[2] هذا هو ما اشتهر في الأمصار وقرأ به الكبار والصِّغار، ولكن إظهار الميم عند الباء إظهارًا شفويًّا صحيح أيضًا، وقد حكى الإمام ابن الجزري الخلاف في التمهيد (1/115)، وقال في النشر (1/ 166): والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أن الإخفاء أولى؛ للإجماع على إخفائها عند القلب؛ ا. هـ، قلت: ولا يدرك هذا إلا القراء المحققون، فالإخفاء أولى لئلا يشتعل الخلاف، وبالله التوفيق. [3] يعني لقرب الفاء واتحاد الواو، وهذا في علم البديع يسمى لفًّا ونشرًا غير مرتب أو مشوشًا، والمعنى: يخفي البعض الميم الساكنة عند الفاء لتقارب المخرجين، ويُخفي عند الواو لاتحاد المخرج؛ فاحذر الإخفاء.
هذان الحرفان إذا وقع كل منهما في القرآن الكريم مشدداً ، وجبت الغنة بمقدار حركتين، والحركة بقدر خفض الإصبع وبسطه، وهى وسط بين الإسراع والتأني، ومخرجها الخيشوم وهو أعلى الأنف وأقصاه من الداخل ، ولهذا سمى كل منهما حرف غنة. قال الناظم في التحفة: وسم كلاً حرف غنة بداً وغن ميماً ثم نوناً شدداً سواء كانت الشدة مع فتحة مثل {إنا} كما في قوله تعالى { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ} (سورة المرسلات الآية: 44) ، أو كسرة مثل {إني} كما في قوله تعالى وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (سورة طه الآية: 82) ، أو مع ضمة مثل {النور} كما في قوله تعالى {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (سورة المائدة الآية: 16) ، وهكذا. وحرف الغنة المشدد إما أن يكون متصلاً مثل {إني} كما في قوله تعالى و إما أن يكون منفصلا وهو ما كان من كلمتين إذا اجتمعا وجب التشديد والغنة مثل{ من نار} كما في قوله تعالى {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ} (سورة الرحمن الآية:35).
2- ت: ﴿ لَكُمْ تَذْكِرَةً ﴾. 3- ث: ﴿ أَمْثَالُكُمْ ﴾. 4- ج: ﴿ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ ﴾. 5- ح: ﴿ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ ﴾. 6- خ: ﴿ هُمْ خَيْرُ ﴾. 7- د: ﴿ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ ﴾. 8- ذ: ﴿ وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ ﴾. 9- ر: ﴿ جَاءَكُمْ رَسُولٌ ﴾. 10- ز: ﴿ مِنْهُمْ زَهْرَةَ ﴾. 11- س: ﴿ وَهُمْ سَالِمُونَ ﴾. 12 - ش: ﴿ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا ﴾. 13- ص: ﴿ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾. 14- ض: ﴿ وَامْضُوا ﴾. 15- ط: ﴿ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً ﴾. 16- ظ: ﴿ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾. 17- ع: ﴿ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ ﴾. 18- غ: ﴿ فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ ﴾. 19 - ف: ﴿ ذَرَأَكُمْ فِي ﴾. 20- ق: ﴿ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ ﴾. 21- ك: ﴿ لَكُمْ كَيْفَ ﴾. 22- ل: ﴿ وَأُمْلِي ﴾. 23 - ن: ﴿ حَرَّمْنَا ﴾. 24- هـ: ﴿ أَنَّهُمْ هُمُ ﴾. 25- و: ﴿ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا ﴾. 26- ي: ﴿ لَمْ يَنقُصُوكُمْ ﴾. وَالثَّالِثُ الْإِظْهَارُ فِي الْبَقِيَّهْ مِنْ أَحْرُفٍ وَسَمِّهَا شَفْوِيَّهْ وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أَنْ تَخْتَفِي لِقُرْبِهَا وَلِاتِّحَادِ فَاعْرِفِ [3] وقال صاحب المقدمة: وَأَظْهِرِ الْغُنَّةَ مِنْ نُونٍ وَمِنْ مِيمٍ إِذَا مَا شُدِّدَا وَأَخْفِيَنْ الْمِيمَ إِنْ تَسْكُنْ بِغُنَّةٍ لَدَى بَاءٍ عَلَى الْمُخْتَارِ مِنْ أَهْلِ الْأَدَا وَأَظْهِرَنْهَا عِنْدَ بَاقِي الْأَحْرُفِ [1] كذا قال الشيخ محمود بن أمين طنطاوي - حفظه الله - قال: "المشهور عند علماء القرآن أنَّها تُخفى - أي الميم - في الباء، هذا ما عليه العمل عندنا، ويرى علماء العراق أن الميم فيها وجهان: الإظهار مع الغنة وعدمها".