ومن ثم تتراءى في السورة ظلال النعمة وظلال الشكر، والتوجيهات إليها والتعقيب بها في مقاطع السورة، وتضرب عليها الأمثال، وتعرض لها النمادج، نمودج إبراهيم، شاكرًا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم. كل أولئك في تناسق ملحوظ بين الصوروالظلال والعبارات والإياعات، والقضايا والموضوعات.
- بيان جملة من الأحكام الشرعية العامة من قبيل: الأمر بالعدل، والإحسان، والنهي عن الفحشاء والمنكر، وخلف العهد، والهجرة، والجهاد، إضافة إلى الدعوة إلى شكر المُنعم على نعمه الجزيلة، التي لا تعد ولا تحصى. - تحدثت السورة عن إبراهيم عليه السلام، ووصفته بأنه { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل:120]. - تحدثت عن بدع المشركين، كاتخاذ الأنداد من دون الله، { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ} [النحل:73]، ووأد البنات { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} [النحل:58]. كتب موضوع سورة النحل - مكتبة نور. - ذكرت بعض آداب قراءة القرآن، وهو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ لطرد شبحه من مجلس القرآن الكريم ، وحذرت الناس من وساوس الشيطان، { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل:98]. - ذكرت السورة بعض تقولات المشركين عن القرآن؛ فمنهم من يرمي الرسول صلى الله عليه وسلم بافترائه على الله، { قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [النحل من الآية:101]، ومنهم من يقول: إن غلاماً أعجمياً هو الذي يعلمه هذا القرآن { يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [النحل:103].
وأنه مع عباده المحسنين، الذين يحسنون لأنفسهم بتقديم الطاعات والقربات، ويحسنون لغيرهم بحسن الأخلاق والمعاملات.
2) نزلت الآية في أُبيّ بن خلف الجمحي حين جاء بعظم رميم إلى رسول الله فقال يا محمد أترى الله يحيي هذا بعد ما قد رمم نظير هذه الآية قوله تعالى في سورة "يس" أَو لَمْ يَرَ الإنسانُ أنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُطْفَةٍ فَإذا هُوَ خَصيمٌ مُبين " إلى أخر السورة نازلة في هذه القصة ". 3) نزلت في اصحاب النبي بمكة بلال وصهيب وخباب وعامر وجندل بن صهيب أخذهم المشركون بمكة فعذَّبوهم وآذوهم فبوَّأهم الله تعالى بعد ذلك المدينة.
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا الموضوعات التي تناولتها سورة النحل تنوّعت الموضوعات في سورة النحل، واشتملت على كثير من الأمور كالعقيدة، والمعاملات، والعدل، والإحسان، والإنفاق، والوفاء بالعهد، وأمور الإعجاز في السماء والأرض، والتي تتجلى فيها عظمة الخالق، وفيما يأتي بيان لهذه الموضوعات: [١] الحقائق والحوادث يخبر الله -تعالى- في بداية السورة أن كل آتٍ قريب، وأنّ الله -تعالى- هو خالق السماوات والأرض، والمتصرف في الكون، قال -تعالى-: (أتى أَمرُ اللَّـهِ فَلا تَستَعجِلوهُ سُبحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشرِكونَ). [٢] النعم التي أنعم بها الله تعالى يذكر الله -تعالى- من خلال الآيات أصل النعم وأساسها؛ حتى يعلم العباد عظمة الخالق، ويكون إيمانهم مبني على يقين وعلم، نجمل هذه النعم بما يأتي: [٣] نعمة خلق الإنسان يُبين الله -تعالى- في هذه الآيات عظمة قدرته في خلق الإنسان؛ فبدأ خلق الإنسان من نطفة، وهي قطعة صغيرة ثم بعد أن أخرجه للحياة بفضله وكرمه، يجحد بنعم الله عليه ،وينسى هذه النعم، فالأصل أن يشكر الإنسان خالقه على نعمة وجوده في هذا الكون. نعمة خلق الحيوان وهي النعمة التي يستفيد منها الإنسان، ففيها منافع عظيمة منها؛ اللباس والثياب؛ التي يتجمل بها، والفراش، والبيوت ثم يستفيد منها مأكلاً، وفيها نعم جلية، ففيها راحة للإنسان وهي تنقله من مكان إلى آخر، وتريحه من عناء المشقة، ثم يفصل الله -تعالى- في ذكر هذه الدواب؛ فمنها ما يركب، وما هو زينة؛ كالخيول والبغال والحمير والخمير، فهذه الأصناف الثلاثة لركوب، لا للأكل.