سادسًا: من الأحسن أن تتَّفقا في وقْت صفائه على بعْض النِّقاط المهمَّة، ووضْع الخطوط العريضة بِخصوص عملِك، فعلى الرَّغْم من أحقيَّتك الشَّرعيَّة في الاحتِفاظ براتبك ووجوب الإنْفاق عليك من جانبه، إلاَّ أنَّه لا مانع أن تُناقشيه في أمر هذا الرَّاتب، وهل عملك أصبح يسبِّب له من الضيق ما لم يكن في السَّابق؟ فإن كان يرغب في تحمُّلك بعض النَّفقات معه في البيت مثلاً، فلتكن في نقاطٍ محدَّدة يتمُّ الاتِّفاق عليْها بيْنكما وعدم تخطِّيها، ولا يكون ذلك إلاَّ بإرادتِك ورضاك التَّامّ. لكن هناك نقطة هامَّة يجب تذكُّرها: مِن حقه عليك أن تتركي العمل إن كانت هذه رغبته؛ فتجِب طاعته في ذلك، ويَجب مناقشة هذه النُّقطة معه بصراحة ووضوح وتفهم وجهة نظره.
قصة الاعتداء تعود وقائع هذه القضية إلى الأسابيع القليلة الماضية، حينما هاجم المتهم طليقته أمام منزل أسرتها وباغتها بطعنة غائرة في خدها الأيمن لتسقط الضحية أرضا، ثم حاول بعد ذلك الهرب غير أن مجموعة من سكان حي كاوكي الذي كان مسرحا للجريمة أوقفوا المتهم وسلموه للشرطة التي وضعته رهن الحراسة النظرية بناء على تعليمات نائب وكيل العام للملك لدى المحكمة الابتدائية بالمدينة في حين تم نقل الضحية إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس. ويستفاد من وثائق الملف أن المتهم تزوج بالضحية منذ مدة غبر أنه طفت على السطح العديد من الخلافات الزوجية التي تدخل على إثرها أفراد أسرتي الزوجين عدة مرات لتذويب وإصلاح ذات البين بينهما، غير أن تكرار تلك الخلافات وبروز مشاكل أخرى جعلا الزوجة تلجا إلى مسطرة التطليق للشقاق، إذ أودعت طلبا لدى قضاء الأسرة وبعد استنفاذ مسطرة الصلح بين الزوجين طبقا للقانون شرعت هيأة الحكم في مناقشة القضية ليتقرر يوم الحادث حجز الملف للمداولة، وهو الأمر الذي لم يستسغه الزوج الذي ظل يرفض منذ البداية فكرة الطلاق. خلال ذلك اليوم وبعد أن غادرت الزوجة المحكمة رفقة والدتها ظل الزوج يتتبع خطواتها إلى أن وصلت إلى منزل أسرتها وهناك انتظر إلى حين خروج والدتها للتبضع ليتوجه إلى المنزل وهناك اعتدى عليها بالقرب من مدخل المنزل إذ امسك بتلابيبها ووجه إليها طعنة غائرة بسكين كبيرة الحجم.