عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سبعة يُظِلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمامٌ عادل، وشابٌّ نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبُه معلَّق بالمساجد، ورجلان تحابَّا في الله اجتمَعا عليه، وتفرَّقا عليه، ورجل دعَتْه امرأة ذات حسن وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تَصدَّق بصدقة، فأخفاها حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفِق يمينه، ورجل ذكَرَ الله خاليًا ففاضتْ عيناه))؛ متفق عليه. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: ثم ذكَرَ المؤلِّف رحمه الله تعالى حديثَ أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى عليه وسلم قال: ((سبعة يُظِلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمام عادل، وشابٌّ نشأ في عبادة الله، ورجل قلبُه معلَّق بالمساجد، ورجلان تحابَّا في الله، اجتمَعا عليه وتفرَّقَا عليه، ورجل دعتْه امرأة ذاتُ منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل ذكَرَ الله خاليًا ففاضت عيناه))، فهؤلاء سبعة، وليس المراد بالسبعة العدد، يعني أنهم سبعة أنفار فقط، ولكنهم سبعة أصناف؛ لأنهم قد يكونون عددًا لا يحصيهم إلا اللهُ عز وجل. ونحن لا نتكلم على ما ساق المؤلِّف الحديث من أجله؛ لأن هذا سبق لنا، وقد شرحناه فيما مضى، ولكن نتكلَّم على مسألة ضلَّ فيها كثير من الجهال، وهي قوله: ((سبعة يُظِلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه))، حيث توهَّموا جهلًا منهم أن هذا هو ظلُّ الله نفسه، وأن الله تعالى يظلهم من الشمس بذاته عز وجل، وهذا فهم خاطئ منكَر، يقوله بعض المتعالمين الذين يقولون: إن مذهب أهل السُّنة إجراء النصوص على ظاهرها.
الشرح النووي - رحمه الله تعالى - في كتاب رياض الصالحين في باب الوالي العادل. والوالي هو: الذي يتولى أمرًا من أمور المسلمين الخاصة أو العامة، حتى الرجل في أهل بيته يُعتبر واليًا عليهم؛ لقول النبي ﷺ: « الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته » والعدل واجب حتى في معاملة الإنسان نفسه؛ لقول النبي ﷺ: « إن لنفسك عليك حقًا، ولربك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، ولزورك - أي الزائر - عليك حقًا فأعط كل ذي حقّ حقه ». شرح حديث "سبعة يظلهم الله في ظله" - ملتقى الخطباء. فالعدل واجبٌ في كل شيء، لكنه في حق ولاة الأمور أوكد وأولى وأعظم؛ لأن خلاف العدل إذا وقع من ولاة الأمور؛ حصلت الفوضى والكراهة لولي الأمر حيث لم يعدل. ولكن موقفنا نحو الإمام الوالي الذي لم يعدل أو ليس بعادل أن نصبر؛ نصبر على ظلمه، وعلى جوره، وعلى استئثاره، حتى إن رسول الله ﷺ أوصى الأنصار - رضي الله عنهم - وقال لهم: « إنكم ستلقون بعدي أثرة » يعني: استئثارًا عليكم: « فاصبروا حتى تلقوني على الحوض »؛ ذلك لأن منازعة ولي الأمر يحصل بها الشر والفساد الذي هو أعظم من جوره وظلمه، ومعلوم أن العقل والشرع ينهى عن ارتكاب أشد الضررين، ويأمر بارتكاب أخف الضررين إذا كان لا بدَّ من ارتكاب أحدهما. ثم ساق المؤلف - رحمه الله - آيات وأحاديث منها قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ ﴾ العدل واجب والإحسان فضل وزيادة فهو سنة، وحسبته أن يذكر قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: ٥٩]، وقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: ٥٨].
أجر العمل الصالح إن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء، وكل عملٍ صالحٍ له أجر، وكانت سنة الله في خلقه أنه من عمل عملًا صالحًا من ذكر أو أنثى على حدٍ سواء فإنه يجزيه به في الدنيا فيحييه حياة طيبة، وفي الآخرة يدخله الجنة منعّمًا خالدًا، وفي الحديث الشريف سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، تساءلت بعض النساء هل يشملهن هذا الحديث أم أنه خاص بالرجال دون النساء، فكان الجواب الشافي والعدل الإلهي أن المرأة أيضًا يشملها هذا الحديث إن نشأت في عبادة الله وطاعته، وتعلق قلبها بالصلاة، وحفظت نفسها، وأخلصت في مودتها، فإنها تكون في ظل العرش يوم القيامة [١].
