- الاغتراب المكاني: الاغتراب المكاني واقع عاشه الشاعر سامي أبو بدر، وعانى قسوته، فانعكس ذلك على حالته النفسية والعاطفية، فهو يشير إلى ما أصابه من وجع وجرح لبعده عن وطنه، وتبدو معالم الاغتراب المكاني واضحة في عدة مواضع من ديوان (ساعة من ليل). ومن أمثلة ذلك قول أبو بدر في قصيدة (الوعد): (أفتش فيك يا سمراء عن ذاتي/ وعن أحلى حكاياتي تداعبني/ وتلهب نبض أوردتي/ وتحملني إلى الجنات/ في أرجائك الحسناء/ بين رياضك الغناء/ والشطآن) وقوله في قصيدة (نشيد النهر): ".. برغم الجراح التي تنزف الآه/ تراهم وقد أنشدوا/ فوق هذا الثرى/ وسط تلك المروج/ أهازيج عشق لتلك القرى والمدائن) وقوله في قصيدة (ستار من حجر): (ثم ينزع بيننا الشيطان/ في خلواتنا/ يبدو كناصح قومه/ في ليلة دمس الظلام على القلوب/ وبات كلٌّ في خطر/ يا قوم هل من مدكرْ؟/ من ذا الذي بذر الشقاق بأرضنا/ ليفوز يوم حصاده/ بجراحنا ودمائنا). قصيده باسم فهد – لاينز. وقوله في قصيدة (حُلْم): (إن كانت قد ضاقت بخطاي... / فلا سلمت من أوجاع القلب المجروح/ ومن لعنات الروح/ ولا رحبت بسواي عليها/ ما دامت تلقي الضحكات إلى الأصنام/ وترميني بنوائبها/ وتناست أني من شادت بالحب أنامله/ وطنا للعشق بلا ثمن... / إلا أن يبقى حُلْم يجمعني.. / ببقايا حُرْ).
- الاغتراب الثقافي: الاغتراب الثقافي ظاهرة واضحة لدى الشاعر سامي أبو بدر لمبادئه الوطنية، وفلسفته للكون والحياة جوهرها الكرامة والحرية الإنسانية بعيدا عن المصلحة الشخصية والطموحات والتطلعات الذاتية فها هو يتطلع لحلم الحرية والكرامة. وتبدو معالم هذا الاغتراب الثقافي لدى الشاعر سامي أبو بدر في قوله في قصيدة (ترانيم): (عندما حل المساء/ وضمنا حلم يحاصر حلمنا/ حين احتسينا/ جرعة الموت المقنع بالحياة/ وحينها سالت دموعك/ تنبت الآلام في أرجاء قلبي/ تحرق الآمال فيّ). وقوله في قصيدة (الوعد): وأبكى نهرنا جرحٌ/ فأمسى النهر مهمومًا/ يغالب دمعه القاني/ غدوت أسئل الماضي: أكنت حقيقة؟ أم أنك الوهم/ الذي كتبت أنامله/ نهاياتي؟) ويقول في قصيدة (ترانيم): (آمنت بالفجر المبين/ فقلت: لا تحزن / وهون من بكائك يا بني/ الفجر قد ثقلت به رحم الظلام/ وراح ليلك يكتسي منه/ ترانيم الرحيل/ وغاب في جو السماء/ نعيب سجاني الشقي). وقوله أيضاً في نفس القصيدة: (... إني سمعتك تصرخين:/ أيا بني.. / قم يا بني.. / تاهت معالمنا هنا بين الخطايا والبلايا/ واستطاب العجز/ نهشا في بقايا بائس/ أضناه في عمر الصبا/ جبن خفي/ والروح تلعق صبرها/ من كل آه في خلايانا/ التي باتت يصارعها الأسى.. / قم سجل الأعذار في أم الكبائر/ واطوها في نهرنا/ فلعلنا نئد النواح/ وعل هذا الجمر يطفئه/ فرات النهر/ يحمله عن القلب الطوي).
