ذات صلة ما معنى البرزخ كيف يعيش الميت حياة البرزخ حياة البرزخ تعرّف حياة البرزخ على أنّها الحياة التي تكون ما بين حياة الإنسان الدنيا وحياته الآخرة، وهي تكون بعد موت الإنسان وتستمر حتى يوم القيامة حسب المعتقدات في المنهج الإسلامي، وفي هذه المرحلة تبدأ عمليّة الحساب على كل ما عمله الإنسان في حياته الدنيا، والبرزخ في اللغة هو عبارة عن الحاجز بين الشيئين مصداقاً لقوله تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ*بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ) [الرحمن:19-20]. تبدأ الحياة البرزخيّة منذ اللحظة الأولى من قبض الروح وحتى العروج بها والرحيل من الحياة الدنيا للوصول إلى الحياة الأخرى، ولعل أول منازل هذه الحياة هي القبر وأهواله وأحواله المختلفة والتي تبدأ بقبضة القبر، وسؤال الملكين لتحديد مصير العبد، حيث يرى مقعده من الجنّة في حال كان على العقيدة الصحيحة، ويضيق على الإنسان في قبره ويكون عليه حفرة من حفر النيران في حال كان عاصياً لله جلّ وعلا.
[٣] من المعلوم أن الأنبياء والرسل عليهم السلام بشر يقع عليهم ما يقع على البشر من كون الحياة التي يعيشونها في قبورهم برزخية، والأنبياء أموات بالنسبة إلى أهل الدنيا، كما أنهم أحياء في قبورهم يصلون، وقد صلّى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج، وقد رأهم في رحلة المعراج إلى السماء، ففي هذه الرحلة رأى النبي صلى الله عليه وسلم أرواح الأنبياء مجسدة ومصورة بصور أبدانهم.
[5] [6] ولكن، هذه الحياة التي يقضيها الإنسان بعد الموت، ما اسمها، وما هي طبيعتها وخصائصها، وكيف يكون حال الميت فيها من ناحية النعيم أو العذاب، وهل هي بدايةٌ لليوم الآخر بالنسبة للميت، أم أنّ اليوم الآخر شيءٌ مختلفٌ عنها؟ عالم البرزخ يعدّ عالم البرزخ من عوالم الغيب التي يجب على المسلم الإيمان بها كونها تبعاً لركن الإيمان باليوم الآخر، ومن هنا كان لزاماً على المرء المسلم أنْ يتوقّف عن الخوض فيها برأيه وإعمال عقله، وعليه أنْ يأخذ أخبار الغيب كلّها من مصادرها الشرعية؛ القرآن الكريم، وما صحّ عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. تعريف البرزخ يُعرّف البرزخ في لغة العرب بأنّه الحاجز والحائل بين كلّ شيئين، وتسمّى قطعة الأرض التي بين بحرين وتصل أرضاً بأرضٍ برزخاً، ويدخل في هذا المعنى قوله سبحانه: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ*بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ) ، [7] [8] والمعنى الاصطلاحي للبرزخ لا يبتعد عن دلالته اللغوية؛ إذ يعرّف البرزخ شرعاً بأنّه: المرحلة الفاصلة بين دار الدنيا ودار الآخرة، وتحدّد بأنّها ما بين أن يموت الإنسان إلى أن يُبعث يوم القيامة، فهي الدار التي تعقب موت الإنسان وحتى يوم البعث.
6. إن حالة البرزخ تتناسب مع عمل الإنسان ، فان كان صالحاً كانت حالته في البرزخ جيدة ، و إن كان فاسداً كانت حياته البرزخية شديدة ، و إلى ذلك أشار الإمام الصادق ( عليه السَّلام) بقوله: "... ما هو معني البرزخ. إِنَّ لِلْقَبْرِ كَلَاماً فِي كُلِّ يَوْمٍ ، يَقُولُ أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَةِ ، أَنَا بَيْتُ الْوَحْشَةِ ، أَنَا بَيْتُ الدُّودِ ، أَنَا الْقَبْرُ ، أَنَا رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ " 10. مواضيع ذات صلة
6. إن حالة البرزخ تتناسب مع عمل الإنسان ، فان كان صالحاً كانت حالته في البرزخ جيدة ، و إن كان فاسداً كانت حياته البرزخية شديدة ، و إلى ذلك أشار الإمام الصادق ( عليه السَّلام) بقوله: "... إِنَّ لِلْقَبْرِ كَلَاماً فِي كُلِّ يَوْمٍ ، يَقُولُ أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَةِ ، أَنَا بَيْتُ الْوَحْشَةِ ، أَنَا بَيْتُ الدُّودِ ، أَنَا الْقَبْرُ ، أَنَا رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ " 10.
[١٣] وممّا جاء عن بعض الصّالحين أنّ من كرامة الله -تعالى- لأوليائه المؤمنين فوح رائحة المسك من قُبورهم، وإبقاء أجسادهم على حالها سليمةٌ من غير أن تأكل الأرض أجسادهم.
