أما عقبة فقد أمر النبي صلّى الله عليه وسلّم بقتله في غزوة بدر وأما أبى بن خلف فقد طعنه النبي صلى الله عليه وسلّم في غزوة أحد طعنة لم يبق بعدها سوى زمن يسير ثم هلك. وعلى أية حال فإن الآيات وإن كانت قد نزلت في هذين الشقيين. فإنها تشمل كل من كان على شاكلتهما في الكفر والعناد، إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. وعض اليدين كناية عن شدة الحسرة والندامة والغيظ، لأن النادم ندما شديدا، يعض يديه. وليس أحد أشد ندما يوم القيامة من الكافرين. قال- تعالى-: وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ. وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا... «وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ...» | صحيفة الخليج. والمعنى: واذكر- أيها العاقل- يوم القيامة وما فيه من حساب وجزاء، يوم يعض الظالم على يديه من شدة غيظه وندمه وحسرته. ويقول في هذا اليوم يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا. أى: يا ليتني سلكت معه طريق الحق الذي جاء به، واتبعته في كل ما جاء به من عند ربه. قوله تعالى: ويوم يعض الظالم على يديه الماضي عضضت. وحكى الكسائي عضضت بفتح الضاد الأولى. وجاء التوقيف عن أهل التفسير ، منهم ابن عباس وسعيد بن المسيب أن الظالم هاهنا يراد به عقبة بن أبي معيط ، وأن خليله أمية بن خلف ، فعقبة قتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه; وذلك أنه كان في الأسارى يوم بدر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله; فقال: أأقتل دونهم ؟ فقال: نعم ، بكفرك وعتوك.
السورة: رقم الأية: ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني: الآية رقم 27 من سورة الفرقان الآية 27 من سورة الفرقان مكتوبة بالرسم العثماني ﴿ وَيَوۡمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيۡهِ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلٗا ﴾ [ الفرقان: 27] ﴿ ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ﴾ [ الفرقان: 27] تفسير الآية 27 - سورة الفرقان ثم صور- سبحانه- ما سيكون عليه الكافرون يوم القيامة من حسرة وندامة، تصويرا بليغا، مؤثرا فقال: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا. يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا. وقد ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآيات أن عقبة بن أبى معيط دعا النبي صلّى الله عليه وسلّم لحضور طعام عنده، فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم لا آكل من طعامك حتى تنطق بالشهادتين. فنطق بهما. فبلغ ذلك صديقه أمية بن خلف أو أخاه أبى بن خلف، فقال له: يا عقبة بلغني أنك أسلمت. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الفرقان - الآية 27. فقال له: لا. ولكن قلت ما قلت تطييبا لقلب محمد صلّى الله عليه وسلّم حتى يأكل من طعامي. فقال له: كلامك على حرام حتى تفعل كذا وكذا بمحمد صلّى الله عليه وسلّم ففعل الشقي ما أمره به صديقه الذي لا يقل شقاوة عنه.
لقد حذَّرهم الرسول من هؤلاء القرناء وكان من جملة ما أنزل عليه وبلغه القوم: إنّ قرناءكم من الشياطين يزخرفون لكم الحياة الدنيا فلا تغتروا بهم: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴾ [الزخرف: 36 - 39]. إنهم يزينون لكم أعمالكم وأحوالكم لتستمروا على ما أنتم عليه ولا ترفعوا لدعوة الحق رأساً، ولا تسمعوا من الرسول ما جاءكم به من آي الذكر الحكيم: ﴿... وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴾ [فصلت: 25 - 26].
