والمذنب عليه أن يرجع إلى الله، ويندم على ذنوبه الماضية، ويعزم أن لا يعود فيها، وبذلك يغفر الله له. وحقيقة التوبة تشمل ثلاثة أمور: الأمر الأول: الندم على الماضي، والحزن على ما مضى من سيئاته: من زنا، أو شرب خمر، أو عقوق، أو ربا، أو أكل مال اليتيم، أو غير هذا من المعاصي، عليه أن يندم على ذلك ندمًا عظيمًا، ويحزن على ما مضى منه. وعليه أن يقلع من هذه الذنوب وعليه أن يتركها ويحذرها. التوبة الصادقة . . كيف تكون؟ | صحيفة الخليج. وعليه أمر ثالث: وهو العزم الصادق أن لا يعود. هكذا التوبة تشمل هذه الأمور الثلاثة: أن يندم على الماضي منهاـ مهما كانت عظيمة، حتى الكفر. والأمر الثاني: أن يقلع منها ويحذرها. الأمر الثالث: أن يعزم عزمًا صادقًا أن لا يعود فيها. وهناك شرط رابع عام لجميع الأعمال، وهو النية أن تكون لله وحده، أن يتوب لله وحده؛ لأن الله قال: تُوبُوا إِلَى اللَّهِ [التحريم:8] يقصد وجهه سبحانه رغبة فيما عنده، وحذرًا من عقابه، فهو يندم على ما مضى، ويعزم أن لا يعود، ويقلع منها خوفًا من الله، وتعظيمًا له، وإخلاصًا له ، وهكذا بقية العبادات كلها لا بد فيها أن تكون لله من صلاة وصوم وصدقة، وغير ذلك. ومن تمام التوبة، ومن أسباب بقائها: أن يلزم الأخيار، ويبتعد عن صحبة الأشرار الذين يجرونه إلى المعاصي، فهذا من أسباب بقاء التوبة.
ومن أسباب استمرارها وكمالها: أن تبتعد عن جلساء السوء الذين كنت تجالسهم حتى تسلم من شرهم، وأن تحرص على صحبة الأخيار حتى تستفيد منهم، ويعينوك على الخير. ومن أسباب تمامها وكمالها أيضًا: أن تزيل ما عندك من آثارها، إن كان آلات لهو تزيلها، خمر تريقه، دخان تتلفه، وهكذا ما كان عندك من آثارها وبقائها تزيله حتى لا يجرك الشيطان إليه، تريق الخمر ، تتلف الدخان، تكسر آلات اللهو، إلى غير هذا من كل ما يجرك إلى الشر تزيله عنك؛ حتى تتم لك التوبة، وتبقى وتستمر. ادعيه التوبه من الذنب المتكرر. ولكنها مقبولة إذا استوفت الشروط، حتى ولو كان عندك بقايا خمر، أو بقايا دخان، التوبة مقبولة، لكن عليك أن تحذر ما بقي عندك عليك أن تزيله، فبقاؤه عندك ولو بقي عندك يوم أو بقيت يومين أو ثلاثة لا يبطل التوبة، التوبة ماشية صحيحة إذا كنت صادقًا في التوبة في ندمك وإقلاعك وعزمك أن لا تعود صادقًا في ذلك راغبًا بما عند الله، فالتوبة يمحو الله بها الذنوب، جميع الذنوب الماضية يمحو الله بهذه التوبة، يمحوها الله عنك. فلا تقنط ولا تيئس، يقول الله -جل وعلا-: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53] ، يعني: للتائبين، أجمع العلماء على أن هذه الآية في التائبين، ونهانا عن القنوط، قال: لا تَقْنَطُوا يعني: لا تيئسوا من روح الله، فالمؤمن لا ييئس ولا يقنط، بل يبادر بالتوبة، يحسن الظن بربه -جل وعلا-، ويقول النبي ﷺ: التائب من الذنب كمن لا ذنب له فإذا تبت من الذنب بالندم، والإقلاع، والعزم أن لا تعود، فإنه يمحى عنك إذا فعلته لله .
والذي نفسُ مُحمَّد بيده – أو والذي نفسي بيده – لو لَمْ تُخْطِئُوا لَجاء اللهُ – عزَّ وجلَّ – بِقَومٍ يُخْطِئون ثُم يَستغفرون اللهَ فيَغْفِر لَهم». التوبه من الذنب المتكرر يا رب. ولكن هل هناك توبة غير مقبولة، بالفعل إن هناك توبة لا يقبلها الله، وهي التوبة التي لا تستوفي الشروط والتي من بينها العزم على عدم العودة للذنب والابتعاد عن الذنب والندم، وكذلك التوبة التي تقع في غير الأوقات التي تقبل فيها التوبة. ومنها التوبة في وقت خروج الروح، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، رواه الترمذي، وقال تعالى: وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ {النساء:18}. وأيضاً التوبة التي لا تقبل هي التوبة التي تكون بعد طلوع الشمس من المغرب، كما عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه، وبذلك تكون التوبة الغير مقبولة هي التي تشمل حالة من الثلاث حالات التالية، وهي: التوبة التي لا يكون صاحبها عازم على عدم العودة للذنب. التوبة حين تبلغ الروح مرحلة الحلقوم والغرغرة.
الحمد لله. أولا: روى ابن ماجة (4250) والطبراني في " المعجم الكبير " (10281) وأبو نعيم في " حلية الأولياء " (4/210) والبيهقي في " السنن " (20561) من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ) ورجاله ثقات ، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه ، فهو منقطع ، راجع "التهذيب" (5/65). لكنه ثابت لما له من الشواهد ، ومن ثَمّ حسنه من حسنه من العلماء ، وصححه من صححه منهم. قال الحافظ في الفتح (13/471): " سنده حسن ". وقال ابن مفلح في "الآداب الشرعية " (1/ 87): رجاله كلهم ثقات ". وقال السخاوي في " المقاصد الحسنة " (ص249): " رجاله ثقات ، بل حسنه شيخنا يعني لشواهده ". التوبه من الذنب المتكرر. وحسنه السيوطي في " الجامع الصغير " (3386) ، وكذا الألباني في "صحيح الجامع" (3008)، وصححه ابن باز في " مجموع الفتاوى " (10/314). وله شاهد من حديث عائشة رواه البيهقي (6640) وإسناده ضعيف. وله شاهد آخر من حديث ابن عباس عند البيهقي في الشعب (6780) وإسناده واه. وشاهد رابع من حديث أبي سعد الأنصاري عند أبي نعيم في الحلية (13/398) والطبراني في " الكبير " (775) وإسناده ضعيف.