نعم، لقد خذلهم أصدقاء السوء، وتخلى عنهم الشيطان الذي كان يحركهم... فصل: (سورة الفرقان: آية 3):|نداء الإيمان. وتماماً كالمثال السابق، يأتي بين الآيات التي تبين نوع التكذيب والآيات التي تبين عاقبته نوع من الطمأنة]أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً[ (24). احذر هجر القرآن ثم تأتي بعد ذلك شكوى خطيرة من كل من يهجر القرآن:]وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبّ إِنَّ قَوْمِى ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْءاَنَ مَهْجُوراً[ (30). فحذار حذار من هجر القرآن، لأنه طريقك إلى الفرقان بين الحق والباطل، بين الظلمات والنور، وبين الإيمان والتكذيب.
قال الحافظ: " اخْتُلِفَ فِي تَسْمِيَتهَا " مَثَانِي " فَقِيلَ لِأَنَّهَا تُثَنَّى كُلّ رَكْعَة أَيْ تُعَاد, وَقِيلَ لِأَنَّهَا يُثْنَى بِهَا عَلَى اللَّه تَعَالَى, وَقِيلَ لِأَنَّهَا اُسْتُثْنِيَتْ لِهَذِهِ الْأُمَّة لَمْ تَنْزِل عَلَى مَنْ قَبْلهَا, " انتهى. - أنها جمعت بين التوسل إلى الله تعالى بالحمد والثناء على الله تعالى وتمجيده ، والتوسل إليه بعبوديته وتوحيده ، ثم جاء سؤال أهم المطالب وأنجح الرغائب وهو الهداية بعد الوسيلتين ، فالداعي به حقيق بالإجابة. انظر: "مدارج السالكين" (1/24). سورة الفرقان (هدف السورة: سوء عاقبة التكذيب) - الكلم الطيب. - أنها ـ مع قصرها ـ تشتمل على أنواع التوحيد الثلاثة ، توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات. انظر: "مدارج السالكين" (1/24-27). - أنها تشتمل على شفاء القلوب وشفاء الأبدان. قال ابن القيم رحمه الله: "فأما اشتمالها على شفاء القلوب: فإنها اشتملت عليه أتم اشتمال ، فإن مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين: فساد العلم ، وفساد القصد ، ويترتب عليهما داءان قاتلان وهما الضلال والغضب ، فالضلال نتيجة فساد العلم ، والغضب نتيجة فساد القصد ، وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب جميعها ، فهداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء من مرض الضلال ، ولذلك كان سؤال هذه الهداية أفرض دعاء على كل عبد وأوجبه عليه كل يوم وليلة في كل صلاة ، لشدة ضرورته وفاقته إلى الهداية المطلوبة ، ولا يقوم غير هذا السؤال مقامه.
وذلك من قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً {41}) إلى قوله تعالى: (إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا {44}). الحقائق الكونية في القرآن من دلائل النبوة اعتنت سورة الفرقان بالتأكيد على صحة النبوة وصدق الرسالة وذلك من خلال عرض بعض الحقائق الكونية التي تدل على قدرة الله تعالى ووحدانيته وآثار خلقه في الكون البديع. وذلك من قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ…{45}) إلى قوله تعالى: (…وكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا {55}). مقاصد سورة الفرقان - سطور. مهمة الرسول ونهجه في دعوة المعاندين تؤكد الآيات بعد ذلك على أن مهمة الرسول تتمثل في التبليغ والتبشير والإنذار، وعليه أن يتبع منهج التوكل على الله في دعوته للمعاندين. وذلك من قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا {56}) إلى قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا {62}). ثمرات الرسالة الربانية خُتمت موضوعات سورة الفرقان ببيان ثمرات الرسالة الربانية وذلك من خلال عرض صفات عباد الرحمن وما أكرمهم الله به من خصال حميدة استحقوا عليها عظيم الأجر في جنات النعيم خالدين فيها، وذلك من قوله تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا{63}) إلى قوله تعالى: (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً {77}).