وهناك أدلة عديدة على إثبات عذاب القبر، ومنها المتواتر، فأمّا الدّليل على أنّ النّعيم والعذاب يلحقان الرّوح والبدن معاً، فمنه: ما ورد في الصّحيحين ومسند أحمد وأبي داود والنّسائي، من حديث أنس أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" إنّ العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه، حتى إنّه يسمع قرع نعالهم أتاه ملكان، فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرّجل؟ - لمحمد - فأمّا المؤمن فيقول: أشهد أنّه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النّار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنّة، فيراهما، ويفسح له في قبره سبعون ذراعاً، ويملأ عليه خضراً إلى يوم يبعثون. وأمّا الكافر أو المنافق فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرّجل؟ فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس، فيقال له: لا دريت ولا تليت، ثمّ يضرب بمطارق من حديد ضربةً بين أذنيه، فيصيح صيحةً يسمعها من يليه غير الثّقلين، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه "، وأمّا قوله صلّى الله عليه وسلّم:" يسمع قرع نعالهم - فيقعدانه - ضربة بين أذنيه - فيصيح صيحة - حتى تختلف أضلاعه "، هذه كلها أدلة على دليل واضح على شمول الأمر للروح والجسد. ما رواه الترمذي من حديث أبي هريرة، وذلك بسند حسن أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما: المنكر، وللآخر: النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرّجل، فيقول: ما كان يقول: هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله، فيقولان: قد كنّا نعلم أنّك تقول، ثمّ يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين، ثمّ ينور له فيه، ثم يقال: نم.
قوله تعالى: والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون فيه عشر مسائل: الأولى: قوله تعالى: ( والبدن) ، وقرأ ابن أبي إسحاق ( والبدن) لغتان ، واحدتها بدنة. كما يقال: ثمرة وثمر وثمر ، وخشبة وخشب وخشب. وفي التنزيل ( وكان له ثمر) ، وقرئ ( ثمر) لغتان. وسميت بدنة لأنها تبدن ، والبدانة السمن. وقيل: إن هذا الاسم خاص بالإبل. وقيل: البدن جمع ( بدن) بفتح الباء والدال. ويقال: بدن الرجل ( بضم الدال) إذا سمن. وبدن ( بتشديدها) إذا كبر وأسن. وفي الحديث إني قد بدنت أي كبرت وأسننت. وروي ( بدنت) وليس له معنى ؛ لأنه خلاف صفته - صلى الله عليه وسلم - ، ومعناه كثرة اللحم. يقال: بدن الرجل يبدن بدنا وبدانة فهو بادن ؛ أي ضخم. الثانية: اختلف العلماء في البدن هل تطلق على غير الإبل من البقر أم لا ؟ فقال ابن مسعود ، وعطاء ، والشافعي: لا. وقال مالك ، وأبو حنيفة: نعم. وفائدة الخلاف فيمن نذر بدنة فلم [ ص: 58] يجد البدنة أو لم يقدر عليها وقدر على البقرة ؛ فهل تجزيه أم لا ؟ فعلى مذهب الشافعي ، وعطاء لا تجزيه. وعلى مذهب مالك تجزيه.
وقوله: ﴿ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ﴾؛ أي: فانحروها على اسم الله معقولة اليسرى قائمة على ما بقي مِن قوائمها، وهذا هو السُّنة في نحر الإبل، فإن نحرها باركة أو مضطجعة كالبقر، جاز ذلك. قال القرطبي: ولا يجوز النحر قبل الفجر مِن يوم النحر بالإجماع، وكذلك الأضحية لا تجوز قبل الفجر. ويستمر وقت النحر طيلة يوم العيد فقط على قول. وقيل: يوم العيد ويومين بعده؛ وهو مذهب أحمد. وقيل: يوم النحر وثلاثة أيام بعده؛ وهو مذهب الشافعي. وقال النخعي وأبو سلمة بن عبدالرحمن: يمتد إلى آخر الحجة؛ قال ابن كثير: وهو قول غريب. وقوله: ﴿ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا ﴾؛ أي: فإذا سقطتْ جنوبها على الأرض، وهذا كناية عن الموت. وقوله: ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا ﴾؛ أي: بعد أن تهيأ للأكل، والأمر قيل: للإباحة، وقيل: للوجوب، والجمهور على أن الأمر هنا للاستحباب. وقوله تعالى: ﴿ وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ﴾ الأمر فيه للوجوب، وقال مجاهد والطبري: الأمر هنا للإباحة، والأول أظهر. وقد اختلفوا في المراد بالقانع والمعتر: فقيل: (القانع) الذي يقنع بما يُعطى ولا يسأل ولا يتعرض، و(المعتر) السائل أو المتعرض. وقيل: (القانع) الفقير، و(المعتر): الزائر؛ قال مالك: وهذا أحسن ما سمعت؛ يعني في تفسير القانع والمعتر.
عن الموسوعة نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم