سورة التحريم: آياتها 12 آية. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم.. إعراب الآية رقم (1): {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)}. الإعراب: (يا أيّها النبيّ) مرّ إعرابها، (لم) متعلّق ب (تحرّم)، و(ما) اسم استفهام حذفت منه الألف، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (لك) متعلّق ب (أحلّ)، الواو استئنافيّة- أو حاليّة-. جملة: (النداء) لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: (تحرّم) لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: (أحلّ اللَّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما). وجملة: (تبتغي) في محلّ نصب حال من فاعل تحرّم. وجملة: (اللَّه غفور) لا محلّ لها استئنافيّة. الفوائد: 1- (يا أَيُّهَا) المنادي: اسم ظاهر يذكر بعد أداة من أدوات النداء لطلب استدعاء مسماه أو تنبيهه مثل: (يا خالد اذهب إلى الملعب). يا ايها النبي لما تحرم ما احل الله لك. أدوات النداء هي: (يا، أيا، هيا، أي، والهمزة). اختصاصها: (أي والهمزة) لنداء القريب (وأيا، وهيا) لنداء البعيد و(يا) لكل منادى. أقسام المنادي: الأول: مبني على ما يرفع به في محلّ نصب وهو نوعان آ- إذا كان علما مفردا، أي: لا يكون مضافا ولا شبيها بالمضاف نحو: (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا).
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور عن معمر، عن قتادة، أن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حرّمها يعني جاريته، فكانت يمينًا. حدثنا سعيد بن يحيى، قال: ثنا أبي، قال: ثنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عـن عبيد الله بـن عبد الله، عن ابن عباس، قال: " قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: من المرأتان؟ قال: عائشة، وحفصة. يا أيها النبي لما تحرم ما أحل الله. وكان بدء الحديث في شأن أمِّ إبراهيم القبطية، أصابها النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم في بيت حفصة في يومها، فوجدته حفصة، فقالت: يا نبيّ الله لقد جئت إليّ شيئًا ما جئتَ إلى أحد من أزواجك بمثله في يومي وفي دوري، وعلى فراشى، قال: " ألا تَرْضينَ أَنْ أُحَرّمهَا فَلا أَقْرَبَهَا؟ " قالت: بلى، فحرّمها، وقال: " لا تَذْكُرِي ذَلِكَ لأحَدٍ "، فذكرته لعائشة، فأظهره الله عزّ وجلّ عليه، فأنـزل الله ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ)... الآيات كلها، فبلغنا أن نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كفر يمينه، وأصاب جاريته ". وقال آخرون: كان ذلك شرابًا يشربه، كان يعجبه ذلك. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا أَبو داود، قال: ثنا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن عبد الله بن شدّاد بن الهاد، قال: نـزلت هذه الآية في شراب ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ).
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1)} [التحريم] { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}: عتاب من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم على تحريمه بعض ما أحل الله له مراعاة لغيرة بعض أزواجه, وسواء كان هذا الذي حرمه صلى الله عليه وسلم في هذا التوقيت هو العسل أو سريته مارية فإن الله قد غفر له وشرع للأمة كفارة للأيمان لرفع الحرج عمن أقسم على شيء ثم وجد عكسه أفضل منه. قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1)} [التحريم] قال السعدي في تفسيره: هذا عتاب من الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، حين حرم على نفسه سريته "مارية" أو شرب العسل، مراعاة لخاطر بعض زوجاته، في قصة معروفة، فأنزل الله هذه الآيات { { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ}} أي: يا أيها الذي أنعم الله عليه بالنبوة والوحي والرسالة { لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} من الطيبات، التي أنعم الله بها عليك وعلى أمتك. { { تَبْتَغِيَ}} بذلك التحريم { { مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}} هذا تصريح بأن الله قد غفر لرسوله، ورفع عنه اللوم، ورحمه، وصار ذلك التحريم الصادر منه، سببًا لشرع حكم عام لجميع الأمة.
