أقسم لكم بالله ، وكل واحد من الحاضرين إذا أخلص لله عز وجل تأتيه الدنيا وهي راغمة. (( ابن آدم اطلبنِي تجدني فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء وأنا أحب إليك من كل شيء))
وكان يقول: " قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه ". ومثل هذا لا يستذل ولا يتلاعب به فهو حر عزيز؛ لأن الدنيا عنده ليست ذات قيمة وإنما يستذل الناس من قبل حبهم للدنيا. قال الحسن رحمه الله: أدركت أقواما ما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا أقبل، ولا يتأسفون على شيء منها أدبر، لهي كانت أهون في أعينهم من التراب. والحق ياعباد الله أن الغنى ليس بكثرة المال، وإن كان هو عند الناس الغني، ولكن الغني الحقيقي هو غنى النفوس وقناعة القلوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس ". وبهذا يضمن العبد الحياة الطيبة التي قال الله تعالى فيها: { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}. أتته الدنيا وهي راغمة - منتدى الملتقى الإخباري. وقد ذكر بعض المفسرين أنها حياة القناعة. وجمع له شمله: يعني أموره المتفرقة، فيجعل خاطره مجتمعا غير متفرق وقلبه هادئا ونفسه ساكنة وعيشه هنيئا.. فيكون في سرور وراحة بال، يجمع عليه الأهل والأبناء والجيران؛ لأن مَن كانت الآخرة نيته وهمه فهو ممن أحبهم الله تعالى، ومن أحبه الله وضع له المحبة في قلوب الخلق وجعل له القبول في الأرض كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أحَبَّ اللَّهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحْبِبْهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ ".
وهو حديثٌ صحيحٌ صحّحهُ الأئمةُ في القديم والحديث، ولم أر من أعلّه من هذا الوجه الذي ذكره السّائل.. إنْ كان في الوقت فُسحة، وفي العمر بقيّة؛ جمعنا طرقه وتكلّمنا عليها. وفقني الله لما فيه الخير، ورزقنا الإخلاص في القول والعمل. آمين 2012-05-06, 06:12 AM #4 رد: مساعده في تخريج حديث (من كانت الدنيا همه، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه بارك الله فيك على التنبيه شيخنا الحبيب.
( ولا تنس نصيبك من الدنيا) أي: مما أباح الله فيها من المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمناكح ، فإن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، ولزورك عليك حقا، فآت كل ذي حق حقه). وقد ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: { ولا تنس نصيبك من الدنيا} أنه رضي الله عنه قال: أن تعمل فيها لآخرتك. درجة حديث من كان همه الآخرة... الحديث - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقال عون بن عبد الله: إن قوما يضعونها على غير موضعها. ولا تنس نصيبك من الدنيا: تعمل فيها بطاعة الله. فالآية ترشدك إلى تغليب الآخرة على الدنيا وخصوصا عند التعارض. فيا أيها الحبيب اجعل غالب همك الآخرة يكفيك الله تعالى أمر الدنيا، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مَن جعلَ الهمومَ همًّا واحدًا ، همَّ آخرتِهِ ، كفاهُ اللَّهُ همَّ دُنْياهُ ". وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
2012-05-05, 07:17 PM #1 مساعده في تخريج حديث (من كانت الدنيا همه، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه.. ) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مسائكم سعاده ورضى اخوتي اذا تكرمتم احتاج مساعدتكم في تخريج حديث.. 4105- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن عمر سليمان، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عثمان بن عفان عن أبيه؛ قال: خرج زيد بن ثابت من عند مروان، بنصف النهار. قلت: ما بعث إليه، هذه الساعة، إلا لشيء سأل عنه. فسألته، فقال: سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كانت الدنيا همه، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ماكتب له. ومن كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره. وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة)). جزاكم الله خيراً.. وبارك لكم وبعلمكم.. منتدى الرقية الشرعية - دعــــــــــــــــــــــــاء للـــــــــــــمهوم والدنـيا تأتيــك وهـــــــــي راغمة. 2012-05-05, 08:44 PM #2 رد: مساعده في تخريج حديث (من كانت الدنيا همه، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 670: أخرجه الترمذي ( 2 / 76) عن الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان و هو الرقاشي عن أنس مرفوعا. و سكت عنه الترمذي ، و هو إسناد ضعيف لكنه حسن في المتابعات ، قال المنذري ( 4 / 82): " و رواه الترمذي عن يزيد الرقاشي عنه و قد وثق و لا بأس به في المتابعات ".
قلت: و ورد بلفظ أتم منه و هو: " من كانت الدنيا همته و سدمه و لها شخص و إياها ينوي ، جعل الله الفقر بين عينيه و شتت عليه ضيعته و لم يأته منها إلا ما كتب له منها و من كانت الآخرة همته و سدمه و لها شخص و إياها ينوي ، جعل الله عز وجل الغنى في قلبه و جمع عليه ضيعته و أتته الدنيا و هي صاغرة ". قال المنذري ( 3 / 9): " رواه البزار و الطبراني و اللفظ له ، و ابن حبان في صحيحه عن أنس ". قلت: و لعل هؤلاء أو بعضهم لاسيما ابن حبان أخرجوه من طريق غير طريق الرقاشي السابقة. و الله أعلم. و قد أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 8 / 2 و 129 / 1) من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن و قتادة ، و من طريق داود بن محبر حدثنا همام عن قتادة ، كلاهما عن أنس به. ثم رأيته في " زوائد البزار " ( ص 322) من طريق إسماعيل عن الحسن وحده. و إسماعيل هذا هو المكي ، ضعيف. و له شاهد بلفظ: " من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره و جعل فقره بين عينيه و لم يأته من الدنيا إلا ما كتب له و من كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره و جعل غناه في قلبه و أتته الدنيا و هي راغمة ". 2012-05-06, 01:02 AM #3 رد: مساعده في تخريج حديث (من كانت الدنيا همه، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه بارك الله فيك أبا زرعة السّؤال كان حول حديث زيد بن ثابت الأنصاري وهو حديث طويل مشهور ؛ طرفُه هو:(نضّر اللهُ امرأ سمع منّا حديثاً.. ) يرويه بعضُهم تامّاً، وبعضُهم يقطّعه، ويختصره.
ومعنى الثاني: وأتاه ما كتب له من الدنيا ؛ وهو راغم ". انتهى من "شرح مشكاة المصابيح" (11 / 3372). ويتضح هذا بحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا، وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ رواه ابن ماجه (2144)، وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (6 / 209). ومعنى: وأجملوا في الطلب: أي: اطلبوا الرزق طلبا رفيقًا ، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم المراد بذلك ، بأن يأخذ الإنسان ما حل ، ويدع ما حرم. انظر: "فيض القدير" (3/207). والله أعلم.