قال: فمن خلق أبي ؟ قالت: الله. قال: فمن خلقني ؟ قالت: الله. قال: فمن خلق السماء ؟ قالت: الله. قال: فمن خلق الأرض ؟ قالت: الله. قال: فمن خلق الجبل ؟ قالت: الله. قال: فمن خلق هذه الغنم ؟ قالت: الله. قال: إني لأسمع لله شأنا. وألقى نفسه من الجبل فتقطع. قال ابن عمر: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيرا ما يحدثنا هذا. قال ابن دينار: كان ابن عمر كثيرا ما يحدثنا بهذا. في إسناده ضعف ، وعبد الله بن جعفر هذا هو المديني ، ضعفه ولده الإمام علي بن المديني وغيره. ﴿ تفسير القرطبي ﴾ وإلى الأرض كيف سطحت أي بسطت ومدت. وقال أنس: صليت خلف علي - رضي الله عنه - فقرأ كيف خلقت ورفعت ونصبت وسطحت ، بضم التاءات أضاف الضمير إلى الله تعالى. وبه كان يقرأ محمد بن السميقع وأبو العالية والمفعول محذوف ، والمعنى خلقتها. تفسير قوله تعالى {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت}. وكذلك سائرها. وقرأ الحسن وأبو حيوة وأبو رجاء: ( سطحت) بتشديد الطاء وإسكان التاء. وكذلك قرأ الجماعة ، إلا أنهم خففوا الطاء. وقدم الإبل في الذكر ، ولو قدم غيرها لجاز. قال القشيري: وليس هذا مما يطلب فيه نوع حكمة. وقد قيل: هو أقرب إلى الناس في حق العرب ، لكثرتها عندهم ، وهم من أعرف الناس بها. وأيضا: مرافق الإبل أكثر من مرافق الحيوانات الأخر فهي مأكولة ، ولبنها مشروب ، وتصلح للحمل والركوب ، وقطع المسافات البعيدة عليها ، والصبر على العطش ، وقلة العلف ، وكثرة الحمل ، وهي معظم أموال العرب.
ومن المعلوم أن أجزاء الأرض تتفاوت فيما بينها من حيث إقبال النهار بضيائه أو حلول الليل بسواده فبينما تزهو بقاع من الأرض بضياء الشمس، تسكن بقاع أخرى من الأرض بعد أن أرقدها الليل بظلامه، وذلك كله لا يقع بالتعاقب ولكنه واقع في نفس الآن، مما يدل على أن الأرض كروية استناداً إلى الظاهر من دلالة النص القرآني ﴿ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾. والدليل كذلك على كروية الأرض قوله تعالى: ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَ يُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴾ [الزمر: 5]. " الله تعالى ينزع نور النهار من أماكن الأرض التي يتغشاها الليل بالتدريج كما ينزع جلد الذبيحة عن كامل بدنها بالتدريج، ولا يكون ذلك إلا بدوران الأرض حول محورها أمام الشمس " إنَّ قوله: " وَيُكَوِّرُ " من التكوير وهو اللف، نقول كار الرجل العمامة كوراً بمعنى أدارها على رأسه، وكورت الشيء إذا لففته على جهة الاستدارة وذلك كقوله تعالى:" إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ " يعني طويت كطي السجل، ولابن جرير الطبري في تفسيره أن: يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل، أي يغشى هذا على هذا وهذا على هذا كما قال: ﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ﴾ [الحديد: 6].
———————————————————————— مراجع: 1- أمير عبد العزيز، إعجاز القرآن، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت. لبنان، الطبعة الأولى، 1983م، ص 194. 2- زغلول النجار، من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، مكتبه الشروق الدولية، القاهرة، 2004م، ص 170: 173. 3- الطبري، تفسير الطبري (جامع البيان عن تأويل آي القرآن)، دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، الطبعة الأولى، 1422ه – 2001 م ، (9/ 123). إسلام ويب - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الفجر. 4- علي محمَّد محمَّد الصَّلابي، المعجزة الخالدة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، براهين ساطعة وأدلة قاطعة، دار المعرفة، بيروت، 2013م، ص 109: 111. 5- الفيروز آبادي، القاموس المحيط، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت. لبنان، 1426 ه ــ 2005 م، (2/ 134). 6- الفيومي، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الثانية، (2/ 205). 7- محمد متولي الشعراوي، معجزة القرآن، دار أخبار اليوم، القاهرة، 1981م ، ص 49.
اكتشف علماء الفلك حقيقة أن الأرض كروية الشكل بعد دراسات وبحوث استغرقت عشرات السنين، ولكن قبل أكثر من 1400 عام كان للقرآن الكريم السبق في ذكر هذه الحقيقة، حيث تشير آياته وتؤكد على أن الأرض كروية الشكل، وهي بذلك ليست في حقيقتها ممتدة امتداداً ينتهي عند حافة من الحواف كما كان يتصور الأقدمون ويعتقدون، ولكن الأرض ذات شكل بيضوي كالكرة، وذلك ما تقتضيه سنة الطبيعة في دورتها الرتيبة المنتظمة، وما تقتضيه عجلة الكون المتحرك الدقيق، ولو لم تكن الأرض على هذا النحو من الاستدارة لتعطلت نواميس الخلق على هذا الكوكب، ولباتت الحياة على ظهره مشلولة أو مستحيلة. إن القرآن الكريم لا يقول أبداً بثبات الأرض أو بأنها مسطحة، بل قال تعالى: ﴿ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ﴾ [الغاشية: 20]. وكلمة (سُطِحَتْ) تعني مُهدت وبسطت أمام البشر، فأنت مهما سرت على الأرض تجدها مسطحة وممهدة أمامك، وهذا لا يتحقق إلا بالشكل الكروي. ولم يأت القرآن الكريم بالدلائل التي تؤكد لنا أن الأرض كروية في آية واحدة … بل جاء بها في آيات متعددة ومنها قوله سبحانه وتعالى: ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ ﴾ [يس: 40]. فقد جاء ذلك رداً على السابقين لفهمهم أن اليوم يكون مبدوءاً بالنهار ثم يعقبه الليل، فكأن الله سبحانه يقول لهم: لا يسبق النهار الليل ولا يسبق الليل النهار، ولكنهما كليهما موجودان معاً وفي آن واحد.
