نقول: نعم، لا في زمانه ولا بعد زمانه صلى الله عليه وسلم بقرن، بل بعد أكثر من ثلاثة عشر قرنًا من الزمان، كيف؟ كل الناس من قديم كانوا يعرفون أنه إذا أُصيب عضو، أُصيب سائر الجسد بالحمى، نعم هذا معروف، وبالسهر، كان أيضًا معروف على ظاهره في بعض الأحوال، وإن كان الظاهر في أحوال أخرى أن المريض يرقد وينام أحيانًا حتى يتماثل للشفاء. ولكن الحديث يخبر بحدوث شكوى للعضو المصاب على الحقيقة لا على المجاز، وبحدوث السهر أيضًا على الحقيقة، وبكل ما يحمله معنى السهر الحقيقي، سهر الجسد كله، كما ورد في النص ( تداعى له سائر الجسد بالسهر) والحمى ثانيًا تأتي مع السهر، وبعد أن يبدأ السهر والسهر [1] يحدث حتى ولو كان المريض نائمًا ولو كان في غيبوبة! هذا ما نفهمه من ظاهر الحديث. مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم. والجسم يتداعى، والتداعي يكون بمجرد الشكوى، فإن لم توجد شكوى لم يوجد تداعي (إذا اشتكى... تداعى). والتداعي لغة يعني: 1- دعا بعضه بعضًا. 2- تجمع عليه من كل صوب وحدب؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها)؛ ( رواه أبو داواد: 3/483، وأحمد: 5/78). 3- تهدم وانهيار. كما يقال تداعى [2] البناء؛ أي: سقط على بعضه، وانهارت جوانبه على نقطة تقع في أوسطه.
وبعد الشكوى يبدأ جسم الإنسان بالاستجابة لها، إذ تدعو مراكز الحس المراكز المسؤولة عن اليقظة في الجسم للتحكم في المنطقة المسمّاة بمنطقة ما تحت المهاد، تدعو تلك المنطقة بدورها الغدة النخامية المسؤولة عن إفراز الهرمونات، تحفز تلك الهرمونات باقي الغدد الصمّاء الموجودة في الجسم على إفراز الهرمونات المحفّزة لأعضاء الجسم بأكملها، ثم توجه أعضاء الجسم وظائفها لمساعدة العضو المتألم ونجدته [٢]. أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث ( مثل المؤمنين في توادهم ، وتراحمهم ، وتعاطفهم مثل الجسد ... ) من صحيح مسلم. كيف يكون المسلمون كالجسد الواحد؟ تتمثل صورة المسلمون كالجسد الواحد في تحقيق الأمور التالية [٣]: التعاون في أمور الخير والصلاح، كالتعلم من بعضهم البعض وتقديم الدعم والمواساة في كافة الأمور الحياتية، قال الله تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات:10]. السؤال الدائم عن أحوالهم، وتفقدهم بالزيارات والوقوف إلى جانبهم في الأحزان وفي الأفراح. تفقد المحتاجين والفقراء من أبناء المسلمين ، كذلك، على المسلمين ردع ظالمهم والإحسان إلى مظلومهم وإرجاع حقه، إذ قال الرسول -صل الله عليه وسلم-: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا)[ صحيح البخاري، خلاصة حكم المحدث: صحيح]. وشبك بين أصابعه.
إظهار التعاطف بين المسلمين يزيل الحواجز التي بقيت من رواسب الجاهلية أو الاستعمار، سواءً كانت تلك الحواجز العصبية للغة، أو اللون، أو الجنس. رعاية العجزة والمساكين والضعفاء في المجتمع المسلم والقيام على مصالحهم، فضلًا على تولي أمور اليتامى والأفراد العاجزين عن الكسب من خلال تربيتهم والإحسان إليهم، بذلك يقوى المجتمع ويبتعد عن أسباب البؤس والإهمال والتمرد. أم المساكين رضي الله عنها لا بد من الإشارة إلى مثال من السيرة النبوية العظيمة حول أهمية التعاطف والتراحم بين المسلمين بعضهم البعض، وهنا نشير إلى الصحابية زينب بنت خزيمة الهلالية رضي الله عنها، إحدى زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام، لُقبت بأم المساكين نظرًا لرحمتها وتعاطفها مع المسلمين. شرح حديث مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم - حياتكِ. على الرغم من عدم وجود الكثير من أخبارها في المصادر الدينية، إلا أنّ تلك الكتب تشير إلى مدى تعاطفها ورحمتها. امتلأت روح الصحابية حبًّا بما عند الله تعالى من نعيم، فصرفت اهتمامها عن الدنيا، ودأبت إلى أعمال الخير، ولم تتقاعص بتاتًا عن رعاية اليتامى والنسوة الأرامل اللاتي فقدن أزواجهن، فتعهدتهم وتفقدت أحوالهم وأحسنت إليهم، وبذلك استطاعت زرع محبتها في قلوب المحتاجين والمساكين [٥].
كنت مرة في ألمانيا، و أنا بالسيارة قالوا لي: نحن الآن في هولندا، أين الحدود؟ لا يوجد أية لوحة إذاً كيف عرفتم؟ قال: من لوحات السيارات، اختلف لونهم.
1) المسلم يهتم فقط باقاربة a) صح b) خطأ 2) التعاطف هو التعاون وحسن الخلق a) صح b) خطأ 3) اتصدق على المحتاجين في داخل البلد وخارجها a) صح b) خطأ 4) تداعى تعني.... a) تفاعل بعض الجسم مع بعضه فتألم لأجله b) أحس بألم لوحة الصدارة افتح الصندوق قالب مفتوح النهاية. ولا يصدر عنه درجات توضع في لوحة الصدارة. يجب تسجيل الدخول حزمة تنسيقات خيارات تبديل القالب ستظهر لك المزيد من التنسيقات عند تشغيل النشاط.