الإخلاص في العمل إذا كان العمل على ذلك القدر من الأهميّة فلا بدّ أن يكون الإخلاص فيه أشدّ أهميّةً، لأنّ الإخلاص في أيّ عمل هو بمثابة الرّقمِ اليساريّ لمجموعةِ أصفارٍ ليس لها قيمة، وإنما تكتسب قيمتها بالرقم الذي يأتي على يسارها، ويُعطي كل صفرٍ منزلةً إضافية للرقم الذي يتزايد باستمرار، فالإخلاص قيمةٌ عُليا من القيم الإنسانية، وهي قيمة ترفع أي شيء يلوذُ بها فتعطيه رونقًا خاصًّا، وتمنحه سمةَ الامتياز والنجاح. إنّ الإخلاص إذا اجتمع في قلوب مجموعة من الناس فإن الأثر المترتّب على العمل الذي ستؤدّيه هذه المجموعة سيكون أشدّ وقعًا في النفس وأكبر نفعًا؛ فقد جاء في القرآن الكريم: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}. [١] الأدلّة في الحث على الإخلاص والتعاون كثيرة في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، ومنه قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: "المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا" [٢] ، فما أعظم هذا الحديث في الحثّ على العمل الجماعي، فالنبي -صلّى الله عليه وسلّم- يُشبّه المسلم مع غيره من المسلمين بالجسد الواحد، فإذا أصاب هذا الجسد أي سوء في عضوٍ واحد من أعضائه باتَ الجسدُ كله في سهرٍ وألم، لا يستطيع النوم ولا يجد له طريقًا.
العمل بالنسبة للفرد روحٌ وحياة لأنه يمنحه الثقة بالنفس ويجعل له قبولًا بين الناس، ويجعله شخصًا ناجحًا يُشار إليه بالبنان ولا يستطيع أحدٌ تجاوزه، وكلما اجتهد الإنسان أكثر واستخدم ذكاءه وعقله وتركيزه كلّما استطاع أن يكون في عملٍ يليق به ويجعله قائدًا ومتحكمًا بالكثير من الأعمال ومسيطرًا عليها. وكي يرتقي العمل لا بدّ من أن يكون مقرونًا بالعلم والتطوّر باستمرار؛ لأنّ العمل بلا علم لا يمكن أن يُبنى على أسسٍ صحيحة، كما يجب أن يكون مقرونًا بالتدريب وأخذ الخبرة كي لا يتم بشكل عشوائي، فالدول العظمى لا تسمح لأي شخص أن يمارس عملًا ما إلا إذا خضع للتعليم والتدريب وكان كفؤًا في عمله وقادرًا على إتمامه على أفضل وجه. أساس النجاح في العمل أن يتم بإخلاص تامٍ، وأن يكون التعاون والتكاتف شيئًا أساسيًا بين أفراد فريق العمل لضمان الوصول إلى قمة النجاح والتطوّر فيه، خاصة في العمل الجماعي، كما أنّ الأمانة في العمل تُسهم في نهوض الأمم والأفراد والوصول إلى الاحترافية وحفظ الحقوق، فالعمل عندما يكون بهذه الصورة يحفظ كرامة من يقوم به، خاصة أنّ العمل عبادة وليس مجرد حاجة للإنسان أو وسيلة لكسب الرزق. مقدمة بحث عن العمل. لذلك يتمّ الارتقاء بالعمل بتطوير المهارات لضمان الوصول إلى التنافسية على مستوى دولي وليس فقط على المستوى المحلي، ففي الوقت الحاضر أصبح العمل يقوم على قدمٍ وساق في مجالٍ معين في دولة ما كي تثبت جدارتها فيه وتحتكره، مما يُساهم في نموها وتطوّرها.
