فاللهم اجعلنا من عبادك الصالحين، ونجنا من الظلم وسبيل الظالمين... وصلِّ اللهم وسلمْ وبارك على حبيبنا ونبينا محمد رسول الله. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الإثنين 18/أبريل/2022 - 10:26 م الكنيسة تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، باثنين التنية أو الاثنين المقدس من أسبوع الآلام، كما يتذكر الأقباط عددا من الوقائع الكنسية على رأسها نياحة الأنبا إيساك تلميذ أبللو. وقال كتاب التاريخ الكنسي المعروف باسم "السنكسار"، الذي تُتلى فصوله على مسامع الأقباط خلال القداس الإلهي والذي يحتوى على الأحداث الكنسية كافة إن في مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس المجاهد الأنبا ايساك تلميذ الأب الكبير الأنبا أبلوس. زهد هذا القديس العالم منذ صغره. كيف يظلم الإنسان نفسه. هذه أهم الصور. وترهب في برية شيهيت ، وتتلمذ للأنبا أبلوس مدة خمس وعشرين سنة ، أجهد نفسه فيها جهادا أذاب جسمه بقتل الأهواء النفسية ، حتى ملك استقامة العزم ، وأتقن فضيلة الصمت والهدوء أثناء الصلوات والقداسات. وكان من عادته في وقت القداس أنه يظل واقفا مكتوف اليدين حاني الرأس حتى نهاية الصلاة ، ثم يعود إلى قلايته ويغلق بابها عليه ولا يقابل أحدا في ذلك اليوم. ولما سألوه: "لم لا تكلم من يريد كلامك وقت الصلاة أو القداس ؟ " أجابهم قائلا: " للكلام وقت ، وللصلاة وقت " ولما دنا وقت وفاته اجتمع عنده الآباء الرهبان لينالوا بركته وسألوه: " لماذا كنت تهرب من الناس " ؟ فأجابهم " ما كنت أهرب من الناس بل من الشيطان.
وظلم النفس من أشد أنواع الظلم الثلاثة كما بين ذلك سلفنا الصالح: (الظلم ثلاثة: ظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره الله، وظلم لا يدعه الله، فأما الظلم الذى لا يغفره فالشرك بالله، وأما الظلم الذى يغفره الله فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله، وأما الظلم الذى لا يدعه فالمداينة بين العباد). فكل أنواع الظلم هى فى حقيقتها ظلم للنفس، فإن الإنسان أول ما يهم بالظلم فقد ظلم نفسه، قال تعالي: "وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"، وقال: "وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"، فالظلم إذن هو الذنب المشترك بين جل بنى آدم، فمستقل، ومستكثر. وأعظم الذنوب على الإطلاق ظلم النفس بالإشراك بالله عز وجل، فلم يُعص الله بمعصية أكبر ولا أعظم من الشرك، عن عبد الله بن مسعود قال سألت النبي: أى الذنب أعظم عند الله؟ قال: (أن تجعل لله ندا وهو خلقك)، قلت إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي؟ قال: (وأن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك) قلت: ثم أى (قال أن تزانى حليلة جارك). فالمشرك شركا أكبر يظلم نفسه فيجعلها من أهل الخلود فى النار إذا صرف شيئا من عبادته لغير الله عز وجل. ويُعد تحايل الإنسان على الشرع لارتكاب المعصية على رأس مظالمه لنفسه، فقد كان العرب يتحايلون قبل الإسلام على ارتكاب المعاصى فى الأشهر الحرم، فإذا أرادوا استمرار حرب أو قيامها، وصادف ذلك شهرا حراما؛ كانوا يقومون بتغيير اسم الشهر، ويعتقدون بذلك انهم حلوا المشكلة!