فالرسول في ذلك يطبق أمر الله، وسنة الله في الأنبياء والمرسلين أن يكونوا أول من يلتزم بشرائع الله وأحكامه ويطبقونها على أنفسهم وعلى من تحت ولايتهم، كما تأتي الآية اللاحقة لتبين دور الرسل وأنه الالتزام والتبليغ ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴾. وهو في نفس الوقت تبرير وتوضيح وتعليل فيكون بتقديم الآية التي نصت على قضاء الله سبحانه وتعالى وقضاء رسوله الذي ينفي الخيرة للمؤمنين والمؤمنات وتعقيب الآيات المبينة لسنة الله في الرسالات وبيان مهمتهم في التبليغ، يكون في كل ذلك تبرير وتعليل لما فعله رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من إخفاء الأمر في نفسه وخشية الناس وكلامهم أن يقولوا إن محمدًا تزوج بزوج متبناه. {يا أيُّها النبيُّ لم تُحَرِّم مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْواجِكَ } - إسلام أون لاين. ومع كل ذلك فإن آثار هذا العتاب كان باديًا على تصرف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وتطبيقه لأمر الله سبحانه وتعالى فما أن طرق سمعه قوله تعالى: ﴿.. فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً ﴾ حتى سارع إلى الزواج بزينب ولم ينتظر جوابها.
[٣] كيفية الحداد على الزوج لقد بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيفية حداد المرأة على زوجها المتوفى، حيث قال: (المتَوفَّى عنْها زوجُها لاَ تلبسُ المعصفرَ منَ الثِّيابِ ولاَ الممشَّقةَ ولاَ الحلي ولاَ تختضبُ ولاَ تَكتحلُ). الفرق بين الرجل والمرأة في الحداد على الميت. [٤] وبناءً على ذلك يُمكن القولُ بأنَّ الحداد يكون بوجوب تركِ الزينةِ واللبسِ الذي يكونُ زينةً في نفسه، بالإضافة إلى تركِ التطيُّب. [٥] الحداد غير المشروع على الميت إنَّ الحدادَ غيرَ المشروعِ على الميِّت هو الحدادُ الذي يُخالفُ المدةَ التي حددها الشرعُ الحنيفُ على الميِّت، والذي يُخالف الكيفيّة المشروعة التي بيَّنها الشرعِ الحنيفِ، [٦] وفيما يأتي ذكر بعض الأمثلةِ على الحدادِ غير المشروعِ: الحداد على أحد الأقارب أكثر من ثلاثةِ أيامٍ من صورِ الحدادِ غيرِ المشروعِ أن تحدَّ المرأةَ على أحدِ أقاربها أكثرَ من ثلاثِة أيامٍ؛ إذ أنَّها بذلك تكون قد خالفتْ المُدة المشروعة في السُّنةِ النبويّة المطهرة. [٦] ومما يدلُّ على عدم جوازِ ذلك، [٧] قول السيدة زينب بنت جحش بعد وفاةِ أخيها: (ما لي بالطِّيبِ مِن حَاجَةٍ، غيرَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ يَقولُ: لا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ، تُحِدُّ علَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ).
المسألة الثانية: حداد المرأة على الميِّت أولًا: إحداد المرأة على زوجها: ذهب كافَّة أهل العلم إلى وجوب الحداد على الزَّوجة المتوفَّى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرًا، وهو مذهب الأئمَّة الأربعة [7]. الأدلة: 1- ﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 234]. الحداد على أرواح "مركب الموت" يلفّ لبنان | نداء الوطن. وجه الدَّلالة: وجوب الإحداد على المرأة المتوفَّى عنها زوجها مدَّة عدَّتها، بالامتناع عن الزِّينة والتَّعرُّض للخُطَّاب، فإذا انقضت العِدَّة، فلا حرج عليها أن تتزيَّن، وتتعرَّض للخطَّاب [8]. 2- ما جاء عن أمِّ حبيبة رضي الله عنها لمَّا تُوفِّي أبوها أبو سفيان بنُ حَرْبٍ دَعَتْ بِطيبٍ فيه صُفْرَةٌ في اليَوْمِ الثَّالثِ، فَمَسحَتْ عارِضَيْهَا وذِرَاعَيْهَا، وَقَالَتْ: إنِّي كُنْتُ عَنْ هَذَا لَغَنِيَّةً، لَوْلاَ أنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ: «لاَ يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ، إلاَّ عَلَى زَوْجٍ، فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وَعَشَرًا» [9].