القول في تأويل قوله تعالى: ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ( 17) وإلى السماء كيف رفعت ( 18) وإلى الجبال كيف نصبت ( 19) وإلى الأرض كيف سطحت ( 20)). يقول تعالى ذكره لمنكري قدرته على ما وصف في هذه السورة من العقاب والنكال الذي أعده لأهل عداوته ، والنعيم والكرامة التي أعدها لأهل ولايته: أفلا ينظر هؤلاء المنكرون قدرة الله على هذه الأمور ، إلى الإبل كيف خلقها وسخرها لهم وذللها وجعلها تحمل حملها باركة ، ثم تنهض به ، والذي خلق ذلك غير عزيز عليه أن يخلق ما وصف من هذه الأمور في الجنة والنار ، يقول جل ثناؤه: أفلا ينظرون إلى الإبل فيعتبرون بها ، ويعلمون أن القدرة التي قدر بها على خلقها ، لن يعجزه خلق ما شابهها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال: لما نعت الله ما في الجنة ، عجب من ذلك أهل الضلالة ، فأنزل الله: ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) فكانت الإبل من عيش العرب ومن حولهم. حدثنا ابن المثنى ، قال: ثنا محمد بن جعفر ، قال: ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق عمن سمع شريحا يقول: اخرجوا بنا ننظر إلى الإبل كيف خلقت. وقوله: ( وإلى السماء كيف رفعت) يقول جل ثناؤه: أفلا ينظرون أيضا إلى [ ص: 389] السماء كيف رفعها الذي أخبركم أنه معد لأوليائه ما وصف ، ولأعدائه ما ذكر ، فيعلموا أن قدرته القدرة التي لا يعجزه فعل شيء أراد فعله.
من هنا فإن الإصرار على (تسطيح الأرض) المطلق، أي المنظور بالعين المجردة بغير المقدر من مسافات بعيدة في الجو، مع التقدير الفيزيائي المثبت، يعني التمسك بظاهر اللغة أو بنيتها، أما التركيب العميق لها فهو الأهم الذي يحول (النظر إلى) من العين المجردة إلى وسيلة أخرى تمكن الإنسان من تقدير شكل الأرض بوضوح ودقة تصل إلى الأمتار أو أقل! والشيء نفسه يقال عن ذبذبات السمع، فما لا يستطيع الإنسان سماعه لا يعني أنه غير موجود، بل موجود ولكن على صورة غير صحيحة طبقاً لواقعه!
وقوله: ( فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) أي: فذكر - يا محمد - الناس بما أرسلت به إليهم ، فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب; ولهذا قال: ( لست عليهم بمسيطر) قال ابن عباس ، ومجاهد ، وغيرهما: لست عليهم بجبار. وقال ابن زيد: لست بالذي تكرههم على الإيمان. قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله - عز وجل - ". ثم قرأ: ( فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) [ ص: 389] وهكذا رواه مسلم في كتاب " الإيمان " ، والترمذي والنسائي في كتابي التفسير " من سننيهما ، من حديث سفيان بن سعيد الثوري ، به بهذه الزيادة وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من رواية أبي هريرة ، بدون ذكر هذه الآية. وقوله: ( إلا من تولى وكفر) أي: تولى عن العمل بأركانه ، وكفر بالحق بجنانه ولسانه. وهذه كقوله: ( فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى) [ القيامة: 31 ، 32] ولهذا قال: ( فيعذبه الله العذاب الأكبر) قال الإمام أحمد: حدثنا قتيبة ، حدثنا ليث ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن علي بن خالد أن أبا أمامة الباهلي مر على خالد بن يزيد بن معاوية ، فسأله عن ألين كلمة سمعها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ألا كلكم يدخل الجنة ، إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله ".
في نهاية مقالنا، تحدثنا عن الشعر الجاهلي، وذكرنا الكثير من أغراض الشعر الجاهلي، كما ذكرنا الأمثلة علي ذلك، نسأل الله أن نكون قد أفدناكم بالمعلومات القيمة.
حيث عزم على أخذ ثأر والده وذلك ما ذكره في أبيات أشعاره وذكر رحلات صيده وتاريخ حياته وقبيلته ورثاءه لوالده وذلك من خلال المعاني المبتكرة الذي اشتهر بها والصور الواضحة والتشبيهات الصريحة وكان الشعراء يصفون شعره بأنه كان شديد التمكن وكان يهجو من يذمه ويمدح من ينصره.
قال ابن إسحاق: "ولما قدم فل ثقيف الطائف أغلقوا عليهم أبواب مدينها، وصنعوا الصنائع للقتال. ولم يشهد حنينًا ولا حصار الطائف عروة بن مسعود ولا غيلان بن سلمة، كان بجرش يتعلمان صنعة الدبابات والمجانيق والضبور" "السيرة ٤: ١٢١"