والثالث: « رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه »، رجلان تحابا في الله، يعني: ليس بينهما صلة من نسب أو غيره، ولكن تحابا في الله. كل واحد منهم رأى أن صاحبه ذو عبادة وطاعة لله - عز وجل - وقيام بما يجب لأهله ولمن له حق عليه، فرآه على هذه الحال فأحبه. « اجتمعا عليه وتفرقا عليه » يعني: اجتمعا عليه في الدنيا، وبقيا على ذلك إلى أن ماتا فتفرقا على ذلك؛ هذان أيضًا ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. والرابع: « رجلٌ قلبه معلق بالمساجد » يعني: أنه يألف الصلاة ويحبها وكلما فرغ من صلاة إذا هو يتطلع إلى صلاة أخرى، فالمساجد أماكن السجود، سواء بُنيت للصلاة فينا أم لا، المهم أنه دائمًا يرغب الصلاة قلبه معلق بها؛ كلما فرغ من صلاة تطلع للصلاة الأخرى. شرح حديث سبعه يظلهم الله في ظله يوم. وهذا يدل على قوة صلته بالله - عزّ وجلّ - لأن الصلاة صله بين العبد وبين ربه، فإذا أحبها الإنسان وألفها فهذا يعني: أنه يحب الصلة التي بينه وبين الله، فيكون ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. والخامس: « رجلٌ دعته امرأة ذات منصب وجمال »، يعني: دعته لنفسها لفجر بها، ولكنه كان قوي العفة، طاهر العرض « قال: إني أخاف الله » فهو رجل ذو شهوة، والدعوة التي دعته إليها هذه المرأة توجب أن يفعل؛ لأنها هي التي طلبته، والمكان خال ليس فيه أحد، ولكن منعه من ذلك خوف الله - عز وجلّ – قال: إني أخاف الله، لم يقل: أخشى أن يطلع علينا أحد، ولم يقل إنه لا رغبة له في الجماع، ولكن قال: إني أخاف الله، فهذا يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله لكمال عفته.
جعلنا الله وإياكم ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه؛ فصلوا عليه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
شاب نشأ في عبادة الله: وقد خُصّ الشاب دون غيره، لأنه أكثر طيشًا من غيره، وهو أيضًا في سن العطاء، فإن نشأ على طاعة الله ومراقبته في السر والعلن، ستكون طاقاته وأعماله في الخير ولوجه الله تعالى، ولم تغلبه شهوته ولم يتبع رغباته وهواه، بل سار وفق أمر الله وما يرضيه، فلا يكون عنصر تخريب في المجتمع، بل عنصر خير تقوده تنشئته لأعمال الخير. رجل تعلق قلبه بالمساجد: فالرجل المتعلق بالمساجد لا يرغب إلا بلقاء الله تعالى وعبادته في بيت من بيوته، فلا يشعر بالراحة إلا في رحاب المساجد التي هي بيوت الله ومكان جمع المسلمين وتلاقيهم، ومحفل وحدتهم ومنطلق أعيادهم وأفراحهم، فهو بتعلقه ببيوت الله تلك مخلص وجهه وقلبه لخالقه دون غيره فيستحق بذلك أجر الله تعالى. المتوادّان المتحابان في الله تعالى: أي ودّ يجمع مسلميْن لا غاية فيه إلا وجه الله تعالى، وذلك من أحب الأعمال إلى الله ورسوله، وسيضفي الله عليهما من نوره، فالدين الإسلامي دين وئام ومحبة، وقد حذرت الأحاديث الشريفة من البغضاء بين المسلمين، فبالحب يتحقق السلام وبالسلام يتحقق الأمن وبالأمن تبنى المجتمعات، فلو انعدم الحب بين الناس لساد الخراب والكره، فهو بين المسلمين من الأمور المحببة عند الله ورسوله.
لهجة بني الحارث بن كعب #اللهجة الحارثيه - YouTube
المنتدى: المنتدى العام تسقط شجره.. وتنمو غابه تسقط شجره.. فيسمع الكل لها دوي السقوط وتنمو غابه كامله.. ولكن لا يسمع لها أي ضجيج!!
والله أعلم ليس عندي مصدر حاليا! وهناك قبيلة حرث ثالثة (الحارثي) وهي قبيلة يمنية دخلت متأخرة بعد توحيد الدولة.