عمره فيما أفناه! للعلامة الشنقيطي - YouTube
بقلم: الشيخ محمد الشملول إمام وخطيب مسجد البديع بأكتوبر إن الوقت هو الحياة، وأوقاتنا هي رأس مالنا في هذه الدنيا، وعليها نحاسَب حينما نقف أمام الله عز وجل، والوقت كنز، فلا ينبغي لعاقل أن يفرط في كنزه الذي لا يعوَّض ولا يكرَّر مرة ثانية، وهو مع طول الإنفاق سينفد، فلا تبذله إلا بحقه. والناس أمام هذا الكنز صنفان: الأول: صنف ينفق ببذخ، وبلا حكمة ولا تخطيط ولا يضع المال في موضعه، فلا ينجز به شيئاً، وهذا الصنف لا يجني من وراء رأس ماله إلا الندم يوم لا ينفع الندم، ولو عاش صاحبه ألف عام فهو نكرة من النكرات، ونحتاج كثيراً من الوسائل حتى نصل إليه، فهو ميت وإن سار بين الأحياء. الثاني: لا ينفق من كنزه إلا بحقه، ولا يفرط فيه بأي حال، فهذا محمود العواقب عظيم الإنجاز، عبقري في الاستثمار، رابح في التجارة، مأجور من الله عز وجل، محمود في التاريخ. فالصنف الأول غافل، وفي مثل هذا روى ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي ﷺ قال: "نعمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ". عمرك فيما أفنيته؟. [صححه البخاري]، والمغبون هو الذي لا يقدّر الأمور قدرها فيشتري الشيء بأغلى من ثمنه، ويبيعه بأقل من ثمنه. والصنف الثاني يقِظ، يربط نفسه بالأهداف العظام، لأنه يحسن استغلال وقته، ويعلم أن وقته مزرعة للآخرة، وأن إحسانه فيه هنا سيكون سبب نجاحه في الإجابة هناك، حينما يقف أمام الله ويُسأل، فقد روى الترمذي بسند صحيح عن أبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيمَ أفناه؟ وعن علمه فيمَ فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه؟ وعن جسمه فيمَ أبلاه؟".
اهـ. فمن رُزق البركة في عمره أمدَّ الله له أجر حياته بعد موته، ويكون ذلك بسبب ما أنجزه في دنياه، وتركه ينفع العباد والبلاد مثل من يترك علماً ينتفع الناس به، ترى العالِم قد مات منذ زمن بعيد وتصل إليه الدعوات كلما ذُكر اسمه. عن عمره فيما افناه وعن شبابه. فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثاني ولأجل هذا، نذكر نماذج لقوم عرفوا قيمة العمر، وارتفعت قيمته بيقظتهم، نذكرها والبعض يتفنن في قتل وقته وضياع عمر، خاصةً أننا أصبحنا نسمعها صراحة: ماذا تفعل؟ الجواب: أضيّع وقتي. نذكر هذه النماذج؛ حتى نعلم أن العمر الحقيقي للإنسان ليس هو السنين التي يقضيها منذ ولادته إلى وفاته، إنما عمره بقدر ما يكتب في رصيده عند الله من عمل الصالحات وفعل الخيرات. النموذج الأول: محمد بن جرير الطبري قال الخطيب البغدادي: سمعت ابن عبيد الله بن عبد الغفار البغوي يحكي أن محمدًا بن جرير الطبري، المتوفى سنه 310هـ عن ثلاث وثمانين سنة، مكث أربعين سنة يكتب في كل يومٍ أربعين ورقة، أي كتب ما يساوي 585600 ورقة، فكيف تم له هذا إلا باستغلال وقته؟ النموذج الثاني: ابن الجوزي، وهذا سبط ابن الجوزي أبو المظفر، يقول عن جده: "وسمعته يقول على المنبر في آخر حياته: كتبت بأصبعي هاتين ألفي مجلدة، وتاب على يدي مئة ألف تائب، وأسلم على يدي عشرون ألفًا.
