وولدت فلما لم أجد لعرائـــســـي. قصائد مدح وفخر باللغة العربية الفصحى شعر فصيح عن المدح قصيدة مدح الرجال ابيات مدح من أجمل ما قيل في المدح. اللغة العربية لغة الفصاحة وتتميز بكثرة المفردات وأنها لغة ثابتة وحرة واستطاعت الانتصار على جميع التغيرات عبر الزمن واحتفظ بفصاحتها على الرغم من اختلاطها باللغات الأخرى ولطالما تغنى فيها الشعراء والأدباء وقالوا فيها أجمل الأشعار ولله در الشاعر حافظ إبراهيم الذي وصفها في قصيدته المشهورة إذ قال. وذكر الشاعر حافظ إبراهيم في إحدى قصائده اللغة العربية وأشار إلى كنوز مفرداتها وتراكيبها ومعانيه. 12082020 ابيات في مدح اللغة العربية.
دور المستشرقين لكن هذه النظرة المسالمة بين العامية والفصحى تغيَّرت، حينما تدخَّل المستشرقون، لتبدأ قبل نحو 140 عاماً حرب شعواء ما بين أنصار الفصحى والعامية. فالخلاف يمكن أن نرصد بدايته مع المستشرق وِلهِم سبيتا، الذي ألَّف كتاباً عن قواعد العربية العامية في مصر عام 1880، وهو أول كتاب أجنبي يتحدث عن العامية المصرية، وشكا في هذا الكتاب صعوبة العربية الفصحى، كما أنه اقترح اتخاذ الحروف اللاتينية لكتابة العامية. دعا سبيتا إلى استخدام العامية كلغة أدبية، مشيراً إلى أن التزام الكُتاب بالعربية الكلاسيكية، لا يمكن أن ينمي أدباً حقيقياً؛ لأن الطبقة الضيقة المتعلمة؛ قليلة العدد، هي الوحيدة التي يمكن أن يكون الكتاب في متناولها. والكتاب الثاني في هذا المجال، كان لكرلفولوس الألماني سنة 1890، بعنوان "اللهجة العربية الحديثة". وتتالت بعده كتب المستشرقين المطالبة بإقصاء الفصحى، وأن تحل العامية مكانها. وأشد هذه الهجمات على الفصحى كانت من قِبل وليم كوكس، مهندس الري الإنجليزي بمصر عام 1883، إذ دعا إلى استخدام العامية المصرية في الكتابة، ومحاربة الفصحى، بل زعم أن الفصحى في مصر ليست لها علاقة بالعامية المصرية، وإنما أصلها اللغة البونية أخت اللغة العربية.
وكان كوكس يرى أن اللغة العربية التي يتعلمها المصريون، هي لغة ثانية ثقيلة في كل شيء وإن وصلت إلى الرأس، فهي لا تصل أبداً إلى القلب. كتاب الناقد المصري صلاح فضل (دار النشر) ولاقت هذه الدعوات هجمة شرسة من المصريين؛ من أجل الحفاظ على الفصحى باعتبارها لغة دينية، وقومية، وكان الأساس النفسي لمعارضة الدعوة إلى العامية هو الشك في نية المنادين بها، في وقت أصبح الاستعمار هو المسيطر على مقدرات الحياة في مصر. ورغم انتفاء السبب إلا أنه حتى الآن ما زال الصراع مستمراً، وإن كان منطلقه في البدء هو التشكك في نية المحتل، فإنه الآن ينطوي على التشكيك في نية المنادين بتقديم العامية على الفصحى حتى وإن كانوا عرباً. ويتناول الكتاب الذي يقع في 230 صفحة من القطع المتوسط، بالتحليل، مجموعة من أشعار أساطين الشعر العامي في مصر يبدأها ببيرم التونسي، الذي يستحوذ وحده على أكثر من نصف الكتاب، ثم يحلل قصائد لكل من فؤاد حداد، وصلاح جاهين، وعبدالرحمن الأبنودي في النصف الآخر منه. ويطرح الكتاب بين ثناياه العديد من القضايا المهمة، وأول ما يلفت فيه هو عنوانه الفرعي: "من السوق إلى المتحف"، ذو الدلالة الثنائية التي قد تحيلك إلى المدح أو الذم، بحسب إرادة ومقصد المتكلم.
ومن الجمل الجديرة بالمناقشة داخل الكتاب قول فضل في وصف صلاح جاهين، بأنه "ارتفع بشعر العامية من مقام الزجل إلى آفاق الشعر". وهو قول يكثر فيه الحديث، وإن كنت أرى أن الفضل يعود في ذلك إلى أستاذ صلاح جاهين ألا وهو فؤاد حداد، فهو الذي رفع شعر العامية من الزجل إلى مقام الشعر، فأصبح يتناول في شعره العامي ما يتناوله شعراء الفصحى، بل إنه حمَّل العامية الإبداعية أفكاراً فلسفية وإنسانية لم يكن يوماً يتخيل أنها قادرة على حملها. انتصار للعامية واعتذار مبطن وأهم ما يحسب لهذا الكتاب أنه ينطوي على تحليل لقصائد العامية لا يقل عمقاً عن تحليل قصائد الفصحى، وبذلك يبرهن صلاح فضل على أن الإبداع ينبغي أن يتم تناوله بجدية بصرف النظر عن طبيعة اللغة التي كتب بها، وأنه ليس هناك صراع بين الفصحى والعامية، وإن كان هناك صراع فهو صراع تكامل لا تناحر؛ فلكل لغة ما يناسبها من موضوعات. وهو ما يؤكده فضل في كثير من جمل الكتاب، فيقول، إن العامية المصرية في أغاني أم كلثوم التي ألَّفها لها كبار الشعراء بعامية مفصحة، عزَّزت من دور الفصحى، ولم تكن حرباً عليها، أو نكاية فيها، بل إنها جعلت من اللهجة المصرية العامية موازية للهجة قريش بين القبائل المختلفة قديماً.