سيعضُّ المُسيءُ على يديه حين يُأمر به إلى النار، وقبل ذلك يَرى مقعده من الجنة لو كان قد عمل صالحًا، لتأكل الحسرة والندم قلبه مرة أخرى من حجم الشقاء الذي سيلاقيه في النار، ويتمنى لو أنه قدَّم عملًا صالحًا في حياته ليفوز بذلك المكان الرائع الذي أعد له هو في الجنة، ولكن هيهات، فإن أمنياته تأتي متأخرة وبعد فوات الأوان، فعن أبي هريرة - رضى الله عنه - ، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل أحد الجنة إلا أُري مقعده من النار لو أساء، ليزداد شكرًا، ولا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن، ليكون عليه حسرة" [6]. أهل الجنة يدخلهم الله تعالى إليها وأعمارهم ثلاث وثلاثون سنة، قمة الشباب، وقمة النشاط، طلعتهم بهية ووجوههم كالقمر، على أحسن ما يكون من الجمال، فعن معاذ بن جبل - رضى الله عنه - ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يدخل أهل الجنة الجنة جردًا مردًا مكحلين، أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة" [7] ، فحين يرى الخاسرون من أهل النار حال أهل الجنة وهم متنعمون، وينظرون لحالهم وهم محترقون متفحمون، يندمون على كل شيء، وسيعضون على أيديهم، ويتمنون لو أنهم ما اتخذوا فلانًا وفلانًا قدوات، واقتصروا على اتباع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فقتل عقبة يوم بدر صبرا. وأما أبي بن خلف فقتله النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد في المبارزة ، فأنزل الله تعالى فيهما هذه الآية. وقال الضحاك: لما بزق عقبة في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاد بزاقه في وجهه فتشعب شعبتين ، فأحرق خديه وكان أثر ذلك فيه حتى مات.
أسئلة ذات صلة ما مدى صحة حديث الجساسة؟ إجابة واحدة ما مدى صحة حديث كما تدين تدان؟ إجابتان ما مدى صحة حديث من لزم الاستغفار؟ 3 إجابات ما مدى صحة الحديث صوموا تصحوا؟ ما مدى صحة حديث دعاء التعار؟ اسأل سؤالاً جديداً أضف إجابة حقل النص مطلوب. حديث اذكروا محاسن موتاكم حديث صحيح. إخفاء الهوية يرجى الانتظار إلغاء الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالحديث رواه أبو داود والترمذي من حديث عمران بن أنس المكي عن عطاء عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اذكروا محاسن موتاكم، وكفُّوا عن مساويهم. قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب، سمعت محمدًا - يعني البخاري رحمه الله - يقول: عمران بن أنس المكي منكر الحديث، وروى بعضهم عن عطاء عن عائشة. اهـ والحديث حكم عليه الشيخ الألباني -رحمه الله- بالضعف روى الترمذي و أبو داوود في السنن أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ) قيل في الحديث ضعف كونه يشمل في سنده أحد الرجال الضعاف إلا أن معنى الحديث جيد و يؤخذ به لأن الله عز و جل حرم الغيبة في حق الأحياء و هو في حق الأموات أولى لإنتفاء إمكانية عفو الميت عن حقه كونه من الأموات.
وواصل العالم الأزهري: ثانيا: جاء في صحيح الجامع ما يلي: ﻻ ﺗﺴﺒﻮا اﻷﻣﻮاﺕ ﻓﺘﺆﺫﻭا اﻷﺣﻴﺎء.
والحديث لا يشمل: 1- باب بيان الجرح والتعديل. 2- باب القضاء للوصول إلى الحق. وإنما في الأمور العامة: أ- مثل الخطب. ب- والمقالات. ت- والكلام العام ونحو ذلك. فلا يجوز في هذه الحالات: 1- ذكر موتى المسلمين بسوء. ما هي صحة حديث اذكروا محاسن موتاكم - إسألنا. 2- ونبش قبورهم بالسوء. 3- وذكر مساوئهم حتى لو كانت موجودة لأنها غيبة للميت فتكون أشد إثماً من غيبة الحي المنهي عنها. بل إن نصوص القرآن والسنة في النهي عن الغيبة عامة أو مطلقة للحي والميت، وإذا لم تكن العيوب موجودة فيه فهذا بهتان وإثمه أعظم من الغيبة. والله أسأل أن يحفظنا جميعاً عن الغيبة والنميمة والإيذاء المادي والمعنوي وسوء الأخلاق وأن يوفقنا لمكارم الأخلاق والاقتداء بالرسول العظيم صاحب الخلق العظيم. آمين يا رب العالمين.
