صيام ثلاثة أيام من كل شهر: 1- «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَصَلَاةِ الضُّحَى وَنَوْمٍ عَلَى وِتْر»([1]).
♦ وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ لا أدعهن لشيء: (( أوصاني بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وألا أنام إلا على وتر، وسُبحة الضحى)) ، رواه أحمد برقم (27481) [3]. ♦ وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن ـ إن شاء الله أبدًا ـ: ((أوصاني بصلاة الضحى، وبالوتر قبل النوم، وبصوم ثلاثة أيام من كل شهر» ، رواه ابن خزيمة برقم (1221) [4] فرعٌ في صيام سَرر ـ بكسر السين وفتحها ـ شهر شعبان: عن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل رجلًا وعمران يسمع، فقال: « يا أبا فلان، أما صمت سرر شهر شعبان؟)) ، قال الرجل: لا يا رسول الله، قال: « فإذا أفطرت فصم يومين » ، رواه البخاري برقم (1983)، ومسلم (1161). ♦ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "الفتح" (4/ 230) بوَّب الإمام البخاري رحمه الله عليه (باب الصوم من آخر الشهر): قال الزين بن المنير: أطلق الشهر، وإن كان الذي يتحرر من الحديث: أن المراد به شهر مقيَّد، وهو شعبان، إشارة منه إلى أن ذلك لا يختص بشعبان، بل يُؤخذ من الحديث: الندب إلى صيام أواخر كل شهر؛ ليكون عادة للمكلف، فلا يُعارضه النهي عن تقدم رمضان بيوم أو يومين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم فيه: (( إلَّا رجلٌ كان يصوم صومًا فليصمه)) [5].
السؤال: تقول: يوجد عندنا من يصوم عشرة أيام من الشهر مثلًا: يصومون ثلاثة أيام في بداية الشهر، وثلاثة أيام في نصف الشهر، وثلاثة أيام في آخر الشهر، ويقولون: إنه مستحب، صيام هذه الأيام ولي جدة تحافظ على هذا العمل، ما رأيكم جزاكم الله خيرًا؟ الجواب: ما نعلم لهذا أصلًا، لكن الصيام مشروع، وأما كونه يحافظ على ثلاث، ثم ثلاث، ثم ثلاث ما نعرف له أصل، النبي ﷺ قال لـعبد الله بن عمرو وغيره: صم من الشهر ثلاثة أيام تكفي، وأوصى أبا هريرة وأبا الدرداء بصيام ثلاثة أيام من كل شهر. فالأفضل الاكتفاء بثلاثة أيام، فإن شاء نشط وصام أكثر فلا بأس، أو صام الإثنين والخميس، أو صام خمسة أيام من كل شهر، أو نحو ذلك لا بأس، لكن الأفضل أن يصوم الإثنين والخميس أو ثلاثة أيام من كل شهر، أما استمراره على ثلاثة، ثم ثلاثة، ثم ثلاثة يعتقد أنها سنة فلا أعلم لهذا أصلًا، لكن لو صام خمسة عشر، وأفطر خمسة عشر، يعني: النص؛ فلا بأس، فإن أفضل الصيام أن يصوم يومًا ويفطر يومًا، فإذا صام نصف الشهر، وأفطر نصفه، أو صام يومًا وأفطر يومًا، أو صام يومًا وأفطر يومين، فكل هذا لا بأس به، أرشد إليه النبي -عليه الصلاة والسلام- اللهم صل عليه، نعم. فتاوى ذات صلة
ذات صلة بعض فوائد الصيام الدينية فوائد الصيام علمياً شرع لنا الله عزوجل العديد من العبادات من صلاة وصوم وغيرها لتقرّبنا منه ولننال جزيل الأجر والثواب منه جل وعلا؛ وكي نكسب محبّته ورضاه، وكلّ عبادة يقوم بها المسلم لها منزلة خاصّة ولها أجرها وثوابها عنده سبحانه وتعالى، ومن العبادات التي شرعها الله عزوجل لعباده هي عبادة الصوم. ما هو الصيام؟ يُعرف الصوم بأنّه الإمساك عن جميع المفطرات من طعام، وشراب، وجماع منذ طلوع الشمس وحتّى مغيبها، طاعةً وامتثالاً لأوامره جلّ وعلا، وهو من العبادات العظيمة التي خصّها الله عزوجل بمنزلة عظيمة، فالصيام هو ذلك السرّ الذي يكون فقط بين العبد وربّه، فلا أحد يعلم ما في قلب الصائم ولا يعلم نواياه إلا علام الغيوب سبحانه وتعالى. وعادةً ما يرتبط في أذهان الغالبيّة الصيام بشهر رمضان المبارك وحده، إلا أنّ ممكن الصيام لكلّ وقت، بل إن هنالك الكثير من الأوقات التي يستحب أن يصوم بها المسلم. أنواع الصيام صيام واجب ينقسم صيام الواجب بدوره إلى 3 أنواع: صيام يجب للزمان نفسه، وهو صيام شهر رمضان المبارك. صيام واجب لعلّة أو سبب معيّن، وهو صوم الكفّارات. أن يوجب الإنسان الصيام على نفسه، وهو صوم النذور.
