الحق بالحياة، الحق بالدواء، الحق بالعلاج، الحق بالتمسّك بالحياة، الحق بالتمسّك بالأمل. حقوق أخرى ضائعة على يد الدولة القاتلة. أمام حقوق مماثلة، تصبح المطالبة بكافة الحقوق الأخرى ضرباً من العبث. الكهرباء؟ الماء؟ البنزين؟ التعليم؟ الانتخاب؟ تغيير النظام؟ حقوق بلهاء أمام الموت الجلل. هكذا اضطر عدد من مرضى السرطان وذويهم، أمس، إلى الدعوة لاعتصام للمطالبة بأدويتهم. أمصال وحبوب انقطعت من الأسواق في بلد بائس يحكمه قتلة. من أمام مبنى الإسكوا، طالب المعتصمون بحقّهم بالعلاج. الحق بالحياة.. والتمسّك بها بات مطلباً. عدّاد الموت يرفض مرضى السرطان، ونرفض جميعاً، أن تكون لحيواتهم عدّادات تقيس العدّ العكسي لأشهر أو أيام وساعات متبقية لهم. لكن السلطة معتادة على العدّادات. وهذه لعبتها، العدّ واقتفاء أثر الأرقام نزولاً وصعوداً. عدّاد دعم ناقص. عدّاد تشكيل الحكومة. عدّاد نيلها الثقة. عدّاد كتل وزارية وأخرى نيابية. عدّاد حسابات مصرفية وسمسرات ومحاصصة. المدن - مرضى السرطان بلا أدوية: الدولة ترتكب مجزرة "باردة". عدّاد عهد يبدو أنه ماضٍ إلى غير نهاية، فيه القتل والمجازر والجوع والانهيار والهجرة والتهجير. عدّاد سلطة كأنه شغّال على طاقة شمسية لا تنضب. عدّاد لا بد أن ينقلب على صاحبه، اليوم أو في الغد أو في يوم قريب.
كشفت دراسة حديثة أجرتها جمعية الإمارات للأورام في دبي، عن ارتفاع وتزايد معدلات الإصابة بمرض السرطان بين سن 20 و49 سنة في الإمارات، حيث تشكل هذه الفئة 45% من جميع حالات السرطان في الدولة، وتتصدر سرطانات القولون والمستقيم والثدي قائمة الأكثر انتشاراً بين هذه الفئة. وأوضح رئيس الجمعية ومدير الأورام والسرطان في معهد «برجيل للأورام» في أبوظبي، منفذ الدراسة، البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، أن البيانات الحالية تشير إلى زيادة الحالات المسجلة بالسرطان في الإمارات في الفئة العمرية من 20 إلى 49 عاماً، مع زيادة في معدل الإصابة بالسرطان في الدولة، مؤكداً أن معدلات الإصابة تتطلب بحثاً مركّزاً لمعالجة عوامل الخطر المحتملة. وتابع: «أظهرت الدراسة أنه على الرغم من أن الفحص المبكر للكشف عن السرطان يعد مكوناً حيوياً في الحد من وفيات المرض، فإنه ينبغي تقييم التقنيات الجديدة بشكل أكبر لتحسين الاكتشاف المبكر والفحص في هذه الفئة من السكان، إذ يلزم إجراء بحث في الدولة لتقييم إجراءات الفحص بسبب ارتفاع معدل الإصابة، علماً بأن دولة الإمارات هي إحدى الدول القليلة في العالم التي تقوم بالفحص المبكر لسرطان القولون في بداية سن 40 عاماً، في حين أن معظم الدول تبدأ الفحص المبكر لسرطان القولون في سن 50 عاماً، وأخيراً تم تقليل العمر الى 45 سنة في الولايات المتحدة.
وأشار إلى أنّ رواتب المرضى وعائلاتهم لا يمكن أن تغطي هذه المبالغ الهائلة. وشرح نصّار أنّه بعد محاولات عدّة للتواصل مع وزير الصحة لم ينجحوا بالاجتماع معه لكن في النهاية تمت إحالتهم إلى مستشار الوزير الذي حمّل هذه المسؤولية لمصرف لبنان. دراسة: 45% من مصابي السرطان بالدولة في عمر الشباب. وتابع، "حين تواصلنا مع مصرف لبنان، قيل لنا أنّ المسألة لدى وزارة الصحة". وفي ختام الاعتصام سلّم نصّار منسقة الشؤون الانسانيّة في الأمم المتحدة د. نجاة رشدي كتاباً يناشد المنظمة الدولية التدخّل لمساعدة مرضى السرطان في لبنان. بدورها أكدت رشدي حرصها على متابعة هذا الأمر وإيصال الرسالة إلى المجتمع الدولي، مشيرة إلى أنّ "الحصول على الصحّة هو حق". متوفر من خلال: الحق في الحياة ، الحق في الصحة ، الحق في الصحة والتعليم ، سلطات إدارية ، قطاع خاص ، لبنان
السنوات السبعة الأخيرة مرّت بين غسيل الكلى، وعلاج السرطان وزادت صعوبة تلقيه العلاج مؤخراً: "بضلّ بالمستشفى، واليوم بات الوصول إليها أصعب، البنزين مقطوع، إذا توفّر، أقود سيارتي لأصل، وأحياناً أستعين بسيارة أجرة". يتابع: "حين أخضع للعلاج الكيميائي، أكون مرهقاً، فيأتي ابني ويعيدني إلى المنزل". حقوق مرضى السرطان من الدوله السعوديه. يتكلّم صفوان وكأنّه قطع الأمل من إيجاد دواء: "كنا نشتري علبة البنادول بخمسة آلاف ليرة، اليوم أصبحت بعشرين ألفاً، وعلبة فيتامين الحديد كان سعره 50 ألف، اليوم لا يقلّ عن 120 ألف". يُتابع، "هناك دواء آخر نسيت اسمه كنت أشتريه بثمانية آلاف ليرة فقط، منذ فترة وجدته في الصيدلية بمئة ألف، فقلت للصيدلي لا أريده". وهكذا توقف صفوان عن شراء بعض من أدويته بسبب الغلاء، فيما يتوقّع توقّف علاجه بين اللحظة والأخرى، متخوّفاً من احتمال تدهور الأوضاع أكثر. ويلفت إلى أمر آخر يزيد من بشاعة ما نراه من مآسي، "حتى الإبرة التي أستخدمها لأحقن الدواء كانت بـ 500 ليرة أصبحت اليوم عشرين ألف، هذا الغلاء لم يعد مقبولاً". السيدة ثريا حلبي قاومت مرض السرطان خلال خمس سنوات من العلاج، ووصلت اليوم إلى المرحلة الأخيرة، تقول لـ "المفكرة": "أنا ناجية من المرض، لكن المقاومة لم تنته، لأنني لا زلت بحاجة لأدوية آخذها بشكل شهري".