ومن أبرز مظاهر الاغتراب في ديوان (ساعة من ليل)؛ (الاغتراب النفسي، الاغتراب المكاني، الاغتراب الثقافي) وفيما يأتي بيان لهذه المظاهر: - الاغتراب النفسي: ظاهرة الاغتراب، وظاهرة الغربة والحنين ظاهرتان متلازمتان، والشاعر سامي أبو بدر يتعمد التخفيف من وجع الغربة، والتقليل من آثارها، بالالتحام والاتحاد بالوطن، يحزن ويتألم نفسيا لفراقه، وما قد يصيب الوطن من شدائد. وتتضح معالم الاغتراب النفسي في مطلع ديوان (ساعة من ليل) في القصيدة الأولى (أنين) حيث يقول أبو بدر: (لا تستغيثي واكتمي الآلام إني عاجز/ أنا لا أجيد سوى البكاء/ هذا زمانٌ لا يقارن بالزمان/ ولا تعاتبه الجراح/ وحلمنا الوردي بات مهلهلا في زحمة الأشواك والآهات، والدرب الذي غامرت في أرجائه معكِ/ ابتهاجا بالصبا/ هجرته أحلامي التي كانت تحلق في الفضاء). وقوله في نفس القصيدة أيضاً: (أكذوبة/ تلك الحكايات/ التي كنا نسافر في معانيها/ لتبهرني وتوهمني/ بأنكِ رهن أحلام تسلقها الفؤاد/ اليوم يسقط عن قساوتكِ القناع/ الآن تعصف بي حقيقتكِ/ التي باتت تجاهر بالشقاق وبالجفاء). وقوله: (إني سئمت تألمي/ منْ لي يُهوِّن من جراحاتي/ التي باتت تؤرقني) وقوله (أصداء آهاتي يغالبها الهوى/ ويملها قلبٌ يفتش في دهاليز الظلام عن الصباح).
الفوائد من الحديث: 1- الحديث أصل في باب التوبة والحث عليها. 2- أن الذنوب وإن عظمت إذا استغفر الإنسان ربه منها غفرها الله له. 3- فضل الدعاء والرجاء في طلب المغفرة. 4- فضل التوحيد ، وأنه سبب لمغفرة الذنوب؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 116]. 5- الحديث يبين ضعف الإنسان، وكثرة ذنوبه، وعِظَمَ الله وسَعةَ رحمته. تم الكلام على ما أردناه من جمع كلام أهل العلم في هذه الأربعين النووية، ولله الحمد، وأسأله تعالى أن يتقبله مني، وأن ينفعني به في الدنيا والآخرة. وقد تم هذا الجمع بعون الله تعالى في يوم الأحد الخامس عشر من صفر سنة ألف وأربعمائة وثلاث وعشرين للهجرة. يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي||أحاديث نبوية - YouTube. ومن كان عنده علم فليرشدنا إليه، ومن رأى في كلامنا زيغًا أو نقصًا وخطأ، فليُهْدِ إلينا الصواب، نشكر له سعيه، ونقابله بالقبول والإذعان، والانقياد والتسليم، والله أعلم، وهو الموفق [4]. [1] شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد (131)، شرح الأربعين النووية لابن العطار (192). [2] الجواهر اللؤلؤية شرح الأربعين النووية (377). [3] قواعد وفوائد من الأربعين النووية (357).
وأفضل أنواع الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثني بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيح: (سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة). ومن صيغ الاستغفار العظيمة ما ورد في الحديث الصحيح عند الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف).
المصدر: شرح الأربعين النووية [الحديث الثاني والأربعون] ص [533-537]- طبعة دار العاصمة. ([1]) أخرجه الترمذي (3540), والطبراني في الأوسط (4/315) من حديث أنس – رضي الله عنه -, قال أبو عيسى: ((هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه)), وأخرجه من حديث أبي ذر – رضي الله عنه -: أحمد في مسنده (5/ 148), والدارمي (2788), والبزار (9/ 403), والحاكم في المستدرك (4/ 269), وقال: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)). ([2]) أخرجه ابن ماجه (4250), والطبراني في الكبير (10281), والبيهقي في الكبرى (10/154), وأبو نعيم في الحلية (4/210) من حديث ابن مسعود – رضي الله عنه -, قال المنذري في الترغيب والترهيب (4/84): ((ورواة الطبراني رواة الصحيح))اهـ. وللحديث شاهد من حديث ابن عباس – رضي الله عنه – أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (5/ 436). يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء - اذاعة القرآن الكريم من نابلس -فلسطين. ([3]) أخرجه بهذا اللفظ الإمام أحمد في المسند (3/ 491), والدارمي في سننه (2731), وابن حبان في صحيحه (2/ 401), والطبراني في الكبير (210), والحاكم في المستدرك (4/268) من حديث واثلة بن الأسقع – رضي الله عنه -. وأخرجه البخاري (7405), ومسلم (2675) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – وليس فيه: ((فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ)).