اللهم لا مانعَ لما أعطيت ولا معطي لما منعت عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانعَ لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ))؛ متفق عليه. المفردات: (دبر) قال في القاموس: الدُّبُر - بضمتين - نقيض القُبُل، ومِن كل شيء عقبه، وبفتحتين: الصلاة في آخر وقتها، والمراد هنا: خلف كلِّ صلاة. (مكتوبة): مفروضة. الشيخ محمد بن صالح العثيمين-بلوغ المرام-29-6. البحث: هذا الذكر ورد مطلقًا من غير تقييد بالصباح والمساء، وزاد الطبراني من طريق أخرى عن المغيرة بن شعبة بعد قوله: ((له الملك وله الحمد)) عبارة: ((يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير)). قال الحافظ في الفتح: ورواته موثقون، وثبت مثله عن البزار من حديث عبدالرحمن بن عوف بسند صحيح، لكنه في القول إذا أصبح وإذا أمسى، وقد اشتمل هذا الذكرُ على توحيد الله ونسبة الأمر كله لله، وكذلك المنع والإعطاء وتمام القدرة. ما يفيده الحديث: ♦ استحباب هذا الذكر عقب الصلوات.
وقوله: « وحده لا شريك له » هذا من باب التأكيد تأكيد وحدانيته - جل وعلا - وأنه لا مشارك له في ألوهيته: « له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير » له الملك المطلق العام الشامل الواسع ملك السماوات والأرض وما بينهما ملك الآدميين والحيوانات والأشجار والبحار والأنهار والملائكة والشمس والقمر، كل هذه ملك لله - عز وجل - ما علمنا وما لم نعلم، له الملك كله يتصرف فيه كما يشاء وعلى ما تقتضيه حكمته - جل وعلا. « وله الحمد » يعني: الكمال المطلق على كل حال فهو - جل وعلا - محمود على كل حال في السراء وفي الضراء أما في السراء فيحمد الإنسان ربه حمد شكر، وأما في الضراء فيحمد الإنسان ربه حمد تفويض لأن الشيء الذي يضر الإنسان قد لا يتبين له وجه مصلحته فيه، ولكن الله تعالى أعلم، فيحمد الله تعالى، على كل حال وكان النبي ﷺ إذا أتاه ما يسره قال: « الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات » وإذا أتاه ما لا يسره قال: « الحمد لله على كل حال ». وأما ما يقوله بعض الناس: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، فهذه كلمة خاطئة لم ترد ومعناها غير صحيح وإنما يقال: « الحمد لله على كل حال ».