ثم استدلّ على ذلك بحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا الأموات، والأصل في النهي: التحريم فلا نسب الأموات، ثم علل وقال: فإنهم أفضوا إلى ما قدموا. وسبّكم إياهم لا يُغني شيئاً؛ لأنهم أفضوا إلى ما قدموا حين انتقلوا إلى دار الجزاء من دار العمل؛ فكل من مات فإنه أفضى إلى ما قدم والتحق بدار الجزاء، وقامت قيامته؛ أفضى وانقطع عمله ولم يبق له حظ من العمل إطلاقا؟، إلا ما دلت السنة عليه مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له"، وفي هذا دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يحفظ لسانه عما لا فائدة منه؛ فإن هذا طريق أهل التُّقَى فإن عباد الرحمن إذا مروا باللغو مروا كراماً. وأما الزور فلا يشهدونه إطلاقا ولا يتكلمون إلا بالحق.
2- بيان مساوئهم محظور ومحرم شرعاً. التخريج: رواه أبو داود في سننه (4900) وسكت عنه مما يدل على حسنه، والترمذي (1019)، وابن حبان في صحيحه (3020)، والطبراني في الأوسط (4/58) والكبير (12/438) والصغير (1/280)، والحاكم في المستدرك ( 1/385) والبيهقي (4/75) وجامع الأصول الحديث (8450). الحكم عليه: أولا- حكم على هذا الحديث بالضعف عدد من الأئمة بسبب وجود عمران بن أنس المكي، حيث قال فيه البخاري منكر الحديث، ولذلك قال النووي في الأذكار (204) إسناده ضعيف، وهكذا قال الألباني في ضعيف الجامع (739) وشعيب الأرناؤوط في تخريج العواصم (5/10) ولكنه ذكر رأيا آخر كما سيأتي. وقال الترمذي (1019) هذا حديث غريب، سمعت محمداً يقول عمران بن أنس المكي: منكر الحديث، وروى بعضهم عن عطاء عن عائشة. قال: وعمران بن أبي أنس مصري أقدم وأثبت من عمران بن أنس المكي. ثانيا: الحكم عليه بالصحة أو الحسن: أ- سكوت أبي داود على الحديث مع روايته في سننه يدل على أنه حسن، وهذا ما قاله في رسالته لأهل مكة: كل ما سكتُّ عنه فهو صالح. ب- تصحيح ابن حبان حيث رواه في صحيحه، وكذلك تصحيح الحاكم في المستدرك، حيث قال: صحيح الإسناد. صحة حديث اذكروا محاسن موتاكم. ت- ذكره عبد الحق الإشبيلي (ت 581هـ) في الأحكام الصغرى (345) وقال في المقدمة: إنه ملتزم بذكر ما هو صحيح الإسناد وإن كان له كلام آخر في الأحكام الأخرى (2/550).
رواه البخاري ( 6147) ومسلم ( 950) ، وبوَّب عليه النسائي في سننهِ ( 1931): " باب الاستراحةُ من الكفارِ ". قال النووي – رحمه الله -: معنى الحديث: أن الموتى قسمان: مستريح ومستراح منه ، ونصب الدنيا: تعبها ، وأما استراحة العباد من الفاجر معناه: اندفاع أذاه عنهم ، وأذاه يكون من وجوه ، منها: ظلمه لهم ، ومنها: ارتكابه للمنكرات فإن أنكروها قاسوا مشقة من ذلك ، وربما نالهم ضرره ، وإن سكتوا عنه أثموا. واستراحة الدواب منه كذلك لأنه كان يؤذيها ويضربها ويحملها ما لا تطيقه ويجيعها في بعض الأوقات وغير ذلك. فصل: صحة حديث: «اذكروا محاسن موتاكم»:|نداء الإيمان. واستراحة البلاد والشجر: فقيل: لأنها تمنع القطر بمصيبته قاله الداودي وقال الباجي لأنه يغصبها ويمنعها حقها من الشرب وغيره. " شرح مسلم " ( 7 / 20 ، 21). 4. وقد سجد علي رضي الله عنه لله شكراً لمقتل " المخدَّج " الخارجي لما رآه في القتلى في محاربته له. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: وقاتل أمير المؤمنين علي بن أبى طالب رضي الله عنه الخوارجَ ، وذكر فيهم سنَّة رسول الله المتضمنة لقتالهم ، وفرح بقتلهم ، وسجد لله شكراً لما رأى أباهم مقتولاً وهو ذو الثُّدَيَّة. بخلاف ما جرى يوم " الجمل " و " صفين " ؛ فإن عليّاً لم يفرح بذلك ، بل ظهر منه من التألم والندم ما ظهر ، ولم يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك سنَّة بل ذكر أنه قاتل باجتهاده. "