فتعالوا بنا لنتعايش بقلوبنا مع تفسير سورة الغاشية: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) أي: هل جاءك یا محمد خبر الداهية العظيمة التي تغشى الناس بشدائدها وأهوالها.. وهي القيامة؟ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ) أي: أن وجوه الكفار يوم القيامة ذليلة خاضعة مهينة؛ لأن أصحابها كفروا بالله جل وعلا. تفسير سورة الغاشية. (عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ) أي: دائبة العمل فيما يتعبها ويشقيها في النار… وذلك لأن هؤلاء كانوا يتعبون أنفسهم في الدنيا في معصية الله جل وعلا، فيكون الجزاء أنهم كما أتعبوا أنفسهم في الكفر والمعاصي فإنهم يتعبون في النار بسبب جر الأغلال والسلاسل والصعود والهبوط في دركات النار. (تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً) أي: تدخل نارا شديدة الحر مشتعلة. (تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) أي: تسقي من عين متناهية الحرارة قد وصل حرها وغليانها درجة النهاية. (لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ) أي: ليس لأهل النار طعام إلا الضريع، وهو نبت ذو شوك تسمیه قريش "الشبرق" وهو أخبث طعام وأبشعه وهو سم قاتل.. ذكر تعالي هنا أن طعامهم الضريع، وقال في الحاقة: (ولا طعام إلا من غسلين) ولا تنافي بينهما؛ لأن العقاب ألوان، والمعذبون أنواع، فمنهم من يكون طعامه الزقوم، ومنهم من يكون طعامه الضريع، ومنهم من يكون طعامه الغسلين، وهكذا يتنوع العذاب.
[٩] وكانت الإبل أفضل الأنعام عند العرب؛ حتى أنّهم جعلوها دية القتل، وذكروها في أشعارهم، فدعاهم الله -تعالى- إلى النظر إليها وإلى الصفات التي تتمتع بها، فكيف لهم أن ينكروا البعث، وهذا خلق بسيط من خلقه، تعددت منافعه؛ فالله -تعالى- كما خلق الإبل قادرٌ على البعث والجزاء. [٩] مظاهر قدرة الله في خلق السماء ضرب الله -تعالى- مثلًا خلقه السماء مرفوعةً من غير أعمدة تمسكها، [١٠] وهي بعيدة ثابتة في السماء من غير سقوط، وهي ذات نجوم كثيرة، كلّها مرفوعة بأمر الله -تعالى-، فكيف لأحدٍ أن ينكر البعث بعد هذه الآيات؟. [١١] مظاهر قدرة الله في خلق الجبال من مظاهر خلق الله -تعالى- التي جاءت في الآيات خلقِه للجبال؛ فهي منصوبة مرفوعة، وكأنّها تقف على الأرض وقوفًا ثابتًا لا حركة فيه، لتُمسك هذه الأرض وتُثبتها، فالناظر إليها يتعجب من ثباتِها، ومنها تنبع المياه، وتُستخرج المعادن، والكثير من المنافع التي تدعو البشر لتأملها، وتأمل خلق الله وقدرته في هذا الكون. سورة الغاشية تفسير للاطفال. [١٢] مظاهر قدرة الله في خلق الأرض يدعو الله -تعالى- المنكرين للبعث إلى تأمل الأرض؛ كيف جعلها الله ممهدة للعيش عليها، ومبسوطةً لا خلل فيها، ليتخذها الناس سكنًا لهم، وينتفعوا بما فيها من خيرات، فمن الأرض يستخرج الناس مقومات العيش من نباتات وأشجار ومعادن.
تحقيق تخريج الحديث: إسناده ضعيف ومنقطع: أخرجه أبو داود (5083) عن محمد بن عوف الحمصي، والطبراني في (( الكبير)) (3450)، وفي (( الشاميين)) (1672) ومن طريقه الحافظ في (( نتائج الأفكار)) (2/344، 345) عن هاشم بن مرثد الطبراني، قالا: ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ثني أبي - قال ابن عوف: ورأيته في أصل إسماعيل - قال: ثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري. قال الحافظ: هذا حديث غريب من هذا الوجه، ورواته موثقون، إلا محمد بن إسماعيل فضعفه أبو داود ، وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئاً؛ لكن أبو داود لم أخرجه استظهر بقول شيخه محمد بن عوف: قرأته في كتاب إسماعيل بن عياش. قلت: وإسناده منقطع، قال أبو حاتم: شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري مرسل. (( المراسيل)) (ص90)، والله أعلم. وقال الحافظ في (( نتائج الأفكار)) (2/368): هذا حديث غريب. اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شئ - الطير الأبابيل. وقد حسنه ابن القيم في (( زاد المعاد)) (2/373، 374).
٤٠٠ استغفار ( استغفر الله واتوب اليه) حديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة، رواه البخاري.
سورة الزمر الآية رقم 46: إعراب الدعاس إعراب الآية 46 من سورة الزمر - إعراب القرآن الكريم - سورة الزمر: عدد الآيات 75 - - الصفحة 463 - الجزء 24.