تجدر الإشارة إلى أن منطقة نجران كانت موطن كتب الرسول التي أرسلها لأهل نجران مكتوبة باللغة العربية، الأمر الذي يؤكد على أصول تلك المنطقة العربية، حيث لم تذكر أي مصادر أنه تم ترجمة الكتب المرسلة من الرسول إليهم، حيث أن اللغة العربية الفصحى كانت اللغة الأصلية لأهالي منطقة نجران، بجانب ذلك فإن نجران تتميز بتنوع موروثها الثقافي والفكري.
أصدرت جامعة نجران ممثلة في عمادة التعليم الإلكتروني والتعلم عن بُعد المصدر تصفّح المقالات
يُكرَه العبثُ ومن صور العبث فرقعةُ الأصابعِ في الصلاة، فعن شعبةَ مولى ابن عبَّاس قال: صلَّيت إلى جنب ابن عبَّاس، ففقَّعت أصابعي, فلما قضيتُ الصلاةَ قال: لا أمَّ لك! تفقع أصابعك وأنت في الصلاة؟! رواه ابن أبي شيبة (2/344) وقال الألباني في ((إرواء الغليل)) (2/99): سنده حسن. كذلك مِن صُور العبثِ في الصَّلاة كثرةُ تعديل لباسه من غترة وعقال ونظر إلى الساعة وغير ذلك. وقال ابن بازٍ: (أو حركات غير مشروعة فيها، كالذي يحدث من البعض عبثًا؛ من كثرة تعديل لباسه من غترة وعقال ونظر إلى الساعة أو تمسيح شعر لحيته ونحو ذلك بعد الإحرام بها، كلُّ هذا مما ينافي الخشوع الذي هو لبُّ الصلاة ورُوحها، وسببُ قبولها، أو ينقصه أو يضعفه) ((مجموع فتاوى ابن باز)) (12/9). وقال ابن عثيمين: (الحركةُ المكروهةُ: وهي الحركة اليسيرة بلا حاجةٍ، هي مكروهة، لأنَّها عبثٌ منافٍ للخشوع، كما نشاهده في كثير من الناس ينظرُ إلى السَّاعة وهو يصلِّي، أو يصلح غترته، أو يذكِّره الشيطان وهو في صلاته أمرًا نسيه، فيخرج القلم ويكتب الذي نسيه؛ لئلا يضيِّعه بعد ذلك، وأمثلتها كثيرة). فتاوى متنوعة. ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (12/503). في الصَّلاةِ. الأدلَّة: أوَّلًا: من السُّنَّة عن عليِّ بنِ عبد الرَّحمنِ المعاوي قال: ((رآني عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهم وأنا أَعبَثُ بالحَصباءِ في الصَّلاة، فلمَّا انصرَف نَهاني، وقال: اصنعْ كما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصنَعُ، فقلت: وكيف كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصنعُ؟ قال: كان إذا جلَسَ في الصَّلاة وضَعَ كفَّه اليُمنى على فخذِه اليُمنى، وقبَض أصابعَه كلَّها، وأشار بإصبعِه التي تَلِي الإبهامَ في القِبلة، ورمَى ببصرِه إليها أو نحوها، ووضَع كفَّه اليُسرى على فَخذِه اليُسرى، وقال: هكذا كان يَفعلُ)) رواه مسلم (580).
ليس هذا الكتاب موجه إلى شخص ابن باز، ففي مجال الفقه والعقيدة والفكر بشكل عام، لا يمكن الخطر في ذات الأشخاص، إنما في طرحهم وأفكارهم. هذا الكتاب لقد كان الدافع الأكبر الذي دفعني هو الواقع الفكري الذي يسود الحركة الإسلامية في بقاع كثيرة من العالم بسبب التبلبل في العقيدة الإسلامية، والافتراء عليها من خلال تضييق رحابتها وخنق سعة صدر هذه الشريعة السمحاء وقصرها على أهواء ومصالح الحكام أينما وجدوا. فمن خلال محاولة تطويع بعض الأحكام والتحايل عليها لاستدراك مصلحة النظام القائم وترويض عقول البشر نحو التوجه فيما يلائم طبيعة الحاكم، نرى فيه اكبر الجرائم التي بتنا نحصد ويلاتها في مجتمعنا الإسلامي.
وإنسان هذه مهمته، عليه أن يعرف ربه حق معرفته، ويعبده حق عبادته، ليحقق الغاية من خلقه. فتاوى ابن باز في الصلاة يكون. والحق أن دائرة العبادة التي خلق الله لها الإنسان، وجعلها غايته في الحياة، ومهمته في الأرض، دائرة رحبة واسعة، تعني الالتزام بما شرعه الله أمراً ونهياً، مع كمال الذل وكمال الحب لله، لأنها تقتضي أن يخرج الإنسان من الخضوع لهواه إلى الخضوع لشرع مولاه. فهي مفهوم شامل، يدخل تحته شعائر الإسلام الظاهرة، من صلاة وصيام وزكاة وحج، وغير ذلك من ألوان العبادات. والنفس الإنسانية تميل بالفطرة، إلى اتخاذ أشكال ظاهرة للتعبير عن مشاعرها المضمرة، فإذا أضمرت النفس الإيمان، فإنها لا تهدأ حتى يتحول ما بداخلها إلى سلوك ظاهر تدركه الحواس عند ذلك تطمئن وتستريح لأن ما تم في النفس عُبر عنه في الحس. وعلى هذا الأساس الفطري أقام الإسلام شعائره التعبدية كلها، ومن ذلك الصلاة، فهي لا تؤدى بمجرد النية، ولا بمجرد التوجه الروحي، بل يصحب ذلك التعبير الظاهر، من قيام واتجاه إلى القبلة، وتكبير وقراءة، وركوع وسجود.. فإذا كان الإيمان اعتقاد بالجنان، فالصلاة هي البرهان الحسي الظاهر، على ما استقر في قلب الإنسان، بها يحدث التوازن بين الظاهر والباطن.
وفي كل الأحوال يجب عليك أن تحرص على أداء الصلاة في وقتها المحدد لها شرعا، واعلم أن ترك الصلاة من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وأن إثم ذلك عند الله تعالى أعظم من إثم الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، بل قد رأيت أن بعض العلماء ذهب إلى كفر من يترك الصلاة عمدا، فهل يرضيك أيها الأخ أن يكون انتسابك لهذا الدين الحنيف محل خلاف بين العلماء، فحذار حذار أن تعرض نفسك لغضب الله تعالى وسخطه وعقوبته في الدنيا والآخرة.
أمرنا الله أن نصلي عليك، فكيف نصلي عليك -وفي لفظ قال: في صلاتنا- قال: قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم،...
رواه أبو داوود. ولا يجوز تعمد تأخير الصلاة من غير عذر إلى وقت الضرورة, والفجر لها وقت اختيار ووقت ضرورة عند كثير من العلماء، ولمعرفة وقت الضرورة من الاختيار للصلوات الخمس نحيلك إلى الفتويين رقم: 32380 ورقم: 124150 وسيظهر لك أنه ليس كل صلاة يمتد وقتها إلى دخول الأخرى, وأما جمعك للظهر والعصر جمع تأخير لكونه الأيسر لك مع استطاعتك جمعهما جمع تقديم فلا حرج عليك في ذلك, ولا حرج عليك في أداء العشاء جمع تقديم بعد المغرب ما دمت مسافرا. والله أعلم.