2- تقوم الوظيفية على منهج معاكس للمنهج الدستوري، إذ أن منطق التكامل لا يجب أن يكون فوقيا(دستوريا)، بل بالتركيز على التعامل مع الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في المقام الأول.
أفكار النظرية: ويمكن القول بوجه عام إن النظرية الوظيفية تقوم على ست أفكار رئيسية: يمكن النظر إلى أي شيء – سواء أكان كائنًا حيًا أو اجتماعيًا أو فردًا أو مجموعة، أو تنظيمًا رسميًا أو مؤسسة أو مجتمعًا أو حتى العالم بأسره على أنه نسق أو نظام System وهذا النسق يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة، لكل جزء وظيفة محددة يقوم بها للمحافظة على النسق. (الحامد،1415هـ، ص76-77) لكل نسق احتياجات أساسية لابد من الوفاء بها، وإلا فإن النسق سيفنى أو يتغير تغيرًا جوهريًا، فالمجتمع في حاجة لتنظيم أساليب السلوك وفي حاجة لإضافة أفراد جدد وفي حاجة لمجموعة لرعاية الأطفال و في حاجة إلى القيم و الضبط وهكذا. يمكن تحقيق كل حاجة من حاجات النسق بواسطة عدة متغيرات أو بدائل alternatives فحاجة المجتمع للتماسك تتحقق عن طريق قوة العادات والتقاليد، وسيادة قدسية الدين، و حاجة المجتمع إلى الأخلاق والقيم تتحقق عن طريق الدين و التربية.
7- تعطي المدرسة الوظيفية دوراً هاماً لجماعات الضغط والجماعات الوسيطة التي تعبر عن مصالح الجماهير في التكامل وتستطيع فرض هذه المصالح على قياداتها. نقد النظرية الوظيفية: لقد تعرضت النظرية الوظيفية كغيرها من النظريات إلى العديد من الانتقادات التي تمثلت فيمايلي: - فحسب "ارفنغ زايتلن" بالغت الوظيفية في وحدة وترابط الأنساق الاجتماعية واستقرارها وانسجامها، وكذا في اعتقادها بإيجابية كافة النظم والمؤسسات الاجتماعية. - تفهم النظم الاجتماعية كنظم ضرورية لا غنى عنها، وما ينطوي عليه ذلك من تحيزات محافظة، أو ما يسمى بالتحيز الإيديولوجي، حيث وصفت بأنها نظرية الرأسمالية، أي توجه أيديولوجي تدافع عن الرأسمالية باعتبارها نظرية محافظة تدعو إلى الثبات لا التغير والتوازن دون الصراع والثورة. - بالإضافة إلى إهمالها للصراع والتغير الاجتماعي، وتركيزها على التوازن والتكامل، فهي أحادية النظر. - تجد الوظيفية صعوبة في التعامل مع الأحداث التاريخية وعمليات التغير الاجتماعي ( اتجاه لا تاريخي في دراسة الأنساق الاجتماعية). النظرية البنائية الوظيفية لانديز landis. - بالإضافة إلى التركيز على الطابع الستاتيكي وإهمال الصراع، فالكثير من التحليلات الوظيفية مبنية على مقولات ومفاهيم تنطوي على معان تدل على الاستقرار والثبات كالتوازن، التكامل، إدارة التوتر.