ماذا يقال عند دخول رمضان، هو ما يبحث عنه المسلمون مع دخول شهر رمضان المبارك، فهو شهر له مكانة كبيرة بين المسلمين، ويستقبلونه بالبشائر والأدعية، ففيه تغلق أبواب النيران وتفتح أبواب الجنان، وفيه العتق من النار بإذن الله تعالى، وسيعرّفكم موقع محتويات على الأدعية والأذكار التي يمكن الدعاء بها عند دخول الشهر الفضيل. ماذا يقال عند دخول رمضان إنّ أفضل ما يمكن أن يقوله المسلم مع دخول شهر رمضان المبارك، هو ما كان يقوله النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عند رؤيته لهلال الشهر الكريم: " اللَّهمَّ أهلِلهُ علَينا باليُمنِ والإيمانِ والسَّلامَةِ والإسلامِ ربِّي وربُّكَ اللَّهُ" [1] ، وهو الدعاء الذي ورد عن النبيّ عليه أفضل الصلاة والسّلأام، وقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يردد هذا الدعاء عند رؤية هلال كلّ شهر من الشهور الهجرية، ولا سيما شهر رمضان المبارك، فهو يدعو الله تعالى أن يُعطي المؤمنين الأمن الخير والسلام في كلّ شهورهم، والله تعالى أعلم. [2] شاهد أيضًا: دعاء عقد نية الصيام اللهم إني نويت أن أصوم رمضان كاملاً لوجهك الكريم دعاء دخول شهر رمضان كما ورد في السنة النبوية سندرج فيما يأتي بعض الأدعية التي يمكن للمسلم الدعاء بها عند دخول الشهر الكريم، شهر رمضان المبارك: "اللهم إني أسألك بعزَّتِك أن تُنجِيَني مِن النار".
«ومنْعٍ وهاتِ»، أي: مَنْعِ الحَقِّ وما شرَعَ اللهُ إعْطاءَه، وطلَبِ الباطِلِ وأخْذِ ما شرَعَ اللهُ مَنعَه، أو مَنعِ الواجِبِ عليك منَ الحُقوقِ، وأخْذِ ما لا يَحِلُّ، وسُؤالِ المَرْءِ ما ليسَ له. وفي الحديثِ: طَلَبُ كِتابةِ العِلمِ، والجوابُ عنه، وأخذُ بَعضِ الصَّحابةِ عن بَعضٍ. وفيه: دَليلٌ على فَضلِ الكَفافِ على الفقرِ والغِنى؛ لأنَّ ضَياعَ المالِ يُؤدِّي إلى الفِتنةِ بالفقرِ وكَثرةِ السُّؤالِ، وربَّما خُشيَ مِنَ الغِنى الفِتنةُ.
واسمه (( الحق)) هو الإله الحق: ضد الباطل، وكل معبود دونه باطل، فهو سبحانه متحقق في وجوده، وفي ربوبيته، وإلهيته، وأسمائه، وصفاته أزلاً وأبداً. قوله: (( آمين)) أي استجب، فهو طلب الإجابة من الرب عز وجل واستنجازها، والتأمين: تأكيد لما تقدّم من الدعاء، وتكرير له بأوجز عبارة، فيُندب للداعي أن يؤمّن في نهاية دعائه – كما تقدم سابقاً في آداب الدعاء- ويدلّ كذلك على تضرّع العبد للربّ، وذلّه، وعبوديته في الطمع في إجابة مسألته، ففيه نوع من الإلحاح. ( [1]) أحمد بلفظه، 24/ 246، برقم 15492، وما بين المعقوفين للحاكم، 1/ 507، 3/ 23- 24، والنسائي في الكبرى، كتاب الجمعة، باب كم الجمعة، 6/ 156، والبزار، 9/ 175، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، برقم 699، وأبو نعيم في معرفة الصحابة، 3/ 1644، والدعوات الكبير للبيهقي، 1/ 279، وصححه الألباني في تخريج فقه السيرة، ص 284، وفي صحيح الأدب المفرد للبخاري، برقم 538، ص 259، وقال محققو المسند، 24/ 247: < رجاله ثقات >. ( [2]) سورة سبأ، آية: 5. ( [3]) الأدب المفرد، للإمام البخاري، برقم 699، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص 538. ( [4]) سورة العلق، الآيتان: 6-7. ( [5]) سورة آل عمران، الآية: 102.