تفسير قوله تعالى وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا | سماحة السيد أحمد القزويني - YouTube
[5] فتنة؛ أي: بلاء واختبار يَحملكم على كسب المحرَّم، ومنه حق الله تعالى، فلا تطيعوهم في معصية الله تعالى، روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول: "لا تَقولوا: اللهمَّ اعصمني من الفتن؛ فإنه ليس أحد منكم يرجع إلى مال وأهل وولد إلا وهو مُشتمِل على فتنة، ولكن ليقل: اللهمَّ إني أعوذ بك من مضلات الفتن". [6] قال القرطبي رحمه الله تعالى: اسمعوا ما توعظون به، وأطيعوا فيما تؤمرون به وتنهون عنه، والآية أصل في السمع والطاعة في بيعة الرسول صلى الله عليه وسلم، والطاعة لأولي الأمر. [7] أيسر التفاسير؛ الجَزائري (2 / 1641).
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: "كنت أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبَذَه بردائه جَبْذَة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أثَّرت بها حاشية الرداء من شدَّة جبذته، ثم قال: يا محمد، مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء"؛ (متفق عليه).
ما الفرق بين العفو والصفح والمغفرة؟ Samy Alhady 4 2011/11/16 (أفضل إجابة) قال تعآلى { وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّه غَفُور رَحِيم} قيل إنّ: العفو: عدم المقابلة بالمثل. والصفح: الإعراض عن اللوم والتوبيخ. والمغفرة: ستر الذنوب. بهذا فسّره البيضاوي والنسفي. ففي (تفسير النسفي) (3/ 493):" وَإِن تعفوا عنهما إذا اطلعتم منهم على عداوة ولم تقابلوهم بمثلها وَتَصْفَحُواْ تعرضوا عن التوبيخ وَتَغْفِرُواْ تستروا ذنوبهم فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ يغفر لكم ذنوبكم ويكفر عنكم سيئاتكم ". وفي ( تفسير البيضاوي) (5/ 219):" وإن تعفوا عن ذنوبهم بترك المعاقبة. وتصفحوا بالإعراض وترك التثريب عليها. وتغفروا بإخفائها وتمهيد معذرتهم فيها. فإن الله غفور رحيم ". عرض وقفة أسرار بلاغية | تدارس القرآن الكريم. وقيل إنّ: العفو: عن الظالم. والصفح: عن الجاهل. والمغفرة: للمسيء. وبهذا فسّره الماوردي. ففي ( تفسير الماوردي) ( 6/ 25):" يريد بالعفو عن الظالم, وبالصفح عن الجاهل, وبالغفران للمسيء". الفرق بين الصفح والعفو: الصفح والعفو متقاربان في المعنى, فيقال: صفحت عنه: أعرضت عن ذنبه وعن تثريبه. إلا أن الصفح أبلغ من العفو فقد يعفو الإنسان ولا يصفح, وصفحت عنه أوليته صفحة جميلة.
ولقد كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر) رواه مسلم. ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا. وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) أي: لا تكلني في ذلك إلى نفسي لمحة أو لحظة، فإنك إن وكلتني إلى نفسي وكلتني إلى ضيعة وضعف وعجز، فلا تدعني لنفسي كي لا أركن إليها في تصريف أحوالي ولو للحظة، فإن في ذلك هلاكي وفساد حالي، وأنت أرحم الراحمين. والخلاصة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وصى ابنته فاطمة -رضي الله عنها- بهذا الذكر العظيم كذكر من أذكار الصباح والمساء، وهذا الحديث من جوامع كلم النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن صلاح شأن العبد كله يتناول جميع أمور الدنيا والآخرة فلا يترك منها شيء إلا وأصلحه الله -تعالى- له، فيفوز قائل هذا الذكر إذا تفضل الله عليه بالإجابة بخيري الدنيا والآخرة لما في ذلك من كمال تفويض الأمر إلى الله -عز وجل-، فهذا من أعظم الإيمان وأجل خصاله وأشرف أنواعه. فعلى العبد حين يلجأ إلى ربه ويستغيثه أن يستحضر هذه المعاني الجميلة فيفوز بخيري الدنيا والآخرة، وما أعظم ما سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- ربه في هذا الذكر، وما أعظم ما سأل به فلقد سأل الله -عز وجل- باسمه الحي القيوم وسأله أن يصلح له شأنه كله.
