الملاءةُ التي تلفُّ السروةَ تشعرُ بِالبرد، فَتَتكرمش. *** مطرٌ رهيفٌ في زاويةِ الكأس؛ يرقاتٌ تتدلّى من غصن شجرة الكينا، ترقص كَبَندولاتٍ من الخمسينيّات؛ ودُعسوقةّ* حطّت بِبلادةٍ على مقبض الباب. شذًى أزرقُ يطوف على الحائط يحجُّ بِمشية فلامنجو. هذا الضبابُ الأرجوانيّ يتكاثفُ في رأسي. ثمّة ما يطقطقُ؛ أمسكُه أن يهوي في الحقل، فَأتبخّرُ كَشرنقةٍ تُبهجها صدمةُ الشمس فتنسى أنّها فقدتْ أمَّها. سربُ الفراشات الذي حطّ في الكأسِ يا حبييي طيّرَ الشرنقةَ وظَلّ يحوم كَلوزةٍ ترنو إلى النضج؛ بينما قطعةُ السكّر تلوذُ بالشرفة. قطعة سكر الصفا رقم. القاهرة ديمة محمود شاعرة وكاتبة من مصر. صدر لها ديوان ضفائر روح ، 2015، و أُشاكس الأفق بكمنجة ، 2017.
03-04-2008, 02:13 PM #6 سلمت يمينك يامن تملكين قلما واعدا ليسترسل مداده انسكابا فوق الاوراق ليعلن ميلاد موهبه ولا اروع تحيااااااااااتي 03-04-2008, 03:01 PM #7 عاشــق الغربة المبدعة المميزة: عذوبة انثى.. لله درك في هذه المعزوفة الجميلة وهذا البوح العذب. مبدعة بحق.
رقم الهاتف: 01555792009 البريد الإلكتروني: العنوان: الأردنيه - مدينه العاشر من رمضان مواعيد العمل: 8:00 صباحاً, 5:00 مساءً
القصص التي تؤثر فيّ بشكل أكبر مما يجري بالبلاد هي قصص الغرباء عن الإعلام وساحات التواصل الاجتماعي. قصص الوجوه التعيسة التي تبتسم رغم كل شيء. القصص التي تفاجئ الإعلام الذي يدّعي طيلة الوقت أنه قريب من نبض الناس، والساسة الذين يدعون أنهم يمثلونهم، وخبراء التوقعات الذين يتنبؤون بتقلبات المجتمعات بدقة بالغة وكفاءة عالية وانفصال كبير عن واقع هذا المجتمع بالذات! لربما المجتمع المغربي استثناء؟ قدرته على خلق المفاجأة كبيرة؟ كل مجتمع يا صديقتي يرى أنه استثناء. الشعور بالاستثناء في السياسة أو الاقتصاد أو في العادات المشتركة هو تعبير شعبي عن فكرة «الانتماء»، والتي ليست في الأخير إلا هذا الشعور بالخصوصية والتفرد في الانتماء لتراب وعادات وأفكار بعينها. قطعة سكر الصفا واليرموك تعلن انطلاق. هناك كوميدي لبناني- أمريكي ذكر مرّة خاصية لبنانية صرفة أمام جمهوره ببيروت «اللبناني هو الوحيد الذي يتأكد من أن قنينة الغاز لا تشكل خطرا على حياته باستعمال قدّاحة». ألا يستعمل المغاربة القدّاحة للتأكد من عدم تسرب الغاز؟ وهنا في المغرب نعتقد أنه فقط، عندنا يحصل كذا وكذا من المتناقضات أو العادات. قد لا يكون الكسكس بعينه «واجبا مقدسا» يوم الجمعة في بلدان أخرى، لكن هذا لا يعني خلو مطابخ الشعوب الأخرى من وجبات شبه مقدسة.
ولو سافرتِ إلى بلد آخر، لوجدت أنهم حائرون أمام تناقضات مشابهة أو مختلفة. الانتماء شعور وجداني يجعلك تتمنى مثلا أن تُدفن في مسقط رأسك، ليس لأنك وحدك من دون بقية العالم من يحمل هذه الأمنية الجنائزية. تبدو مستاءً أو يائسا؟ مادمتُ أدير هذه الملعقة معكِ هنا بلا معنى، فلم أيأس بعد. ربما هناك حزن داخلي. شعور بالاغتراب الوجودي يتضخم ويتقلّص حسب الفصول. شعور بالخيبة، أليست خيبة كبيرة ما يقع هنا من كلام؟ أي حديث معكِ لا يكون عن الحب والفناء مدعاة للشك في حقيقة وجودكِ ووجودي بشكل أكبر. ومع ذلك، ها أنا أشرب قهوة بلا سكر، دسستِ لي سما مربّعا فيها، وأنا أحرّك السم الذي لن أشربه في نهاية المطاف، ومع ذلك أحرّكه بلا معنى. البطاقة الأفضل. تعلمين من التفسيرات التي تروقني لأسطورة سيزيف كما أعاد تأويلها الكاتب الفرنسي ألبير كامو، هي أن سيزيف في كل مّرة ينزل فيها لحمل الصخرة الثقيلة إلى قمة الجبل فقط لتهوي بشكل لانهائي يكون حقق انتصارا. تبدو حركة سيزيف مجرّدة من المعنى. لكن كامو يراها محمّلة بالمعنى، يراها تختصر بحث الإنسان عن المعنى في وجوده، سيزيف ينزل بحثا عن المعنى، فهو يعي إذن غياب المعنى، يعي وضعه، ويتمرد عليه بالبحث المستمر.. ربما سعي السيدة هاجر بين الصفا والمروة يحمل من هذا المعنى، وإن كنتِ لا تحبين هذه الإسقاطات، لكن أشعر أن في هذا السعي شيء من هذا المعنى مع فارق: أن سيزيف لا ينتظر جوابا من الآلهة، وهاجر لا تنتظر جوابا من غير الرحمان.