وبموت عبدالله بن أبي بن سلول انحسرت حركة النفاق بشكل كبير ، وتراجع بعض أفرادها عن ضلالهم ، في حين اختار البعض الآخر البقاء على الكفر الذي يضمرونه ، والنفاق الذي يظهرونه ، لا يعرفهم سوى حذيفة بن اليمان صاحب سرّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. منقول للفائدهـ ----------------
فمر بهم عبد الله بن أبي بن سلول وقال: حلوهم. فقال المنذر: أتحلون قومًا ربطهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا يحلهم رجلٌ إلا ضربت عنقه. عبدالله بن أبي بن سلول. فتوجه عبد الله بن أبي بن سلول إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا محمد أحسن في موالي، وكان بنو قينقاع من الذين حالفوا الخزرج، فإن الفئات الثلاثة من اليهود في المدينة بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة حالف بنو قينقاع الخزرج وحالف بنو النضير وبنو قريظة الأوس. هنا أعرض النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن أُبي بن سلول لما طلب منه ذلك فكرر عليه، وقال يا محمد: أحسن في موالي أربعمائة دارع وثلاثمائة دارع وأربعمائة حاسر منعوني من الأحمر والأسود وإني امرؤ أخشى الدوائر، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأدخل يده في جيب درع النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ويحك أرسلني، فقال: لن أرسلك حتى تحسن في موالي، فقال: هم لك على أن يخرجوا من المدينة، فخرجوا على أن تكون أموالهم للمسلمين. ولم يكن أمر بنو قينقاع في الزراعة وإنما كان في الصناعة، وقد تركوا آلات كثيرة وأسلحة كثيرة وراءهم، وقد آل ذلك كله للمسلمين. وهنا رأينا كيف تشبث عبد الله بن أبي بن سلول في شفاعته لهم حتى وهبهم النبي صلى الله عليه وسلم له لأنه كما عرفنا رجل لم يكن مؤمنًا كامل الإيمان وإنما رأس الكفر والنفاق في المدينة، وهذا ما جعله يرتاع لأمر بني قينقاع، ويتشبث حتى ينال الأمان لهم من النبي صلى الله عليه وسلم.
(*) أخبرنا محمد بن عبد الله الأسديّ قال: أخبرنا سفيان عن عَطاء بن السائب عن الشعبي قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "الحُباب شيطان". (*) أخبرنا عبد الله بن نُمير قال: أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، كان إذا سمع بالاسم القبيح غيّره. (*))) الطبقات الكبير. وفاة عبدالله بن أبي بن سلول - موقع مقالات إسلام ويب. ((أخرجه ابن مَنْدَه وأبو نعيم. )) أسد الغابة. ((أمّه خَوْلة بنت المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النجّار من بني مَغالة.
توفي عبد الله بن أبي بن سلول وصلى عليه الرسول وقال له عمر بن الخطاب: لم صليت عليه يا رسول الله؟، قال: لقد خيرت فاخترت ، ثم نهى الله تعالى الرسول عن الصلاة على أحد من المنافقين بعد هذه الحادثة. حيث قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾«9:84» وهو الذي بادر بنشر رواية حادثة الإفك بخصوص أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق. وقد تعاون هو وأنصاره مع أنصار حركة اليهودي عبد الله بن سبأ الذي يعد رأس الفتنة وشكلا ضلعي الثالوث الباطني الفتنة السبألوسية الذي اكتمل لاحقا بدخول ضلع الباطنية المجوسية ممثلا بحركة القرامطة.