معنى دعاء "فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين" س: فضيلة الشيخ! في نهاية هذا الدعاء: "فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين" ما معناه؟ جزاك الله الفردوس الأعلى ووالديك والمسلمين، وآسفة على كثرة الأسئلة. ج: الحمد لله أما بعد.. هذا جزء من دعاء جاء في عدة أحاديث منها: ما ثبت في سنن النسائي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: "ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث, أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين". ومعناه: لا تتركني أي لحظة مهما قلت دون رعايتك وحفظك، وعليه فلا يُشرع أن يقال ما يقوله البعض بعده: (ولا أقل من ذلك) ؛ لأنه إذا عُرف المقصود فتكون هذه الزيادة من الاعتداء في الدعاء، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قد ترك ذكرها. معنى ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين - إسلام ويب - مركز الفتوى. والله أعلم.
قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً)(فاطر:41). والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان أشد الخلق عملا بالقرآن فقد كان يتأوله، ولقد أمره الله -عز وجل- أن يتوكل عليه، فقال: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ)(الفرقان:58)، فقام بهذا الأمر كعادته وقال في هذا الذكر العظيم: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث... أَصلِحْ لي شأني كلَّه ، و لا تَكِلْني إلى نفسي طرفةَ عَيْنٍ - ملتقى نسائم العلم. )، بل كان من دعائه كذلك: (اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون) متفق عليه. وهو القيوم بنفسه الذي لا يحتاج في قيامه ودوامه إلى أحد من خلقه، ويُطعِم ولا يُطعَم، وكيف يحتاج إلى غيره أو أحد من خلقه وهم أنفسهم لا قيام لهم إلا بإقامة الحي القيوم لهم؟! فهو المدبر لأمر الخلائق في السماء والأرض المصرف لشؤونها؛ لأنها ليست قائمة بنفسها، بل محتاجة للحي القيوم الذي يرزقها ويحييها ويقيمها، ولا شك أن من عرف هذه الصفة في ربه توكل عليه وانقطع قلبه عن الخلق إليه، وذلك أنهم محتاجون مفتقرون مثله إلى خالقهم في قيامهم وقعودهم وحياتهم وبعد مماتهم، في دينهم ودنياهم، فكيف يرجوهم بعد ذلك؟!
نسأل الله -عز وجل- أن يصلح لنا شأننا كله ولا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبدا. اللهم آمين. رنون من الاعضاء المؤسسين #2 بارك الله فيكي على طرح القيم خالدالطيب شخصية هامة #3 بسمه
وهذه في الحقيقة هي إحدى صور حقائق التوحيد، التي ينبغي على المسلم أن يفزع إليه، يقول شيخ الإسلام ابن القيم - رحمه الله - في إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان (2/ 135): "فالتوحيد ملجأ الطالبين، ومفزع الهاربين، ونجاة المكروبين، وغياث الملهوفين، وحقيقته إفراد الرب سبحانه بالمحبة والإجلال والتعظيم والذل والخضوع". والاستغاثة إحداها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى (1/ 111): "والاستغاثة برحمته استغاثة به في الحقيقة، كما أن الاستعاذة بصفاته استعاذة به في الحقيقة، وكما أن القَسَمَ بصفاته قَسَمٌ به في الحقيقة". ولذلك كانت هذه الكلمات والدعوات مناسبة للمكروبين؛ فعن أبي بكرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((دعوات المكروب: اللهم رحمتَك أرجو؛ فلا تكِلْني إلى نفسي طرفة عين، وأصلِحْ لي شأني كله، لا إله إلا أنت)) [2]. لأن في هذه الكلمات والدعوات كما قال شيخ الإسلام ابن القيم - رحمه الله - في زاد المعاد (4/ 185): "من تحقيق الرجاء لمن الخير كله بيديه والاعتماد عليه وحده، وتفويض الأمر إليه، والتضرع إليه، أن يتولى إصلاح شأنه، ولا يكله إلى نفسه، والتوسل إليه بتوحيده مما له تأثير قوي في دفع هذا الداء".