قال رسولَ الله صلى الله عليه وسلم "لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ، عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ". المعنى أنَّ الإنسانَ لا تزولُ قدمَاهُ عن موقفِ الحسابِ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عن أربعٍ، يُسألُ عن عُمُرِهِ فيما أفناهُ أي ماذا عملتَ منذُ بلغتَ، ويُسألُ عن جسدِهِ فيما أبلاهُ فإنْ أبلاهُ في طاعةِ اللهِ سَعِدَ ونجا مع النَّاجينَ وإنْ أبلَى جَسَدَهُ في معصِيَةِ اللهِ خَسِرَ وهَلَكَ، ويُسأَلُ عَنْ عِلْمِهِ ماذَا عملَ فيهِ، ومنْ أهْملَ العملَ بعدَ أنْ تعلّمَ خَسِرَ وخابَ وهلكَ، وكذلكَ منْ لا يتعلّمُ فهوَ أيضًا من الهالكين. فهل فكرت في عمل دراسة جدوى لعمرك لتعرف أين المكاسب؟ وأين النفقات؟ ثم ما حال الربحية؟ كل الذي يأمله الانسان ان يغادر هذه الدنيا والله راض عنه، قال حكيم مؤمن "اللهم فارض عني فإن لم ترض عني فاعف عني فإن لم نستحق مقام الرضا فامنحنا مقام العفو" أسوق هذا الكلام بعد ما ورد لدي من معلومة أن ممرضة استرالية ألفت كتابا عنوانه "أكثر خمسة أشياء نندم عليها عندما نكبر" في هذا الكتاب معالم مهمة تبين كيف ان الانسان يستعد عند الكبر فيسأل نفسه قبل وفاته عن أبرز الأشياء التي ندم على فعلها أو على عدم فعلها لو عادوا إلى سن الشباب.
حاز الشيخ ناصر بن عبدالعزيز أبو حبيب الشثري، من الفضل أكثره، ومن الوفاء أكمله، ومن العطاء أجمله، ومن الصدق أمثله، فكان محل ثقة ملوك بلادنا، لما لمسوه فيه وما خبروه من عميق انتمائه، وحقيق ولائه، ولم يكن لقب (مستشار الملوك) كثيراً عليه، لما يتمتع به من الرأي الناصح والحكمة والأناة والحلم والرأي السديد، إذ كان يُكلف -رحمه الله- من الملوك بحل المعضلات وإصلاح ذات البين وعتق الرقاب من القصاص وحل المشاكل المعقدة، وكان همزة الوصل بين المواطنين والحاكم. ولد المستشار الشثري عام ١٣٤٧هـ، في محافظة الرين التابعة لمنطقة الرياض عندما كان والده قاضيا بها، حيث ترعرع في كنف والده ووالدته. وعندما انتقل والده إلى الرياض أكمل تعليمه في كلية الشريعة واللغة العربية بالرياض حتى تخرج منها ليعين بعد ذلك في عام 1373هـ معلما في المعهد العلمي بالرياض قبل أن ينتقل للعمل رئيسا للشؤون الدينية بالحرس الوطني عام 1381هـ وهو من أسسها. وصدر أمر ملكي بتعيينه مستشارا بالديوان الملكي بمرتبة وزير في عام 1399ه، واستمر في هذا المنصب حتى وفاته عام 1442ه. عرف، يرحمه الله، بالكرم والجود ومساعدة المحتاجين دون رياء، وكان باب منزله مفتوحا لأهل الحاجات من المواطنين وغيرهم، وحلقة وصل بين الحاكم والمحكوم يسمع شكاوى الناس ويسعى في حل مشاكلهم، يقف بجانب الضعيف ويشفع للمحتاج ويرشد كل من يقصد مجلسه العامر من الأمراء والعلماء والوجهاء والمواطنين وأصحاب الحاجات، سفرته ممدودة يرحب بالناس ويدعوهم لمشاركته طعامة طوال حياته ولم يغلق بابه عن أحد.
أعلنت عائلة المستشار في الديوان الملكي السعودي الشيخ ناصر بن عبد العزيز الشثري، المعروف بـ"مستشار الملوك"، وفاته مساء الخميس بعد صراع مع المرض. وكتب نجل الراحل، أحمد الشثري، عبر حسابه في موقع تويتر: "انتقل إلى رحمة الله تعالى والدي الغالي معالي الشيخ ناصر الشثري، تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته". كما نشر حساب عائلة الشثري تغريدة مماثلة، مضيفاً: "سوف تكون الصلاة على الوالد معالي الشيخ ناصر الشثري اليوم الجمعة الساعة الخامسة والنصف بعد العصر". إنا لله وإنا إليه راجعون انتقل إلى رحمة الله تعالى معالي الشيخ #ناصر_الشثري نسأل الله أن يغفر له ويرحمه وأن يسكنه فسيح جناته. - — أسرة الشثري (@Shathri_family) June 10, 2021 وعاصر الشثري عدداً من ملوك السعودية، بدءاً من الملك خالد إلى الملك فهد والملك عبد الله، وصولاً إلى الملك سلمان، حتى أُطلق عليه لقب "مستشار الملوك". وزار الملك سلمان الشيخ الراحل الشثري أكثر من مرة بعد طول معاناته من المرض. كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية فيديو لزيارة أجراها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للشثري في عيد الفطر الماضي. والشيخ الشثري هو ابن الشيخ المعروف عبد العزيز الشثري، ووالد الشيخ سعد الشثري عضو هيئة كبار العلماء في المملكة، والمستشار في الديوان الملكي، وعاصر عدداً من ملوك المملكة بدءاً من الملك خالد إلى الملك فهد والملك عبد الله وصولاً إلى الملك سلمان.