يُسهم العمل في نمو دخل الفرد والمجتمع وزيادة الإنتاج المحلي، كما يُساعد الدولة في أن تكون دولة منتجة بدلًا من أن تكون دولة مستهلكة، وهذا يترك أثره على اقتصاد الدولة ككل وعلى مستوى معيشة الفرد، ويظهر هذا جليًا في الكثير من الدول التي اعتمدت على نفسها في سوق العمل ودربت مواطنيها على أن يكونوا قوى عاملة ذات مهارات عالية، فاحتلوا العالم اقتصاديًا وأصبحوا رياديين في سوق الأعمال وليس مجرد ممارس عادي للعمل. فالعمل يحتاج إلى التخطيط والتفكير ومن ثم التنفيذ، وأن يبنى على خطط معينة من قبل أشخاص خبراء لديهم شغف كبير لإنجاز العمل كي يكون على أكمل وجه دون أي نقص أو تقصير، إذ إنّ أي تقصير يُذكر سيؤدي إلى فشل العمل. مقدمه عن المخاطر في العمل. يُسهم العمل في تحسين الصحة النفسية للإنسان لأنه يمدّه بالطاقة الإيجابية ويجعل حياته منظمة تسير على خطى ثابتة، كما يُساعد العمل في أن يحدد الإنسان هدفه بوضوح كي يرتقي بعمله من جميع النواحي والحصول على أعظم الفوائد منه، كما يُسهم في زيادة حجم الاستثمارات وزياة جذبها، وزيادة احترافية التعليم لتخريج الأشخاص الأكفياء لممارسة العمل بكلّ عزيمة واقتدار. وفي الوقت نفسه يُسهم في تحفيز الإنسان على الحركة والنشاط ويمده بالطاقة والحيوية لأنه يدفع الإنسان للاستيقاظ باكرًا كي يذهب إلى عمله وينضم إلى قافلة العاملين، وهذا بحدّ ذاته حافزٌ قوي كي يسعى الإنسان لتحصيل فرصة عمل مناسبة له ولاختصاصه ولمهاراته.
قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُم عَمَلاً أَن يُتقِنَهُ» (رَوَاهُ البَيهَقِيُّ في الشُّعَبِ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ). فقد ذكر في القرآن وفي السنة النبوية ضرورة إتقان العمل وأنه له أجر كبير، وثواب عظيم عند الله. وتذكر دائما أن ثواب إتقان العمل هو الفوز في الدنيا وفي الآخرة. احتفال العالم بعيد العمال يحتفل العالم بأكمله أول أيام شهر مايو من كل عام بعيد العمال العالمي. وجود هذا اليوم العالمي ويؤكد على أهمية العمل، وان دون العمل الجاد في جميع المجالات لا تنهض المجتمعات. ويعتبر هذا اليوم هو يوم تحفيز ودعم الإهمال وتقديم لهم الشكر والتقدير على مجهودهم المبذول. هناك بعض الدول يحتفلون بعيد العمال في أول يوم اثنين في شهر سبتمبر. يعتبر عيد العمال إجازة رسمية في كل الدول. البطالة ودور الدولة في الحد منها دائما ما تسعى الدول إلى توفير فرص عمل لشباب الدولة. مقدمة عن سوق العمل. الشباب بعد أن ينتهي من فترة الدراسة يكون لديهم طموح عالي فيجب أن تستغل الدولة هذا الطموح بتوفير فرص العمل لهم. ولكن يوجد بعض المشاكل التي تواجه بعض من الدول النامية وهي الزيادة السكانية. من أضرار الزيادة السكانية أنها تؤدي إلى زيادة البطالة بسبب عدم توافر فرص عمل لكل الشباب.
قال: "وادعى الكسائي أنها من أسماء الأضداد، واعتمده في "القاموس"، إذ قال: وتفكه، أكل الفاكهة، وتجنب عن الفاكهة ضده"، فقوله: "وادعى... " يومئ إلى أن ابن عاشور يتحفظ على القول بوجود ألفاظ الأضداد. وكذلك فعل عند تفسيره لقوله سبحانه: { وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا} (الكهف:79)، فقد ذكر أن بعض المفسرين فسر قوله سبحانه: { وراءهم} بمعنى (أمامهم)، وعقب على ذلك بقوله: "فتوهم بعض مدوني اللغة، أن (وراء) من أسماء الأضداد، وأنكره الفراء، وقال: لا يجوز أن تقول للذي بين يديك: هو وراءك، وإنما يجوز ذلك في المواقيت من الليالي، تقول: وراءك برد شديد، وبين يديك برد شديد. يعني أن ذلك على المجاز. قال الزجاج: وليس من الأضداد كما زعم بعض أهل اللغة". فقوله: "فتوهم... التضاد والمقابلة في الشعر العربي الحديث - موقع الكتابة الثقافي. "، ونَقْلُه إنكار الفراء له، ثم نقله لقول الزجاج: إنه ليس من الأضداد، يدل مجموع ذلك على تحفظه على القول بالأضداد. بيد أن ابن عاشور في مواضع أخر من تفسير نجده يقول بـ (الأضداد)، كما كان شأنه عند تفسيره لقوله تعالى: { والليل إذا عسعس} (التكوير:17)، فقد نقل عن المبرد و الخليل أن لفظ { عسعس} من ألفاظ الأضداد، يقال: عسعس الليل، إذا أقبل ظلامه، وعسعس، إذا أدبر ظلامه.