تاريخ النشر: الخميس 27 رمضان 1443 هـ - 28-4-2022 م التقييم: رقم الفتوى: 457531 108 0 السؤال أنا أمّ لثلاثة أطفال، وزوجة لزوج عظيم، يحبّني، ولا يبخل علينا بشيء، وقعت في المعصية، وتعرفت إلى شخص عن طريق الإنترنت، ومارست معه الفاحشة أكثر من مرة، وبعت له ثلاث قطع من ذهبي؛ لأنه محتاج للمال، وتوجّهت التهمة تلقائيًّا لأخي زوجي؛ لسوء سلوكه. أشعر بالخزي من نفسي، والندم الشديد، وأريد التوبة، وأنا حاليًّا أصلح من حالي، وأتقرّب من الله، ومن زوجي، وأولادي، وأشعر بالذنب دائمًا، وأن الله لن يغفر لي، وأبكي خوفًا من الله، فماذا أفعل مع زوجي، فهو لن يسامحني أبدًا؟ وماذا أفعل كي تقبل توبتي؟ الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فمن رزقها الله زوجًا صالحًا يحسن عشرتها؛ فقد أنعم الله عليها بنعمة عظيمة، وحقّ النعمة أن تُشكَر لا أن تُكفَر. ولا ريب في أنّ وقوعك في الفاحشة؛ من أشد أنواع كفران النعمة، ومن أفحش الذنوب، وهو خيانة للأمانة؛ فالمرأة مؤتمنة على عِرض زوجها، وماله، قال تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ {النساء:34}، قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: قال السدي، وغيره: أي: تحفظ زوجها في غيبته في نفسها، وماله.
قال: ((يَا ابْنَ آَدَمَ لَو بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ)) يعني: من كثرتها وتراكمها بلغت عنان السماء, أي: السحاب العالي. قال: ((ثُمَّ استَغْفَرْتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ)) وهذا مما يجعل العبد المنيب يحب ربه – جل جلاله – أعظم محبة؛ لأن الله العظيم الذي له صفات الجلال والجمال والكمال, والذي له هذا الملكوت كله, وهو على كل شيء قدير, وعلى كل شيء وكيل, من عظيم صفاته وجليل النعوت والأسماء يتودد إلى عبده بهذا التودد, لا شك أن هذا يجعل القلب مُحِبًّا لربه – عز وجل -, متذللاً بين يديه, مؤثرًا مرضاة الله على مرضاة غيره – سبحانه وتعالى -. قال: ((يَا ابْنَ آَدَمَ لَو بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ استَغْفَرْتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ)) وهذا فيه الحث على طلب المغفرة؛ فإنك إذا أذنبت فاستغفرت, فقد ثبت في الحديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((مَا أَصَرَّ مَنْ اسْتَغْفَرَ وَإنْ عَادَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةٍ)) ( [4]), فمع الاستغفار والندم يمحو الله – جل جلاله – الخطايا.
- قال اللهُ تعالى: يا ابنَ آدمَ! إِنَّكَ ما دَعَوْتَنِي ورَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لكَ على ما كان فيكَ ولا أُبالِي يا ابنَ آدمَ! لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لكَ ( ولا أُبالِي ( يا ابنَ آدمَ! لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرضِ خطَايا ثُمَّ لَقِيْتَني لاتُشْرِكْ بِيْ شَيْئًَا لأتيْتُكَ بِقِرَابِها مَغْفِرَةً. الراوي: أنس بن مالك | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الترغيب | الصفحة أو الرقم: 3382 | خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره | التخريج: أخرجه الترمذي (3540) واللفظ له، وأحمد (13493) مختصراً بمعناه.
◙ بقراب الأرض: أي ما يقارب مِلأها، أو مِلْئِها. شرح الحديث: ((يا بن آدم)) الخطاب لجميع بني آدم، ((إنك ما دعوتني ورجوتني)) ما شرطية بمعنى متى دعوتني ورجوتني، ((غفرت لك على ما كان منك)) من المعاصي، وإن تكررت وكثرت، وهذا مصداق قوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]. ((ولا أبالي))؛ أي: لا يعظم عليَّ كثرتها، قال الطيبي في قوله: ((ولا أبالي)): أي لا يسأل عما يفعل. ولله در القائل: إذا كنتَ الكريمَ فلا أبالي ولو بلغَتْ ذُنوبي القَطْر عدَّا فكم مِن مُذْنبٍ في الناس مثلي بعفوك مِن لهيب النار عدَّا ((يا بن آدم، لو بلغت))؛ أي: وصلت (( ذنوبك عنان السماء))؛ أي: سحابها، وقيل: ما علا منها؛ أي: ظهر لك منها إذا رفعت رأسك إلى السماء. ((ثم استغفرتني))؛ أي: طلبت مني مغفرتها بصدقٍ وإخلاص وافتقار، ((غفرت لك)) إياها غير مبالٍ بكثرتها؛ وذلك لأن كرم الله تعالى وفضله ورحمته لا تتناهى؛ فهي أكثر وأوسع مما ذكر. ((يا بن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا))؛ أي: ما يقارب ملأها، وقيل: يملؤها، وهو أشبه؛ لأن الكلام في سياق المبالغة، ((ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا))؛ أي: معتقدًا توحيدي مصدقًا بما جاءت به رسلي، ((لأتيتك بقرابها مغفرةً))، وهذا يدل على فضيلة الإخلاص، وأنه سبب لمغفرة الذنوب.