أما سليمان خان، المعروف باسم سليمان القانوني، عاشر السلاطين العثمانيين ، فلا تكاد سيرته الدموية تختلف عن سابقه كثيراً؛ حيث يتقاسم كلاهما ملامح مشتركة، نتيجة ما فرضته طبيعة المرحلة من اعتبارات عديدة، تتمثل في مؤامرات القصر والخلافة، وأحلام التوسع؛ فقد حكم لمدة بلغت 46 عاماً، كما تورّط في قتل أحد أبنائه بتوصية من زوجته الجارية الروسية "روكسلانا"، والذي اشتهر بافتتانه وحبّه الجمّ لها، وذلك حتى تتمكّن الأخيرة من تهيئة مقعد الحكم والخلافة لابنها، بدلاً من غيره من زوجة أخرى. دموية العثمانيين وفي السياق ذاته، تذكر بعض المصادر التاريخية، أنّه، في عام 1553م، قام سليمان القانوني بالتخلص من ابنه الأكبر مصطفى، المرشح لخلافته في الحكم، وذلك إثر مكيدة تسربت له، بواسطة وزرائه، ومن خلال زوجته الروسية، تشير إلى أنّ ابنه يدبر انقلاباً ضد السلطان العثماني. سبقت القاهرة قرار الرياض قبل عامين تقريباً؛ إذ أزالت الدولة اسم سلطان عثماني آخر من أحد شوارعها وإلى جانب النقاط السوداء التي تملأ سجل "القانوني"، والذي حاز اللقب لاهتمامه بالقانون والعدالة، دون أن يحقق منهما شيئاً، بل ظلت فجوات تعري تناقضاته، تأتي أحداث ووقائع نقل أجزاء من الحجر الأسود الملصق بالكعبة إلى إسطنبول ، لتعكس العقلية البراغماتية ذاتها، والتي لا تراعي سوى شحن وسائل القوة الرمزية والمعنوية، بهدف ملء خزائن السلطة العثمانية.
وعلاوة على ذلك؛ استعارت التنظيمات المسلحة والميليشيات المدعومة من أنقرة، أسماء سلاطين عثمانيين، تكنّت بها فيالقهم؛ مثل: "لواء السلطان مراد"، وحركة "نور الدين الزنكي". مصادر تاريخية: في عام 1553م، تخلّص سليمان القانوني من ابنه الأكبر مصطفى، المرشح لخلافته في الحكم، وذلك إثر مكيدة ولذلك، ليس مستغرباً قرار بلدية تاجوراء، الواقعة شرق العاصمة الليبية، طرابلس، بوضع اسم السلطان "سليمان القانوني" على أهم الطرق الرئيسة بالمدينة، والممتدّ من منارة الحميدية إلى جزيرة الدوران، المعروفة باسم "جزيرة إسبان"، حسبما أعلن، قبل أيام قليلة، رئيس المدينة، وهو ما يضيء على التبعية السياسية الليبية، في ظلّ الدور التركي المتنامي، عسكرياً وسياسياً، فيها، لجهة الحصول على ثروات شرق المتوسط. دشّن مغردون في المملكة "هاشتاغ" وصفوا فيه السلطان العثماني بـ "المجرم"؛ حيث انبرى كثيرون في التنقيب عن تاريخه الدموي، فقال المدون السعودي، منذر آل الشيخ مبارك: "إظهار المجرم سليمان القانوني في غير صورته الحقيقية لم يكن عبثاً بل لأغراض خبيثة، من يتصور أن يظهر مجرم قتل ولده خنقاً وأربعة من أحفاده أمام والدهم، الذي هو ابنه، إنّه خليفة مسلم، أي فطرة سوية تقبل تمجيد قاتل كهذا".