في لسان العرب ثمة ما يسمى بـ (الألفاظ المتضادة)، وهي وسيلة من وسائل التنوع في الألفاظ والأساليب والتعبير في العربية، فكانت بهذا المعنى خصيصة من خصائص اللغة العربية في مرونتها وطواعيتها في التنقل بين السلب والإيجاب، والتعكيس والتنظير. واستعمالها يدل على اتساع العرب في كلامهم، وأن مذاهبهم لا تضيق عليهم عند الخطاب. المراد بمصطلح الأضداد (الضد) في اللغة يقع على معنيين متضادين، والمراد بمصطلح (الأضداد) الألفاظ التي توقعها العرب على المعاني المتضادة، فيكون اللفظ الواحد منها مؤدياً لمعنيين مختلفين بدلالة السياق والسباق. وبعبارة أخرى: استعمال كلمة للدلالة على معنى معين، واستعمالها في الوقت نفسه للدلالة على عكس هذا المعنى. وكلمة (الضد) نفسها تدل على (المخالف)، وتدل على (النظير)، ومن أمثلة الألفاظ المتضادة قولهم: (جَلَل) للكبير والصغير، وللعظيم واليسير. و(الجون) للأسود والأبيض. و(القوي) للقوي والضعيف. و(الرجاء) للرغبة والخوف. قال ابن فارس: "إن من سنن العرب في الأسماء أن يسموا المتضادَّين باسم واحد". امثلة على التشبيه في البلاغة | المرسال. وقد قال بعض أهل اللغة: "إذا وقع اللفظ على معنيين متضادين، فالأصل لمعنى واحد، ثم تداخل الاثنان على جهة الاتساع".
- قوله سبحانه: { ومن ورائه عذاب غليظ} (إبراهيم:17)، الظرف (وراء) هو من الأضداد، يقال: هذا الأمر من ورائك، أي سيأتيك بعد، وأنا من وراء فلان يعني أصل إليه، وهو هنا بمعنى: بعد. وقيل: { ومن ورائه} أي: من أمامه. ونظير الآية قوله عز وجل: { من ورائه جهنم} (إبراهيم:16) أي: من بعد هلاك هذا الكافر جهنم يصلاها وبئس المصير. والمثل الأبرز هنا قوله تعالى: { وكان وراءهم ملك} (الكهف:79)، أي: أمامهم، وإلى هذا ذهب جمع من أهل اللغة والمفسرين. - قوله سبحانه: { فأصبحت كالصريم} (القلم:20)، (الصريم) الصبح سمي بذلك؛ لأنه انصرم عن الليل. و(الصريم) الليل؛ لأنه انصرم عن النهار. التضاد الحاد. فإن كان المراد بـ (الصريم) في الآية الليل؛ فلاسوداد موضعها. وإن كان المراد به النهار؛ فلذهاب الشجر والزرع، ونقاء الأرض منه. - قوله تعالى: { مثلا ما بعوضة فما فوقها} (البقرة:26)، (فوق) تكون بمعنى (فوق)، وتكون بمعنى (دون)، والآية تحتمل المعنيين؛ فعلى الأول يكون معنى الآية: إن الله يضرب المثل بالبعوضة فما فوقها من المخلوقات، وعلى الثاني يكون المعنى: إن الله يضرب المثل بالبعوضة فما دونها من المخلوقات. - قوله سبحانه: { وجعلناكم شعوبا} (الحجرات:13)، لفظ (الشعب) بفتح الشين من الأضداد، يدل على الافتراق، ويدل على الاجتماع، يقال: شعبته إذا جمعته، وشعبته إذا فرقته، ومنه سميت المنية شعوباً؛ لأنها مفرقة.
