4 - السّبع المثاني: وإنّما سمّيت بذلك لأنّها تضمّنت سبع آيات ، واختلفوا في سبب تسميتها بـ( المثاني): أ) فقيل: لأنّها مشتقّة من الثّناء ، وذلك واضح فيها. ب) وقيل: لأنّها مشتقّة من الثُّنيا ، لأنّ الله خصّ بها هذه الأمّة واستثناها لها، بدليل ما رواه مسلم عن ابن عبّاس قال: بينما جبرائِيلُ عليه السّلام قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ [2] ، فَقَالَ: (( هَذَا بَابٌ مِنْ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ ، لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ)). فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: (( هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ ، لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ)). فَسَلَّمَ وَقَالَ: (( أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا ، لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ ، فَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، وَخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ)). ج) وقيل - وهو المشهور -: لأنّها تثنّى في كلّ ركعة أي تكرّر. وهذا رواه الطّبري عن عمر رضي الله عنه. - تفسير سورة الفاتحة (3) أسماء سورة الفاتحة. فالفاتحة توصف بذلك لهذا المعنى. أمّا القرآن فيوصف بأنّه مثانيّ أيضا، فيكون المعنى أنّه يعطف فيه التّرغيب على التّرهيب، والعكس، ويعطف ذكر حال أهل النّار على ذكر حال أهل الجنّة، والعكس.
والصّواب أنّ المقصود بأمّ الكتاب يختلف باختلاف السّياق، وباختلاف مراد المتكلّم، لأنّ كلمة ( أمّ) معناها مرجع الشّيء ومجتمعه، مثل تسمية مكّة ( أمّ القرى) لأنّها مقصد النّاس ومجتمعهم، و( الإمام) لأنّ النّاس يرجعون إليه ويجتمعون عليه، ومنه ( أمّ الرّأس) للجلدة الّتي تجمع الدّماغ. فاللّوح المحفوظ يسمّى أمّ الكتاب لأنّ كلّ ما كتبه الله تعالى مجموع فيه، وما يكتب بصحف الملائكة يرجع إليه. والآيات المحكمات تسمّى أمّ الكتاب لأنّ المتشابه يرجع إليها. كذلك الفاتحة ، تسمّى أيضا أمّ الكتاب لأنّ معاني القرآن كلّها ترجع إليها، كما سيأتي بيانه في فضلها. اسماء لسورة الفاتحه مكتوبه. وربّما كان سبب هذا القول هو حديث موضوع بلفظ: ( لا يقولنّ أحدكم أمّ الكتاب، وليقل فاتحة الكتاب). ثمّ إنّ الدّليل قد قام على تسمية النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لها بذلك كما سيأتي، وثبت في الصّحيحين وغيرهما تسمية الصّحابة لها بأمّ الكتاب. وممّا يدلّ على ذلك أيضا أنّ من أسمائها: 3 - أمّ القرآن: روى مسلم عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: (( لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْتَرِئْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ)). فإذا ثبتت تسميتها بأمّ القرآن، فيثبت تسميتها بأمّ الكتاب أيضا، لأنّ القرآن سمّي بذلك لأنّه مقروء ، وسمّي بالكتاب لأنّه مكتوب ، فجمع الله له حفظا في الصّدور وحفظا في السّطور.
الشافية. الكافية. الواقية. أم الكتاب. فاتحة الكتاب ؛ لأنَّه يُفتَتَح بكتابتها المصاحف. اسماء لسورة الفاتحه صوت. [٨] السبع المثاني ولقد قال الله -تعالى- في كتابه العزيز: ( وَلَقَد آتَيناكَ سَبعًا مِنَ المَثاني وَالقُرآنَ العَظيمَ). [٩] [١٠] سبب نزول السورة عن أبي ميسرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا برز سمع منادياً يناديه: (يا محمد، فإذا سمع الصوت انطلق هارباً، فقال له ورقة بن نوفل: إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك). [١١] (قال: فلما برز سمع النداء: يا محمد، فقال: لبيك، قال: قل: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، ثم قال: قل: "الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم* مالك يوم الدين" حتى فرغ من فاتحة الكتاب). [١١] فضل سورة الفاتحة لسورة الفاتحة فضائل كثيرة، نذكر منها: القرآن العظيم (أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قال: وقرَأَ عليه أُبَيٌّ أُمَّ القُرآنِ، فقالَ: والذي نفْسي بيَدِه، ما أُنزِلَ في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها، إنَّها السبْعُ المَثاني، والقُرآنُ العظيمُ الذي أُعطِيتُ). [١٢] أعظم سورة في القرآن. [١٣] ركن من أركان الصلاة ولا تصح الصلاة بدونها، فالواجب على المسلم في الصلاة أن يبتدأ بقراءتها في أول ركعاته، عن عُبادةَ بن الصَّامتِ -رضي الله عنه-، أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (لا صلاةَ لِمَن لم يقرأْ بفاتحةِ الكِتاب).
[١٤] [١٥] مفتاح كل خير وسعادة واسمها دليل كبير على ذلك فالإنسان يستعين بالله ويتوكل عليه وهو مُتيقن بالخير الذي سوف يحصل عند قرأتها. اشتملت جميع معاني الكتب المنزلة حيث ذكرت أصول الدين وفروعه، والعقيدة الإسلامية، والتشريع الإسلامي، وكيفية العبادة، والطلب من الله الاستقامة الدائمة على الطريق الصحيح الذي فيه الهداية والابتعاد عن الضلال، فهو الوحيد القادر على ذلك، وهو الرحمن الرحيم بعباده. أنفع الدعاء على المسلم عند قيامه بالدعاء لله في طلب حاجاته وتيسير أموره أن يبدأ بها؛ لأنها مفتاح الغنى والفلاح والصلاح، ويتقوّى بها فيذهب معها غمه وحزنه وألمه. اذكر عشرة أسماء لسورة الفاتحة - المعتمد الثقافي. ومضات من حديث "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي" ثبت في صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فيها بأُمِّ القُرْآنِ فَهي خِداجٌ ثَلاثًا غَيْرُ تَمامٍ، فقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: إنَّا نَكُونُ وراءَ الإمامِ؟ فقالَ: اقْرَأْ بها في نَفْسِكَ؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: قالَ اللَّهُ -تَعالَى-: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ"، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي).