تعزيز المناعة المضادة للميكروبات أكدت دراسة أجريت على 120 متطوعا سليم صحيا أنه لا توجد تأثيرات ضارة لرمضان على الانفجار التأكسدي للعدلات Explosion oxydative des macrophages)]، لهذا لا يعد الصوم ذا ضرر على الحالة المناعية للأشخاص الأصحاء. وقد أظهرت بحوث أجريت على الجرذان أنه توجد حماية لجهازها العصبي، وتجدر الإشارة أن هذه الحماية تمر عبر مادة تسمى بـ(IFN-γ) والتي تعد عنصرا أساسيا في مقاومة الميكروبات و خاصة الفيروسات. كما أكدت دراسات أجريت منذ بضع سنوات أن (IFN-γ) المستعمل كدواء، قادر على القضاء بشكل قوي على الفيروس النطاقي الحماقي (Varicella-zoster)، خصوصا حين يمس الجهاز العصبي، ويمنع أيضا فيروس إيبولا من اكتساح الجسم. جريدة الجريدة الكويتية | سيجارة أسقطت «المصرية» في 2016. إذا فالصوم يساهم في ارتفاع نسبة هذه المادة، أي (IFN-γ)، ويؤدي إلى تقوية المناعة ضد الفيروسات، وبالتالي تثبت الفرضية التي أقرت أن للصيام تأثير إيجابي على المناعة ونستنتج أن هذا مؤشر جيد لنجاعة (IFN-γ) ضد (SARS-CoV-2) المتسبب في مرض كورونا Covid-19. أجريت أيضا دراسة سنة 2014 على مرضى متبرعين مصابين بداء السل، تلقوا مادة (IFN-γ) كعلاج، فلوحظ ارتفاع عدد الخلايا التي تقضي على جرثومة داء السل وزيادة فعاليتها، مما أدى إلى تحسن وضعية هؤلاء المرضى.
وبالتالي تمكن هذه المواد من توهين الحالة الالتهابية للجسم، دون الإضرار بالاستجابة المناعية. الحد من مشاكل السمنة وآثارها الضارة على المناعة تمكن الخلايا الشحمية من إنتاج الأديبوسيتوكين (adiponectin وleptin) التي تلعب دورا مهما في الالتهاب وتضعف المناعة، كما تساهم في تفاقم العدوى خاصة الفيروسية، وبالتالي تضعف النسيج الدهني المناعي. عدم وجود آثار ضارة للجفاف أبرزت دراسات قديمة، أنه رغم النقص الطفيف جدا للماء في الجسم خلال الصيام لم تعزى أي آثار صحية ضارة بشكل مباشر إلى التوازن المائي السلبي عند الأصحاء. كما أنه بقي إجمالي مياه الجسم في المعدل الطبيعي من 30 إلى 46 كغم. وأبرزت دراسة أخرى أنه لم يتم العثور على فرق مهم في وقت التخلص المخاطي والتي تعتبر طريقة لتنظيف القصبات الهوائية بماء الجسم. التأثيرات الضارة لقلة النوم والتدخين أكدت دراسة جديدة من تحليل الانحدار اللوجستي متعدد المتغيرات (régressionlogistique multivariée) أن التدخين يضعف المناعة عند 78 مريضا مصابين بمرض كوفيد-19، كما أن الحرمان من النوم يرتبط بزيادة القابلية للعدوى الفيروسية: انخفاض (HLA-DR). الإفطار والمناعة يفيد الصيام في تقوية المناعة، خاصة في حال اتباع نظام غذائي متوازن وصحي خلال ساعات الإفطار.
تستمر ساعات الإفطار التي يسمح فيها للصائم بتناول الطعام هذا العام لحوالي 8 ساعات، وهي فترة يمكن خلالها القيام بالكثير من الأمور لتعزيز كفاءة الجهاز المناعي. من المهم الحرص على اختيار الأطعمة المناسبة التي تحتوي على الفيتامينات والعناصر الغذائية الرئيسية لأنها تؤثر بشكل مباشر على المناعة وتساعد في محاربة بعض الأمراض. وبالمقابل، فإن تناول الأطعمة غير الصحية يضعف المناعة ويجعل الصائم عرضة لهجوم الفيروسات والجراثيم. ويعد فيتامين "سي" من أهم العناصر الغذائية التي تفيد في تعزيز المناعة، ويمكن الحصول عليه من الحمضيات والفراولة والفليفلة والبقدونس والبروكولي، ومن المهم الحصول على الكميات اللازمة منه يوميا لأن الجسم لا يستطيع تخزينه أو إنتاجه. أما فيتامين "ب6" فيوجد في الموز والخضار الورقية والحمص، وهو يعزز التفاعلات الكيميائية الحيوية في الجهاز المناعي، فيما يتوفر فيتامين "إي" في المكسرات والبذور وهو مضاد أكسدة قوي ويعزز قدرة الجسم على محاربة العدوى. وكذلك تعد الأحماض الدهنية "أوميغا 3" (السمك الدهني) ومضادات الأكسدة (المكسرات والبذور) والحديد (اللحوم والبروكولي) أيضا من العناصر الغذائية الرئيسية التي يجب أن تحتوي عليها الحمية الغذائية للمساعدة على محاربة المرض.