أيها العقلاء، الكبر ذنب عظيم، وصفة من صفات إبليس اللعين، وخطره عظيم وعاقبته وخيمة، وقد تُعجَّل لصاحبه العقوبة في الدنيا، فقد شُلَّت يد رجل في عهد النبوة بسبب الكبر؛ كما ورد في صحيح مسلم يقول سلمة بن الأكوع: ((أكل رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم بشماله، فقال له: كل بيمينك، قال: لا أستطيع، قال: لا استطعت، ما منعه إلا الكبر، قال: فما رفعها إلى فيه)). ومن خطورة الكبر على صاحبه أن المتكبر في الآخرة يعامل بنقيض قصده، فمن ترفع عن الناس في الدنيا يطأه الناس بأقدامهم في الآخرة؛ يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس))، ومن خطورته أن الأرض قد خُسفت بمتكبر؛ كما صح بذلك الخبر عن سيد البشر صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما رجل يمشي في حلة، تعجبه نفسه، مُرجِّلٌ جُمَّتَهُ، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة))، ومن حمل في قلبه ولو شيئًا يسيرًا من الكبر والتعالي على الخلق، فهو على خطر عظيم؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر)). والكبرياء من خصائص الله عز وجل لا ينازعه فيه أحد من خلقه، ومن اتصف به من المخلوقين عذبه الله؛ ففي الحديث القدسي: ((قال الله عز وجل: العز إزاري، والكبرياء ردائي، فمن ينازعني في واحد منهما عذبته)).
قالوا له: ليس صحيح لأنه لم يكن هناك في عصر الرسول شيعة أجابهم: إذا إنتهت المناظرة، من أين أتيتم بمذهبكم! ذات مرة رواها لي أحدهم أن من تأبط حذاءه هو أحد قدامى علماء الأمة ورواها لي أحدهم أنها حدثت في إيران في عهد الشاه وها هي الآن تروى عن أحمد ديدات السؤال ؟؟ هل الواقعة فعلاً حدثت أم أنها كمعظم قفشات ود نفاش المنسوبة إليه ؟؟
الحمد لله الواحد الأحد، أحاط علمًا بالجليل والحقير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، البشير النذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين. أما بعد: فيا أيها الناس، من ابتغى غنًى من غير مال، وعزًّا بغير جاه، ومهابةً من غير سلطان - فليتقِ الله جل في علاه، فاتقوا ربكم جل وعلا حق التقوى، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]. عباد الله، خطبة اليوم عن خلق من أعظم أخلاق المؤمنين، ومن شيم الصالحين المخبتين، حديثنا عن خلق يدل على طهارة النفس، من تحلى بما سنتحدث عنه اليوم وتعامل به مع الناس، عاش عيشةً طيبةً، وأحبه الخالق والخلق، وكان سببًا في رفعته في الدنيا والآخرة. حديثي لكم أيها الفضلاء عن التواضع الذي فيه رفعة للمؤمن في الدنيا والآخرة؛ كما في الحديث الصحيح عن حبيبكم صلى الله عليه وسلم: ((ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله))، وعند مسلم قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا؛ حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد)).