مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 14/9/2013 ميلادي - 10/11/1434 هجري الزيارات: 25881 1- حادثة شق الصدر: كانت العادة عند الحاضرين من العرب أن يلتمِسوا المراضع لأولادهم، ابتعادًا لهم عن أمراض الحواضر؛ لتقوى أجسامهم، وتشتدَّ أعصابهم، ويُتقِنوا اللسانَ العربيَّ في مهدهم، وقد استرضع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة من بني سعد بن بكر - وهي حليمة بنت أبي ذؤيب - وزوجها الحارث بن عبدالعزى المُكنَّى بأبي كَبْشة، من نفْس القبيلة. وإخوته هناك من الرَّضاعة: عبدالله بن الحارث، وأنيسة بن الحارث، وحذافة أو جذامة بنت الحارث - وهي الشيماء - وكانت تَحضُن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب، ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم. حادث شق الصدر. وكان عمه حمزة بن عبدالمطلب مُسترضعًا في بني سعد بن بكر، فأرضعتْ أمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا وهو عند أمه حليمة، فكان حمزة رضيع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وجهين: من جِهة ثويبة، ومن جهة السعديَّة. ورأت حليمة من بركته - صلى الله عليه وسلم - العجبَ العُجاب، والتي ظهرت في نسماتِ البَركة التي استشعرتْها مع إرضاعها له، والبركات التي حلَّت على المرعى والمكان وما يملِكون، وقد سعِدت به سعادةً كبيرة، حتى بقي معهم إلى أن بلَغ السنةَ الرابعة أو الخامسة من مولده - صلى الله عليه وسلم - فوقع حادث شَقِّ صدره.
([9]) أخرجه مسلم (162). ([10]) ينظر: مصابيح السنة للبغوي (4/ 70)، وشرحاه: تحفة الأبرار للبيضاوي (3/ 483)، والمفاتيح في شرح المصابيح للمظهري (6/ 172). ([11]) ينظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/ 382). ([12]) الحِجر من الكعبة. غريب الحديث لإبراهيم الحربي (2/ 389). ([13]) هي النقرة التي بين الترقوتين. جامع الأصول (11/ 296). ([14]) الشعرة بالكسر: العانة، وقيل: منبت شعرها. النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 480). ([15]) أخرجه البخاري (3887)، ومسلم (164). ([16]) فتح الباري (2/ 313). ([17]) ينظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/ 383)، وفتح الباري لابن حجر (7/ 205)، وعمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني (17/ 23). ([18]) ينظر: الأنوار الكاشفة للمعلمي (ص: 137). ([19]) ينظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/ 382). ما هي حادثة شق صدر الرسول صلى الله عليه وسلم؟ - الإسلام. ([20]) صحيح ابن حبان (1/ 244- إحسان). ([21]) المفاتيح في شرح المصابيح (6/ 173). ([22]) ينظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح لملا علي القاري (9/ 3743). ([23]) الإفصاح عن معاني الصحاح (5/ 352). ([24]) ينظر: دفاع عن السنة ورد شبه المستشرقين لمحمد أبو شهبة (ص: 90).
فيقال لهؤلاء: أفيصدق ذلك ويستطاع للإنسان، ولا تصدِّقون فعلَ الله تعالى له، وهو سبحانه يقول للشيء: كن فيكون؟! {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82]، سبحانك ربَّنا آمنا بك وبقدرتك على كلِّ شيء. اللهم احفظ قلوبنا، واعصمها من الشبهات الغوية والشهوات المضِلَّة، واملأها بحبِّك وحبِّ نبيك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا. ــــــــــــــــــــــــــ (المراجع) ([1]) هكذا فعل أبو رية في كتابه: أضواء على السنة المحمدية (ص: 160). وعدّها د. محمد الغزالي في كتابه فقه السيرة (ص: 139) رمزًا وليس حقيقةً. ([2]) موقف الاستشراق من السنة والسيرة النبوية لأكرم ضياء العمري (ص: 75). ([3]) العلقة: القطعة من الدم. جامع الأصول لابن الأثير (11/ 263). شق صدر النبي ليلة الإسراء والمعراج – السيرة النبوية – قصة مكة| قصة الإسلام. ([4]) الطست: إناء معروف. شرح النووي على صحيح مسلم (2/ 216). ([5]) أي: جمعه وضمَّ بعضه إلى بعض. شرح النووي على صحيح مسلم (2/ 216). ([6]) أي: مرضعته حليمة السعدية. ينظر: شرح النووي على صحيح مسلم (2/ 217). ([7]) أي: متغيّر. جامع الأصول (11/ 262). ([8]) المخيط: الخيط والإبرة التي يخاط بها. المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم لأبي العباس القرطبي (1/ 382).
قال أنسٌ: «وقد كنتُ أَرى أثرَ ذلكَ المِخْيَطِ في صدرِه». 25 8 25, 797
فظاهرُ هذه الروايات لا يقبلُ التأويل إلا بتعسُّفٍ يستهجنُه الفصحاء من المتكلِّمين، وحملُه على ظاهره ممَّا لا يمكنُ تعقُّله لأنَّه يفترضُ علاقةً سببيَّةً تكوينيَّةً بين قطعةٍ لحميَّةٍ في الجسدِ وبين الذنوبِ والشرور التي تصدرُ عن الإنسان بحيثُ يكونُ استئصالُ هذه القطعةِ اللحميَّة مفضياً لعصمةِ الإنسان من الشرورِ والذنوب.
ثُمَّ انْطَلَقَا وَتَرَكَانِي ، وَفَرِقْتُ فَرَقًا شَدِيدًا ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّي ، فَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَقِيتُهُ ، فَأَشْفَقَتْ عَلَيَّ أَنْ يَكُونَ أُلْبِسَ بِي ، قَالَتْ: - أُعِيذُكَ بِاللَّهِ! فَرَحَلَتْ بَعِيرًا لَهَا ، فَجَعَلَتْنِي عَلَى الرَّحْلِ ، وَرَكِبَتْ خَلْفِي ، حَتَّى بَلَغْنَا إِلَى أُمِّي ". وفي صحيح مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: أَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السّلام وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً ، فَقَالَ:" هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ ". ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأَمَهُ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ، وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ - يَعْنِي ظِئْرَهُ - فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ! فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ. قَالَ أَنَسٌ:" وَقَدْ كُنْتُ أَرَى أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ ". * ورواية أنس هذه تبيّن بيانا شافيا أنّ هذه الحادثة كانت حِسًّا ، وتمّت بما هو فوق طاقة البشر، وإلاّ لو كانت مناما - كما هو موقف ضِعاف الإيمان - لما رأى أنسٌ أثر المِخْيط ، ولما رأى الغلمان الملكين، ولا خافت عليه حليمة السّعدية لأجل رؤيا رآها.