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا الحداد المشروع على الميت الوقت المشروع للحداد لقد بيّن الشرع جواز حدادِ المرأةِ على من ماتَ من أقاربها شريطةَ أن لا يتجاوزَ هذا الحدادُ ثلاثةَ أيامٍ، باستثناءِ الحداد على زوجها والذي أوجب عليها الشرعُ الحدادُ عليه لمدةِ أربعةَ أشهرٍ وعشرَ أيامٍ. [١] لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ( لا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ، أنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلاثٍ، إلَّا علَى زَوْجٍ، فإنَّها تُحِدُّ عليه أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وعَشْرًا) ، [٢] وأمَّا بالنسبة للرجلُ فليس له أن يحدَّ على أحدٍ، سواء أكان الميّت أحدٌ من أقاربه أو كانت زوجته وقد استنبط أهل العلمِ من هذا الحديثِ الشريفِ المذكورِ أنَّ جوازَ الحدادِ على الأقاربِ والزوجِ مقتصرٌ في حقِّ المرأةِ. [١] الكيفية المشروعة للحداد على الميت تختلف طريقةُ الحدادِ على الميِّت باختلافِ علاقة الميِّت بالمرأةِ الحادَّة عليهِ، وفيما يأتي تفصيل ذلك: كيفية الحداد على الميِّت القريب إنَّ حداد المرأةِ على قريبها الذي ماتَ يكون بابتعادها عن كلِّ مظاهرِ الزينةِ التي يدعو وجودها إلى الفرحِ والسرورِ، والتي يتنافى وجودها مع مظاهرِ الحزنِ على قريبها الذي مات.
الفرق بين الرجل والمرأة في الحِداد على المَيِّت الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أمَّا بعد: الحداد لغة: الحداد في اللُّغة: مأخوذ من التَّرك، فالحادُّ والمحدُّ من النِّساء التي تترك الزِّينة والطِّيب بعد زوجها. يُقال: حَدَّتْ تَحِدُّ وَتَحُدُّ حَدًّا وحِدادًا وَأحَدَّتْ. قال أبو عبيدة رحمه الله: الحداد مأخوذ من المنع؛ لأنَّها مُنِعت من الزِّينة، ومنه قيل للبوَّاب: حدَّاد؛ لأنَّه يمنع النَّاس من الدُّخول [1]. الحداد اصطلاحًا: عُرِّف الحداد بتعريفات متقاربة مدارها على منع المتوفَّى عنها زوجها من أشياء مخصوصة، في مدَّة مخصوصة. فتمنع المعتدَّة من الزِّينة والطِّيب والتَّعرُّض للخطَّاب ونحو ذلك في مدَّة شرعيَّة هي أربعة أشهر وعشر [2]. وفي هذا البحث مسألتان: المسألة الأولى: حداد الرَّجل على الميِّت. المسألة الثانية: حداد المرأة على الميِّت. المسألة الأولى: حداد الرَّجل على الميِّت دلَّت النُّصوص الشَّرعية أنَّ الحداد لا يُشرع في حقِّ الرِّجال البتَّة، وإنَّما هو مشروع في حقِّ النِّساء؛ لأنَّ الخِطاب فيه ورد بصيغة لا تحتمل دخول الرِّجال فيها بحال.
كما شدد الوزير على أن حجم المأساة وشدة الغضب لا يتم التعبير عنهما بالتعرض للمؤسسة العسكرية التي قال إن رجالها قاموا بواجبهم في إقناع ركاب القارب بعدم إكمال طريقهم والعودة إلى الشاطئ. وأوضح أن هذه الحادثة المؤلمة رافقتها ملابسات لا تزال موضع جدل، مشيرًا إلى أن التحقيق الذي تقوم به قيادة الجيش والأجهزة العسكرية والقضائية المختصة كفيل بجلاء الحقيقة وتوضيحها كاملة للجميع.