[٢] إن البحث عن التضاد يوصل إلى نتائج عدة تتعلق بأصول التضاد، وآراء اللغويين في نسبة التضاد إلى أصول اللغة، فالهروي مثلًا جعل التضاد فرعًا للمشتركِ اللفظي فقال: وإذا كان المشتركُ اللفظي يعني دلالةَ اللفظِ على معنيين فأكثر، فإنَّ التضادَّ فرعٌ له؛ فقد ورد في اللغةِ ألفاظٌ أخرى يدل الواحدُ منها على معنيين أيضًا، ولكنَّهما على التضاد، واصطلح العلماءُ على تسميةِ هذه الألفاظ الواردة بالأضداد. [٢] وهناك من العلماء من قال: إن بابَ التضاد يُعدُّ ضربًا من المشترك، فيمكن أن يصدق ها هنا إذا ابتغينا لصورِ المادة جنسًا آخر من المعنى، يحتملُ الجمعَ بين القوةِ والضَّعفِ؛ كالجلل حين يقدر أنَّه موضوعٌ للغايةِ في الشيء فيُوصف به العظيمُ والحقير، ومما يؤكد ذلك قول أبي الحسين البصري المعتزلي: اعلم أنَّ في اللغةِ ألفاظًا مفيدة للشيء الواحد على الحقيقةِ، وألفاظًا مفيدة للشيء ولخلافه وضده حقيقة على طريقِ الاشتراك واستنادًأ إلى ما سبق يمكن القول إن التضاد فرعٌ للمشتركِ اللفظي. [٢] والتضاد وفق مفهوم المشترك اللفظي له أمثلة عدة في القرآن الكريم، وقد عمل اللغويون المهتمون بالبحث عن التضاد وتفاصيله بعرض الشواهد وشرحها وتفصيلها، ومن أبرز ما ورد في القرآن الكريم على التضاد، أي ما ورد من كلمة واحدة تحمل معنيين مختلفين: كلمة عسعس في قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} [٣] كلمة عسعس الواردة في الآية السابقة -حسب دراسات العلماء- تحمل معنى: إذا أدبر، وفي دراسات أخرى تحمل معنى إقباله بظلامه، ولما كانت كلمة واحدة تحمل معنيين مختلفيين فهي إذًا من الأضداد.
التدفق في قوانين التطور الصوتي: على سبيل المثال قولهم: اقوى الرجل فهو مقو ، معناه ان الرجل لديه قوة بدنية ، ويمكن أيضا أن تعبر عن قوة الظهر أي قوة النسب فلديه من يحميه ، ويدافع عنه ويقف لأجله ، ويمكن أن تعبر أيضا عن الفقر فقد يصبح الرجل فجأة في ليلة وضحاها. ويكون ذلك كله عن طريق: التفاؤل ؟ والمقصود منه ، هو إخفاء المعنى الأصلي للفظ ما ليبتعد السامع عن التشاؤم الذي لا يحبه كل إنسان ، ومثال ع ذلك السليم اللديغ. الناهل: تطلق على فرحة الشخص العطشان عند قدوم الماء ، وتطلق على الأعمى ، وتطلق على الشخص الذي يرى جيدا أيضا من باب التفاؤل بنظره السليم. التهكم: وتعني السخرية فمثلا عندما نأتي بشخص مختل عقليا ، ونطلق عليه انه شخص عاقل من باب السخرية ، والإهانة له. الخوف من الحسد: مثلاً كلمة(الشوهاء) تطلق على الفرس القبيح الشكل ، والفرس الجميل والفرس الأعور، وكلمة على الحديد التي تطلق على البصر تقال في الأصل على الشخص لفاقد احدى عينيه. الاتفاق في الصيغة الصرفية: قد تنشأ صفة التضاد احياناً في احتمالية الصيغة الصرفية حيث ينتج عنها المعنى وضده ، فمثلاً صيغة الكلمة (فعول) قد تحمل أحيانا معنى فاعل ، وتحمل أوقات أخرى معنى مفعول ، وعلى سبيل المثال أيضا كلمة (مذعور) قد تأتي بمعنى ذاعر ، وكلمة ركوب بمعنى راكب و أيضا مركوب ، وكلمة رجور بمعنى زاجر ومزجور.