أي: قريب من سبع أو ثمان ساعات في الشتاء، هذا مآله إلى الترك، لكن عليه أن يقطع الطريق على الشيطان من أول الأمر ولا يلتفت إليه، ولو بقي شيء في نفسه، فالأمر -ولله الحمد- ميسر، كان-عليه الصلاة والسلام- يتوضأ بالـمُـد، ويغتسل بالصاع [البخاري: 201] ، بعض الموسوسين لا يكفيه لا برميل ولا اثنين ولا ثلاثة! –نسأل الله العافية-، فهو على حد زعمه وحُسن قصده أنه يُحسن وهو في الحقيقة مُسِيء إلى نفسه، وفي النهاية لا بد أن يَترك؛ لأن هذا أمر يشق وقد لا يُطاق في وقت من الأوقات، فعليه من أول الطريق أن يَقطع الطريق على هذا الشيطان الموسوس، ويُكثر من الاستعاذة بالله منه، ويبني حينئذٍ على الأكثر، إذا تردد هل غسل العضو مرتين أو ثلاثًا؟ يجعلها ثلاثًا، ولا يعيد بعد ذلك، بعضهم يقول: إنه توضأ فمسَّ الباب فتنجَّس! الوسواس في الصلاة. ما الذي جعله يتنجَّس؟! وهذه الأمثلة تُضرَب للتنفير من الوسواس؛ لكي يحرص الإنسان على أن يتخلص منه بأي وسيلة. ومدرس يقول: في آخر أيام الدراسة عندما قلَّ عدد الطلاب قال لي مدرس آخر: هات طلابك مع طلابي، أو خذ طلابي مع طلابك، فقلتُ له: لا بأس، ثم خُيِّل لي أنه قال لي: أَطَلَّقْتَ زوجتك؟ فقلت: نعم! فوصل الحد إلى هذا، وأكثر ما يكون الوسواس في: الوضوء، والصلاة، والطلاق، وهذا في أول الأمر قد يكون باعثه الحرص على براءة الذمة، لكن الحرص الذي لا يُقيَّد بقيد الشرع، وزمام الشرع، وخطام الشرع، هذا لا ينفع، وهذا هو الاحتياط الذي يوقع في المحظور، والذي يقول عنه شيخ الإسلام: الاحتياط في ترك هذا الاحتياط.
وعلى هذا عليك ألَّا تلتفت إلى ما يُمليه عليك الشيطان، بل عليك أن تقطع الوسواس من أوله، وتسعى في مخالفة الشيطان، وأن تنتبه وتُحضر ذهنك أثناء العبادة، وأثناء الوضوء، وأثناء الصلاة، وتُقبل على صلاتك وتخشع فيها وتتدبر ما تقرأ، وبذلك ينقطع الوسواس -إن شاء الله تعالى-. وتوجيهنا –أيضًا- لمن حول هذا الشخص المبتلى بالوسواس أنه ينبغي أن يراقبه في أول الأمر، ثم يقول له: اتقِ الله، أنت زدتَ على ما شرع الله في غَسل الأعضاء، وخرجتَ من حيّز السُّنة إلى البدعة، فأنت آثم إذا غسلتَ العضو أكثر من ثلاث مرات، ويُخوِّفه بالله، ولو اقتضى الأمر إلى أنه يؤطر على هذا، كأن يُقفل الماء إذا فرغ من الوضوء الشرعي؛ ليُعان على نفسه، المقصود أن من حوله عليهم أن يبذلوا له النصح بالتوجيه وبالمراقبة، إلى أن يستطيع التخلص من هذا الوسواس.
في الصلاة أيضًا: دائمًا ابن على اليقين، كبّرتَ للإحرام، ودخلت في الصلاة، وبعد ذلك جاهد نفسك على ألَّا تدخل عليك هذه الأفكار الشيطانية - كما تفضلت - واحرص على الصلاة مع الجماعة، هذه أسس علاجية ممتازة جدًّا. أريدك وأنت خارج الصلاة أن تحقّر هذه الأفكار، أن تقول لنفسك (هذه فكرة حقيرة، هذه وساوس أنا لن أتبعها، أنا صلاتي صحيحة، أنا الحمد لله توضأت الوضوء الصحيح... الوساوس في الصلاة. ) وهكذا. إذًا هذا هو المطلوب منك، وأيضًا أنت حقيقة محتاج لتناول دواء، هذا النوع من الوساوس يستجيب للعلاجات الدوائية بصورة ممتازة جدًّا، وبما أنك تبلغ سِنّ الثامنة عشر فلا توجد أي مخاطر من تناول الدواء. إذا استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي هذا سوف يكون أمرًا جيدًا، وإذا لم تستطع أن تذهب إلى الطبيب فتحدث مع والديك لتستأذنهم في أنك تحتاج لتناول أحد الأدوية المضادة للوساوس، والدواء يمكن أن يكتبه لك أي طبيب، حتى طبيب الرعاية الصحية الأولية.