۞ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا ۗ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يقول تعالى مخبرا عن تعنت الكفار في كفرهم ، وعنادهم في قولهم: ( لولا أنزل علينا الملائكة) أي: بالرسالة كما نزل على الأنبياء ، كما أخبر عنهم تعالى في الآية الأخرى: ( قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله) [ الأنعام: 124] ، ويحتمل أن يكون مرادهم هاهنا: ( لولا أنزل علينا الملائكة) فنراهم عيانا ، فيخبرونا أن محمدا رسول الله ، كقولهم: ( أو تأتي بالله والملائكة قبيلا) [ الإسراء: 92]. وقد تقدم تفسيرها في سورة " سبحان "; ولهذا قال: ( أو نرى ربنا) ولهذا قال الله تعالى: ( لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا). وقد قال [ الله] تعالى: ( ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون) [ الأنعام: 111].
ولما وقع بعض الصحابة على ذلك رقى بها اللديغ فبرأ لوقته ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( وما أدراك أنها رقية). ومن ساعده التوفيق وأُعِين بنور البصيرة حتى وقف على أسرار هذه السورة وما اشتملت عليه من التوحيد ، ومعرفة الذات والأسماء والصفات والأفعال ، وإثبات الشرع والقدر والمعاد ، وتجريد توحيد الربوبية والإلهية ، وكمال التوكل والتفويض إلى من له الأمر كله وله الحمد كله وبيده الخير كله وإليه يرجع الأمر كله ، والافتقار إليه في طلب الهداية التي هي أصل سعادة الدارين ، وعلم ارتباط معانيها بجلب مصالحهما ودفع مفاسدهما ، وأن العاقبة المطلقة التامة والنعمة الكاملة منوطة بها موقوفة على التحقق بها ؛ أغنته عن كثير من الأدوية والرقى ، واستفتح بها من الخير أبوابه ، ودفع بها من الشر أسبابه " انتهى. "زاد المعاد" (4/318). والله أعلم
فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:. قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم: سورة الفرقان: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ:. [سورة الفرقان: الآيات 1- 2]: {تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيرًا (1) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شيء فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2)}.. الإعراب: {على عبده} متعلّق ب {نزّل} ، اللام للتعليل {للعالمين} متعلّق بالخبر {نذيرا}. والمصدر المؤوّل {أن يكون} في محلّ جرّ باللام متعلّق ب {نزّل} جملة: {تبارك الذي} لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: {نزّل} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}. وجملة: {يكون نذيرا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر. {الذي} بدل من الموصول السابق في محلّ رفع، له متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {ملك} الواو عاطفة {ولدا} مفعول به ثان عامله يتّخذ، والمفعول الأول محذوف تقديره أحدا، {له} الثاني متعلّق بخبر يكن {في الملك} متعلّق ب {شريك} {تقديرا} مفعول مطلق منصوب. وجملة: {له ملك السموات} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي} الثاني.
سورة التكاثر: من السور التي تُذكر الإنسان بالآخرة وتنهى عن التكاثر الذي يشغل عن الآخرة في قوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر:1]، ويعني التكاثر في الأموال والأولاد [٧]. سورة الفتح: فيها آيتان أحب إلى الرسول صلّى الله عليه وسلم من الدنيا ومن فيها وهما من قوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ﴿١﴾ لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} [الفتح: 1-2] [٨]. سورة هود: إن قراءة سورة هود تكشف للعارفين والمُتقين بطش الله سبحانه وتعالى وانتقامه من الكافرين ما يشيب منه الرأس وتذهل به النفوس، فقد ورد عن رسولنا الكريم أنه قال: (شيبتني هود و أخواتها قبل المشيب) [رواه: أبو بكر الصديق| خلاصة حكم المحدث: صحيح] [٩] ، [١٠].