[1] انظر: لسان العرب، مادة: (حدد) (3/ 82). [2] انظر: فتح الباري (9/ 485)؛ المنتقى، للباجي (4/ 144)؛ بدائع الصنائع (2/ 208)؛ المغني (7/ 517). [3] انظر: مغني المحتاج (3/ 401). [4] رواه البخاري، (1/ 382)، (ح1281)؛ ومسلم، (2/ 1123)، (ح1486). [5] انظر: شرح الكوكب المنير (3/ 234). [6] انظر: الإمداد بأحكام الحداد (ص49). [7] انظر: المبسوط (6/ 58)؛ بدائع الصنائع (3/ 208)؛ المدونة (2/ 431)؛ المنتقى (4/ 144)؛ المنهاج ومغني المحتاج (3/ 398)؛ فتح الباري (9/ 485)؛ المغني (7/ 517). [8] انظر: تفسير البغوي (1/ 213)؛ تفسير ابن كثير (1/ 287). [9] تقدم تخريجه، هامش رقم (4). [10] انظر: فتح الباري (9/ 485). [11] رواه البخاري، (1/ 382)، (ح1282)؛ ومسلم، (2/ 1154)، (ح1487). [12] صحيح مسلم بشرح النووي (10/ 112). [13] انظر: عمدة القاري (6/ 428)؛ المنتقى، للباجي (4/ 144)؛ فتح الباري (9/ 487)؛ المحلى (10/ 280). [14] تقدم تخريجه، هامش رقم (4). [15] تقدَّم تخريجه، هامش رقم (11). [16] فتح الباري (9/ 487). [17] رواه البخاري، (1/ 382)، (ح1279).
فقوله: (لاَ يَحِلُّ): يدلُّ على تحريم الإحداد على غير الزَّوج، وعلى وجوب الإحداد المدَّة المذكورة على الزَّوج [10]. 3- ما جاء من حديث زينب بنتِ جحشٍ رضي الله عنها حِيْنَ تُوُفِّيَ أُخُوها، فَدَعَتْ بِطيبٍ فَمَسَّتْ، ثُمَّ قَالَتْ: ما لِي بالطِّيبِ مِنْ حاجَةٍ، غَيْرَ أنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم عَلَى المِنْبَرِ يقولُ: «لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَة تُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، تُحِدُّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ، إلاَّ عَلَى زَوْجٍ أرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا» [11]. قال النَّووي رحمه الله: «فيه دليل على وجوب الإحداد على المعتدَّة من وفاة زوجها، وهو مُجمع عليه في الجملة، وإن اختلفوا في تفصيله، فيجب على كلِّ معتدةٍ عن وفاةٍ، سواء المدخول بها وغيرها» [12]. ثانيًا: إحداد المرأة على غير زوجها: يجوز للمرأة أن تُحِدَّ على مَنْ يَعُزُّ عليها فقده غير زوجها؛ كأبيها وأخيها وغيرهم من الموتى ثلاثة أيام، وتحرم الزِّيادة على ذلك [13]. 1- ما تقدَّم من حديث أمِّ حبيبة رضي الله عنها لمَّا تُوفِّي أبوها أبو سفيان بنُ حَرْبٍ دَعَتْ بِطِيْبٍ فِيهِ صُفْرَةٌ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ، فمَسَحَتْ عارِضَيْهَا وذِرَاعَيْهَا، وَقَالَتْ: إِنِّي كُنْتُ عَنْ هَذَا لَغَنِيَّةً، لَوْلاَ أَنَّي سَمِعْتُ النَّبيَّ يَقُولُ: «لاَ يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ، إلاَّ عَلَى زَوْجٍ، فَإنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أشْهُرٍ وَعَشَرًا» [14].