سادسًا: أكثِرْ من تلاوة القرآن، وخاصَّة المعوذتين، وآية الكرسيِّ، والفاتحة، وتلاوة سورة البقرة في البيت؛ فإنَّ قراءتها تطرد الشيطان من البيت؛ كما صحَّ عن الصادق المصدوق، وكذلك عليك بالمحافظة على أذكار الصَّباح والمساء، وأذكار النوم، وغيرها، مع الإكثار من التضرُّع، والالتجاء لله - تعالى - أن يصرف عنك الشيطان، وأن يُتِمَّ عليك صلاتك وإيمانك، فلن يُخَيِّبَ رجاءَك، واحذر من اليأس من رحمة الله ولطفِه بك؛ فإنَّه أرحم الراحمين: ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 100]. سابعًا: التوبة النصوح، وكثرة الاستغفار؛ فرُبَّما تكون تلك الوساوس بسبب بعض الذُّنوب. ثامنًا: احرص على إفراغ قلبك قبل الإحرام بالصَّلاة من الشواغل الدُّنيوية، والحاجات البدَنيَّة، وكل ما يَهُمُّك، مع المُجاهدة لكلِّ ما يرِدُ على قلبك، وقطع الطريق على الأسباب الشاغلة التي هي أصل الدواء، فلا تترك لنفسك شُغْلاً يلتفت إليه خاطرُك؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى": "وأمَّا زوال العارض فهو الاجتهاد في دفع ما يُشغِل القلب من تفكُّر الإنسان فيما لا يُعِينُه، وَتَدَبُّر الجواذب التي تجذب القلب عن مقصود الصَّلاة، وهذا كل عبد بِحَسبه؛ فإنَّ كثرة الوسواس بحسب كثرة الشبهات والشهوات، وتعليق القلب بالمحبوبات التي ينصرف القلب إلى طلبها، والمكروهات التي ينصرف القلب إلى دفعها".
وفيهما عنه أيضًا قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا نُودِيَ بالصلاة، أدبر الشيطان وله ضُرَاطٌ؛ حتى لا يسمع الأذان، فإذا قُضِيَ الأذانُ أقبل، فإذا ثُوِّبَ بها أدبر، فإذا قُضِيَ التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا وكذا؛ ما لم يكن يذكر، حتى يظلَّ الرجُلُ إن يَدْرِ كم صلى، فإذا لم يَدْرِ أَحَدُكُمْ كَمْ صَلَّى - ثلاثًا أو أربعًا - فَلْيَسْجُدْ سجدتين وهو جالسٌ)). ثانيًا: الالتجاء إلى الله - تعالى - والتضرُّع إليه: أن يصرف عنك وساوس الشيطان، والاستعانة به، مع تدبُّر ما يُقرأ من قرآن، وتعقُّل معنَى ما تقول من أذكار. ثالثًا: استشعار أنَّك واقفٌ بين يدي الله - تعالى - وأن الله - تعالى - مُطَّلِع على سِرِّك وعَلَنِك. رابعًا: عدم الاسترسال مع الخطَرات، والاجتهاد في دفع ما يشغل قلبك من تفكُّرك فيما لا يعنيك، وقطع العلائق التي تجذب قلبَك عن الخشوع. خامسًا: تنبَّه أن الصلاة بدون خشوع لا يحصل فاعِلُها على ثمرة الصلاة، التي تتمثَّل في كفِّه عن الفحشاء والمنكر، فمن لم يخشع في صلاته، فوَّت على نفسه لذَّة المناجاة لله - تعالى - التي هي ألذُّ ما يتلذَّذ به المؤمن، وقد امتدح الله - تعالى - الخاشعين في صلاتِهم، فقال: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 2].
Powered by vBulletin® Version 3. 8. 8 Copyright ©2000 - 2022, vBulletin Solutions, Inc. Search Engine Optimization by vBSEO 3. 6. 0 Privacy Policy - copyright لا يتحمّل موقع منتديات حوامل النسائية أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في موقعنا، ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر.
aghaf مشرفه عامه و مسووله المسابقات #2 رد: جلابيات فخمة وراقية للعرايس في العيد أنيقة دمتي بهذا العطاء ياوردة #3 عاشت الايادي ودي لك #4 يسلموا الايادي ودي #5 يّسّلُمُؤٌ ادًيّكيّ لُرًؤٌعّة مُا قًدًمُتّ لُا حَرًمُنَا هّذِا الُابُدًاعّ الُتّؤٌاصّلُ #6 تسلم الايادي روعه #7 أُحييك على إختيارك الرائع والمميز #8 تسلم ــألــأيادي ع ــأألــأنتقاء ــألرائع لـلـموضوع تــمنيــاتـي لـك بالتـآلق ـأأألـدائــم فــي طرح ــك مــــ تـح ــيـاتـي الع ــطـرـه ــــع
ننصحك عزيزتي العروس بإلقاء نظرة على مجموعة عبايات استقبال للعرايس، اخترناها لك والتي ستعجبك بالتأكيد.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2022, Jelsoft Enterprises Ltd. المواد المنشورة في منتدي المصطبة لا تُعبر بالضرورة عن وجهة نظر القائمين على الموقع ولكنها تعبر عن وجهة نظر كاتبها فقط.