في مرحلة مضطربة وكثيرة التحولات السياسية والاقتصادية والعسكرية، ويصعب فيها عادة بناء التكتلات والتحالفات؛ خصوصًا في أعلى سُلَّمها المتمثل في (التحالف العسكري)،نجحت 41 دولة إسلامية في إطلاق ما يُعرف بـ(التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب)، وهو تجمع إسلامي يضم تحت مظلته ٤١ دولةً عضوًا في الحرب ضد الإرهاب، وتحت شعار "متحالفون ضد الإرهاب". هذا التكتل الذي تبنّى خطًّا واضحًا لخير الإنسانية، بالتصدي لأكبر آفات العصر -وهو خطاب التطرف والإرهاب- بدأ بقوة مشددًا على أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال السماح بتشويه الإسلام وترويع الآمنين، وهي الرسالة التي سمعها العالم من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي قال يوم إطلاق التحالف في 26 نوفمبر العام 2017م وفي الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، بالعاصمة الرياض، خلال الجلسة الافتتاحية: "اجتماع اليوم مهم جدًّا؛ لأنه خلال السنوات الماضية كان الإرهاب يعمل في جميع دولنا، واليوم هذا الشيء انتهى". وأضاف "اليوم ترسل أكثر من 40 دولة إشارة قوية بأنها سوف تعمل معًا، سواء من الجانب الاستخباراتي أو الجانب السياسي لمحاربة الإرهاب".
وقد تفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع هذا القرار بشكل كبير ، حيث انطلق هاشتاق بعنوان " #التحالف_الاسلامي_العسكري " الذي انتشر بين المغردين في غضون دقائق معدودة من إعلان تدشين التحالف ، حتى وصل إلى أعلى تريند كأكثر الوسوم تداولا في المملكة والدول الخليجية ، وسط مئات التغريدات التي رحبت وأيدت هذا القرار ، معبرين عن شكرهم وفخرهم واعتزازهم بقيادات المملكة العربية السعودية على رأسها ملك الحزم سلمان بن عبد العزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله ورعاهما من كل سوء … إليكم التفاصيل كاملة في مقالنا أدناه. التحالف الإسلامي العسكري: أعلن ولي ولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في مؤتمر صحفي عن إصدار بيان مشترك يوم الثلاثاء الموافق 15/12/2015 ، بتشكيل تحالف إسلامي عسكري تقوده المملكة العربية السعودية ، على أن يكون مقره في مدينة الرياض ، حيث سيتم تأسيس مركز للعمليات مشترك يعمل على تنسيق ودعم العمليات العسكرية التي تقام لمحاربة الإرهاب ، وتطوير الآليات والبرامج المعدة خصيصا لهذه المهمة مع الدول المشاركة في التحالف. الدول المشاركة في التحالف: أيدت هذا التحالف شاركت به بالفعل 35 دولة إسلامية إلى جانب المملكة العربية السعودية ، وهي اليمن ، الأردن ، الامارات ، باكستان ، البحرين ، بنغلادش ، جمهورية بنين ، تركيا ، تشاد ، توغو ، تونس ، جيبوتي ، السنغال ، السودان ، جمهورية سيرالبون ، الصومال ن الغابون ، غينيا ، فلسطين ، جمهورية القمر الاتحادية الإسلامية ، قطر ، كوت دي فوار ، الكويت ، ليبيا ، جمهورية المالديف ، لبنان ، مالي ، ماليزيا ، مصر ، المغرب ، موريتانيا ن النيجر ، و نيجيريا.
يُشكل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي يضم 41 دولة منظومة إسلامية موحدة لمواجهة التطرف العنيف ويحارب الإرهاب. عدد دول التحالف الاسلامي العسكري لمحاربة الارهاب - تريند الساعة. وتكمن الرؤية الاستراتيجية للدول المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، بمساندة الدول الصديقة المحبة للسلام والمنظمات الدولية، على تنسيق وتوحيد جهودها في المجال الفكري والإعلامي، ومحاربة تمويل الارهاب، وفي المجال العسكري، لمحاربة جميع أشكال الإرهاب والتطرف، والإسهام بفعالية مع الجهود الدولية الأخرى لحفظ السلم والأمن الدوليين. وجاء الإعلان عن التحالف بمبادرة من المملكة العربية السعودية، وأعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في شهر ديسمبر من عام 2015، بهدف توحيد جهود الدول الإسلامية في مواجهة الإرهاب. وقد أكد رؤساء هيئات الأركان في الدول الإسلامية في اجتماعهم الذي عقد في مدينة الرياض في شهر مارس من عام 2016م، «عزمهم على تكثيف جهودهم في محاربة الإرهاب من خلال العمل المشترك وفقاً لقدراتهم، وبناءً على رغبة كل دولة عضو في المشاركة في المبادرات، أو البرامج داخل إطار التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب طبقاً لسياسات وإجراءات كل دولة، ومن دون الإخلال بسيادة الدول الأعضاء في التحالف».
وفي أفغانستان، نشر الإرهاب التعصب الديني والبؤس في وجوه المدنيين الأبرياء. كما لم تسلم مصر وأراضيها، خاصة شبه جزيرة سيناء، من الإرهاب. الإرهاب أنهك العالم الإسلامي، وحان الوقت لردعه بالقوة، وإنفاذ إرادة الشعوب، ومن هذا المنطلق، كان تشكيل التحالف العسكري الإسلامي، لاستئصال هذا الداء الخبيث، وإنقاذ الشعوب من سمومه.
ترحيب عالمي: وبالطبع قوبل نشوء هذا التحالف ذي المبادئ السامية، بترحيب دول العالم في إطار اتفاقها لدعم السلام العالمي ودحر التطرف. فعلى خط المنظمات الدولية والإقليمية رحّبت رابطة العالم الإسلامية، ومنظمة التعاون الإسلامي و"الأزهر الشريف" بهذا التحالف التاريخي، واعتبروه "مطلبًا ملحًّا لشعوب الدول الإسلامية التي عانت أكثر من غيرها من الإرهاب الأسود الذي يرتكب جرائمه البشعة دون تفريق بين دين أو مذهب أو عرق". هذا فيما اعتبرت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دي، تشكيل التحالف "ذا فائدة عظيمة، وسيوحد الجبهة ضد التطرف"، وأن تلك الفائدة ستضاف بانضمام المزيد ممن يعمل على مقاومة الفكر الضال لتنظيم داعش الإرهابي؛ فيما أعربت روسيا على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف، عن أمله في أن "تساهم هذه المبادرة في توحيد جميع الدول الإسلامية دون استثناء في صف واحد ضد أي ظواهر للإرهاب وضد أي محاولات للتلاعب بالدين". من أنشطة التحالف: ومنذ إنشائه يقوم التحالف بأدوار رائدة على كافة مساراته، وتشمل فعالياته وأنشطته -على سبيل المثال لا الحصر- استضافة أبرز الأسماء التي لها علاقة بتطوير التجارب في التصدي للإرهاب؛ ومنها تلك التي تساهم في خلق أدوار جديدة لتجفيف منابع تمويله.