إن ما فقدناه هي أشياء جميلة كثيرة ارتبطت بذلك الزمن، فكثيرا ما تستعرض ذاكرتي بعض المواقف لبساطة ذلك الوقت حين كان الجيران يجودون بالقليل من القليل الذي لديهم كي يشاركوا بعضهم البعض، ولا أنسى جارتنا العجوز التي كانت تقول إن الحب في الجود بالقليل من كل شيء لدينا نشارك به من نحبهم، وليس الكثير دليل الحب أبدا، كان جمال المشاعر في تلك الأيام يختلف تماما عن اليوم، فهناك اليوم من يجود بالكثير الكثير الخالي من مشاعر الحب والمليء بالرياء والاهتمام بالمظهر. وكانت رسائل الزمن الجميل مختلفة تماما عن رسائل اليوم فقد كنت وأنا صغيرة أكتب لجارتنا العربية رسائل كثيرة لترسلها لأهلها، ما زلت أذكر الكثير من كلمات الحب والشوق المعبرة فيها، والمختلطة بدموع حارة صادقة وهي تملي علي ما تود كتابته، فقد كانت كلمات الشوق والحب عميقة وغالية ونابعة من القلب، وأصبحت اليوم كثيرة ورخيصة ومشاعة للجميع وبعيدة كثيرا عن صدق المشاعر. وأما نفوس الزمن الجميل فقد كانت مختلفة تماما في نقائها وعفويتها وصدقها، وقد كان اجتماع الأصدقاء والجيران آنذاك علاجا لأي نفس متعبة حين لا يترددون في إلقاء همومهم وأحزانهم، ومواساتهم بعضهم لبعض، مجردين من الكثير من أساليب المجاملات، أما اليوم فما أكثر النفوس البلاستيكية التي لا تفقه من أمر المشاركة وصدق المشاعر شيئا.
الجمعة 15 رمضان 1433 هـ - 3 اغسطس 2012م - العدد 16111 الشعارات القديمة للنصر واليمامة ( الرياض حالياً) كما تظهر في مباراة جمعتهما في دوري 89 / 1390 ه ويبدو حارس النصر جوهر مرزوق يتصدى لكرة من امام لاعب اليمامة سعد ابو هاشل لجأت عدد من الأندية الى ادخال بعض التغييرات على تصاميم شعارات فرقها الكروية وبعضها اعاد ذكرى فانلاته بتصاميم تحاكي حقبة الزمن الجميل مثل الهلال الذي عاد الى وضع خط ابيض عريض ومائل من الأمام على فانلاته لهذا الموسم. الصورة المنشورة تظهر الزي القديم لناديي النصر ذا الخط الواحد واليمامة ( الرياض حالياً) ذا الثلاثة خطوط باللون الأسود كما يبدو على صدر نجم الفريق السابق سعد ابو هاشل ومن خلفه زميله الوثلان فيما بدا من لاعبي النصر الحارس الأسبق جوهر مرزوق وبجانبه رزق سالمين وأمامه حسن ابو عيد وعيد الصغير وقد رصدت هذه اللقطه في ملعب الصايغ خلال مباراة الفريقين في دوري 89 / 1390 ه. بيشي الهلال بالشعار الجديد
حتى أذواق الناس وإحساسهم بالكلمة كان جميلا، ومختلفا، في وقت كان الناس يتذوقون فيه الفن أكثر مما ينظرون إلى الشكل والمظهر، حين اشتهرت الكفيفة لأنهم نظروا إلى فنها وعطائها وموهبتها، بينما اليوم فقد اختلفت كثيرا مقاييس الفن والموهبة والعطاء!! لا شك ان ما كان يميز الزمن الجميل، هو جمال النفوس، وجمال الذوق، جمال البساطة، وجمال المشاعر. فهل يعود كل ما كان يميز الزمن الجميل،؟ كتبت هذه الكلمات الأخيرة بينما كانت سيدة الغناء تصدح في المقطع الأخير، وكأنها ترد على سؤالي.. (وعايزنا نرجع زي زمان.. قول للزمان إرجع يا زمان)..