وما رواه عبد الله بن أبي قتادة: «أنّ أبا قتادة، طلب غريمًا له، فتوارى عنه ثم وجده، فقال: إني معسر، فقال: آلله؟ قال: آلله؟ قال: فإني سمعت رسول الله ﷺ، يقول: « من سرّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، فلينفس عن معسر، أو يضع عنه » رواه مسلم (1563). وفي لفظ له (3006): « من أنظر معسرا أو وضع عنه، أظله الله في ظله ». وما رواه بريدة، قال: سمعت رسول الله ﷺ، يقول: « مَن أنظر معسرا فله بكل يوم مثله صدقة. قال: ثم سمعته يقول: من أنظر معسرًا فله بكل يوم مثليه صدقة. قلت: سمعتك -يا رسول الله- تقول: من أنظر معسرا فله بكل يوم مثله صدقة. ثم سمعتك تقول: من أنظر معسرا فله بكل يوم مثليه صدقة؟! «إذا حَدَّث كذَبَ» للشيخ أبي عبد الرحمن عبد المجيد جمعة -حفظه الله- - منتديات الإبانة السلفية. قال له: بكل يوم صدقة قبل أن يحل الدين، فإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثليه صدقة» رواه أحمد (23046)؛ وصححه الألباني في «الصحيحة» (86). فهذه النصوص، وغيرها؛ تحثُّ على إنظار المعسرين، لا تعييرهم، والتعريض بهم. قال الشيخ ابن باز في برنامج «نور على الدرب»: «فالذي يتجاوز عن المعسرين، ويحسن إليهم، ويحسن حتى على الموسرين؛ لأن الموسر قد تعرض له حاجة، يحتاج إلى إمهال، وإلى إنظار؛ فالذي يتحرى التيسير على المعسرين، ومساعدة المعسرين، والصدقة عليهم، وإنظارهم؛ له أجر عظيم، وفضل كبير؛ قد وعده الله بأن يتجاوز عنه، الجزاء من جنس العمل؛ من أحسن أحسن إليه، ومن تجاوز تجاوز الله عنه؛ فهو على خير عظيم، يرجى له الفضل الكبير».
* الفوائــد: 1- التحذير من الاتصاف بصفات المنافقين. 2- ينبغي للمسلم أن يعرف صفات المنافقين لكي يتجنبها. 3- من صفات المنافقين ما ورد في هذا الحديث ، وهي: - أولاً: الكذب في الحديث. والكذب: الإخبار بخلاف الواقع ، وهو محرم. قال النووي: " قد تظاهرت نصوص الكتاب والسنة على تحريم الكذب ، وهو من قبائح الذنوب وفواحش العيوب ، وإجماع الأمة متفقة على تحريمه ". قال تعالى: ﴿ ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً ﴾. - ثانياً: إخلاف الوعد. وهذا يدل على أن إخلاف الوعد محرم ، لأنه من صفات المنافقين. - ثالثاً: الخيانة في الأمانة. مثال: إذا أودعه إنساناً شيئاً ، وطلب منه أن يحفظها ، فيأتي هذا المودع عنده ويستعمل هذا الشيء أو يهملها فلا يحفظها ، أو بأخذ ماله. مثال آخر: يكون الإنسان ولياً على مال يتيم ، فلا يقوم بالواجب ، بل يهمل ماله ، وربما يأخذه لنفسه. 4- فضيلة الصدق في الحديث. شرح وترجمة حديث: من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين - موسوعة الأحاديث النبوية. 5- فضيلة الوفاء بالوعد. - وقد أثنى الله على إسماعيل بذلك فقال تعالى: ﴿ واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً ﴾. 6- هناك بعض صفات المنافقين أذكرها الآن حتى يكون المسلم على حذر منها: - أولاً: الكسل عن الصلاة.
- وقد سبقت شهادتهم: أنّه أعطاه في المرّة الأولى 50 مليون؟! فأين بقيّة المال؟! فانظر أخي القارئ إلى كذبه وتناقضه! قوله: « بعد أكثر من سنة ونصف وبشق الأنفس ». والجواب عنه من وجوه: أولها: أنه ينبغي التّقيّد بلغة الشّرع، واصطلاح أهل العلم؛ فإنّ التّأخّر في تسديد الدّين؛ يسمّى: الإعسار. والمدين هو المُعسر. ولا يسمّى: شق الأنفس! الثاني: أنّ مَن تأخّر عن تسديد الدَّين يجب إنظاره؛ لا تعييره بشقّ الأنفس -على لغته-! قال تعالى: { وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون}. قال الشيخ السعدي في «تفسيره» (116): «{ وإن كان} المدين { ذو عسرة} لا يجد وفاء { فنظرة إلى ميسرة} وهذا واجب عليه أن ينظره حتى يجد ما يوفي به { وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون} إما بإسقاطها أو بعضها». وقال في موضع آخر (995): «أي: وإن كان الذي عليه الدين معسرًا، لا يقدر على الوفاء؛ وجب على غريمه: أن ينظره إلى ميسرة». الثالث: أنه وردت نصوص كثيرة في فضل إنظار المعسر؛ منها: ما رواه حذيفة، قال: قال رسول الله ﷺ: « تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم، فقالوا: أعملت من الخير شيئا؟ قال: لا، قالوا: تذكر، قال: كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر، ويتجوزوا عن الموسر، قال: قال الله عز وجل: تجوزوا عنه » رواه مسلم (1560).