وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ. وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ). صححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وكذا صححه الألباني في " الصحيحة " (134) وصححه أيضا محققو المسند. ثانيا: قوله صلى الله عليه وسلم: (وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ) في معنى قوله تعالى: ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) الإسراء/ 44 ؛ يعني: يسبح بحمده سبحانه كل شيء ، قال ابن كثير رحمه الله: " أَيْ: وَمَا مِنْ شَيْءٍ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِ اللَّهِ وَلكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ: أَيْ لَا تَفْقَهُونَ تسبيحهم أيها الناس، لأنها بخلاف لغاتكم ، وهذا عام في الحيوانات والجمادات والنباتات " انتهى من " تفسير ابن كثير" (5/ 73). معنى سبحان الله في اللغة - مقال. وقال السعدي رحمه الله: " ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ) من حيوان ناطق وغير ناطق ومن أشجار ونبات وجامد وحي وميت إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ بلسان الحال ولسان المقال. ( وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) أي: تسبيح باقي المخلوقات التي على غير لغتكم بل يحيط بها علام الغيوب " انتهى من " تفسير السعدي " (ص 459).
وذكر الله سبحانه وتعالى من الأسباب التي تمنح العبد صلاة ربّه والملائكة عليه، فقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}. [11] إن الذكر يورث مغفرة الله للعبد، وهو سبب عونه وحفظه لعباده. الذكر من أسباب نزول السكينة على العباد وسبب لتحفّهم الملائكة وتتنزل عليهم الرحمة، وهو يجمع ما بين خيري الدنيا والآخرة. ما معني سبحان الله والحمد لله ولا. ذكره سبحانه من الأمور التي تحيي القلوب وتجعل العباد من السّباقين إلى الله وتحصّنهم من وساوس الشيطان. يورث الذكر مراقبة العبد لنفسه ويوقن أنّ الله يراقبه فيعبده كأنه يراه، فيورث الإنابة ويورث القرب من الله ويفتح للعبد أبوابًا عظيمة. بهذا نختتم مقالنا فضل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، الذي سلّط الضوء على معنى سبحان الله وبحمده، ويّن أنواع الذّكر وأهميّته وفضله، مستشهدًا بالأحاديث النبوية الصحيحة في ذلك.
وقد يقرن المؤمن التسبيح بالحمد والاستغفار؛ كما أخبر الله تعالى عن الملائكة عليهم السلام بقوله سبحانه ﴿ وَالمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ ﴾ [الشُّورى:5] وخوطب النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ﴾ [غافر:55] وفي آية أخرى ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ﴾ [النَّصر:3] فكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول داخل الصلاة وخارجها وفي الركوع وفي السجود: سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي؛ امتثلا لأمر الله تعالى حين أمره بالتسبيح مع التحميد والاستغفار. والتسبيح مثل الصلاة والدعاء، لا يصرف إلا لله وحده، ولا يجوز تسبيح مخلوق كائنا من كان، جاء عن علي وابن عباس رضي الله عنهم أن (سبحان الله) كلمة رضيها الله تعالى لنفسه. معنى سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم - إسلام ويب - مركز الفتوى. وإذا كان الله تعالى قد رضيها لنفسه فلا يجوز صرفها لغيره. وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى: (سبحان الله) اسم لا يستطيع الناس أن ينتحلوه. وقال السمعاني رحمه الله تعالى: وكلمة سبحان؛ كلمة ممتنعة، لا يحوز أن يوصف بها غير الله تعالى؛ لأن المبالغة في التعظيم لا تليق لغير الله تعالى.
ويقصد أيضًا به الثناء على الله بما هو أهله، ويقصد بها التعجب والانبهار بقدرة الله تعالى، وعندما يتعود لسان المرء على التسبيح من كل شيء يصيبه بالعجب أو يريد أن يدبر الله له أمرًا من تقديره عز وجل، وهذا يكون إذعانًا لله تعالى بقدرته. ذكر تسبيح الله في الكثير من المواطن التي تحتاج لتأمل في القرآن الكريم، ومن ذلك تعود اللسان على ذكر الرحمن، وسنذكر الآن بعضًا من هذه المواطن. قوله تعلى في سورة يس،﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾. وفي سورة الزخرف،﴿ سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ﴾. وفي سورة الواقعة،﴿ فسبح باسم ربك العظيم ﴾. فضل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم - موقع المرجع. ف سورة الأعلى، (سبح اسم ربك الأعلى). وفي سورة الإسراء،﴿ سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ﴾. في سورة الصف، (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). هكذا في سورة الجمعة، (يسبح للَّه ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم). في سورة الحشر، (سبح للّه ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم).
وقد روى الإمام الطبراني في كتابه "الدعاء" مجموعة من الآثار في تفسير هذه الكلمة ، جمعها في باب: " تفسير التسبيح " (ص/498-500) ، ومما جاء فيه: عن ابن عباس رضي الله عنهما: " سبحان الله ": تنزيه الله عز وجل عن كل سوء. وعن يزيد بن الأصم قال: جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال: " لا إله إلا الله " نعرفها: لا إله غيره ، و " الحمد لله " نعرفها: أن النعم كلها منه ، وهو المحمود عليها ، و " الله أكبر " نعرفها: لا شي أكبر منه ، فما " سبحان الله " ؟ قال: كلمة رضيها الله عز وجل لنفسه ، وأمر بها ملائكته ، وفزع لها الأخيار من خلقه. وعن عبد الله بن بريدة يحدث أن رجلا سأل عليا رضي الله عنه عن " سبحان الله " ، فقال: تعظيم جلال الله. ما معنى سبحان ه. وعن مجاهد قال: التسبيح: انكفاف الله من كل سوء. وعن ميمون بن مهران قال: " سبحان الله ": تعظيم الله اسم يعظم الله به. وعن الحسن قال: " سبحان الله ": اسم ممنوع لم يستطع أحد من الخلق أن ينتحله. وعن أبي عبيدة معمر بن المثنى: " سبحان الله ": تنزيه الله وتبرئته. وقال الطبراني: حدثنا الفضل بن الحباب قال: سمعت ابن عائشة يقول: العرب إذا أنكرت الشيء وأعظمته قالت: " سبحان " ، فكأنه تنزيه الله عز وجل عن كل سوء لا ينبغي أن يوصف بغير صفته ، ونصبته على معنى تسبيحا لله.