التي تطلق على المكلفين، مثل (مؤمن، مسلم، كافر، فاسق). المراد بالأحكام: ما يترتب على هذه الأسماء والأوصاف من الثواب والعقاب. ف الخوارج: يقولون بكفر مرتكب الكبيرة، وأنه في الآخرة خالد في النار. و المعتزلة: يقولون إن مرتكب الكبيرة في منزلة بين الإيمان والكفر، وهو في الآخرة خالد في النار. و المرجئة: يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب، وفي الآخرة يدخل الجنة بإيمانه. أما أهل السنة والجماعة: فيقولون في مرتكب الكبيرة: (مؤمن بإيمانه ، فاسق بكبيرته) ، وحكمه في الآخرة إذا مات ولم يتب داخل تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له وأدخله الجنة دون عذاب ، وإن شاء أدخله النار و عذبه بقدر ذنوبه ، ثم إنه لا يخلد في النار كالكفار ، بل لا بد أن يخرج منها ويدخل الجنة.