ركّب سبع الليل صورة أعداء الوطن، وهو وصف الضابط على أولئك النشطاء، فبرّر له المصطلح حجم التعذيب الذي كان يُصب على الإنسان المصري. شاركت في الفيلم نخبة من نجوم السينما المصرية، وبالذات جميل راتب وصلاح قابيل، كانوا يمثلون قيادات الحركة الوطنية أو رموزها. الطبقة البرجوازية في السعودية. ما هي الحركة الوطنية؟ هل ممكن أن نؤدلجها؟ ما هو الفارق بينها وبين تحوّل الناشط إلى كادر أيديولوجي يخدم حزبه، إسلامياً أو يسارياً؟ هذه حكاية طويلة وسؤال صعب، لكن الجامع هنا هو في المشروع الحقوقي والسياسي والمعيشي الذي يُضحّي من أجله النشطاء. يبعث فيلم "البريء" رسالة أن الوفد الحقوقي الدولي كان متواطئا في الصورة الكاملة عن مصر، بسبب الرعاية الغربية للنظام كان رشاد عويس (صلاح قابيل) منظّراً للحراك الوطني، وكان يضيق بحجم الإذلال في المعتقل، فرتب خطة للهروب، كان الحارس المناوب فيها سبع الليل، تعثر أمل الحرية بمأساة قاسية. مات رشاد عويس تحت خنق يدي المجند سبع الليل، استُخدم سبع الليل لقتله، في الوقت الذي تنطلق مساحة الأجنبي وعدو الوطن الخارجي إلى داخل مصر، ليغتال الفدية التي قُدمت لجهله الأعمى، ففتك بالأحرار وسلم منه ومن مفارز الأمن والجيش عدو الوطن الخارجي.
فالعبادة في زمن الغفلة تكون أشق على النفوس وتعتبر من أفضل الأعمال.
فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة الحديد آية 10: "لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَل"، وإن الهجرة بهذا الأجر العظيم لا تتجلى فقط من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، وإنما هجرة إلى النبي عليه الصلاة والسلام، لهذا فقد قال كهجرة إلي، فإن عبادة الإنسان في الهرج لها أجر عظيم لأن هذا الإنسان يعيش في زمن يتخلله: في زمن الفتن واختلاط الأمور. الزمن الذي تكثر فيه الشهوات. حديث (العِبادَةُ في الهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إليَّ) | موقع سحنون. فيه خفاء كثير من الأحكام على الناس. ففي الوقت الذي يسيطر فيه الاضطراب والجها يتمكن هذا المؤمن من معرفة الله وعبادته، حيث أن الناس في هذه البيئة ينشغلون عن العبادة، حيث أن عقولهم تغيب ويعيشون في غفلة، ولهذا فقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام في شهر شعبان: "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ". أما الشق الثاني الذي سنتطرق إليه هو العبادة وقت الغفلة وانتشار المعاصي: حيث أن نبينا عليه الصلاة والسلام أوضح بأن العبد إذا ترك العبادة في أوقات الغفلة غدا كعامة الناس أي من الغافلين، فقال رسولنا الكريم: "شهر يغفل الناس عنه". قال الحافظ ابن رجب الحنبلي- رحمه الله: «وفيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل، كما كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشاءين بالصلاة، ويقولون هي ساعة غفلة، ولذلك فضل القيام في وسط الليل لشمول الغفلة لأكثر الناس فيه من الذكر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن»، ولهذا المعنى كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يُؤخر العشاء إلى نصف الليل، وإنما علل ترك ذلك لخشية المشقة على الناس، ولما خرج على أصحابه وهم ينتظرونه لصلاة العشاء، قال لهم: «ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم».
فالناس - أيها الناس - في زمن الفتن يبتعدون عن الدين أو يغفلون؛ وسبب ذلك انشغالهم بالأحداث الجارية؛ إذ يشغلون بها تفكيرهم وألسنتهم، ومجالسهم وأسواقهم، واجتماعاتهم ومناسباتهم إلا من رحم الله، الجميع - إلا من قلَّ - مشغولون عن الله وعن عبادته، فالعابد المتمسك بدينه في مثل هذه الشواغل له أجر المهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
عن الموسوعة نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم