والاستفهام في قوله تعالى: ''لم تقولون'' للإنكار والتوبيخ على قول الإنسان قولا لا يؤيده فعله، لأن هذا القول إما أن يكون كذبا، وإما أن يكون خلفا للوعد، وكلاهما يبغضه الله تعالى. وناداهم بصفة الإيمان الحق، إذ من شأنه أن يحمل المؤمن على أن يكون قوله مطابقا لفعله. وقوله سبحانه: ''كبر'' بمعنى عظم، والمقت: البغض الشديد، ومنه قوله تعالى: ''ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً''. وقال سبحانه: ''كبر مقتا عند الله'' للإشعار بمدى هذا البغض من الله تعالى. كبر مقتًا عند الله.. - الأهرام اليومي. لقد ذم الحق سبحانه الذين يقولون ما لا يفعلون ذما شديدا، ويندرج تحت هذا الذم، حب الشخص للثناء من دون أن يكون قد قدم عملا يستحق من أجله الثناء. إن من المحزن تدني قيمة وأهمية إتقان الأعمال في تقديرنا وتقييمنا للآخرين. فمثلا، نحن نركز في مدح فلان من الناس لأنه شهم كريم، ولا نعطي الأهمية نفسها في المدح إذا كان معروفا عن فلان أنه منضبط في المواعيد مهتم باتقان العمل، وهذا يعكس ضعف التقاليد والعادات في اهتمامها بهذه الجوانب، كما يعكس ضعف تناولها في تربيتنا ومن دعاتنا. إن من أسباب تخلف بعض المجتمعات فقدان الإتقان.
لا يوجد أمّة على وجه البسيطة تبجّحت وما تزال بمكارم أخلاقها، ومنّت على العالم بتمسّكها بها قدر أمّتنا المبجّلة. فبينما يغرق العالم في منطق المال والمصلحة، يرى العربيّ في نفسه كائناً مختلفاً: رجلاً كريماً شهماً فارساً شجاعاً بل وصادقاً، وينعى على الآخرين رخاوتهم ورياءهم، ويخطب خطبا عصماء عن نفاق دول الحريّة وحقوق الإنسان، ولا يرى التناقض إلا في سواه. كبر مقتا عند الله ان تقولوا. يجبر العربيَّ دمُه الحامي الذي يعتزّ به على الكلام قبل التفكير؛ على «أبشِر» و»أبشري» ومرادفاتها من التراكيب المليئة بحروف الجرّ لسبب غامض: «عندي»، و»عليّ» و»ما عليك» تسبقهما أحياناً «خلص» البليغة. يضرب على صدره منتشيا بالموقف: «تكرم عيونك»، و»أنت عندي بـكذا؟»، مسهباً في شرح «غلاوتك» وغلاوة أهلك عنده، وممعناً في الالتذاذ بالشكر المقابل على شيء لم يحدث، وعلى وعدٍ سيُخلَف بالضرورة. لقد غدت هذه الحال، أو كانت من بعيد، حقيقةً نتجاهلها ستراً لعوراتنا، ولم نتعلّم بعدُ أن نقبل بالخيبة نهجاً للحياة، وما يزال بنا أملٌ بأنّنا حقّاً ما نظنّ أنفسنا عليه: عرباً أو مسلمين مختلفين عن العالم في شيء. يتلبسّنا الدور: نضرب على صدورنا مراراً ونعد بعضنا بما لا نقدر عليه، ولن يحدث، لأنّنا سنبرد وننسى بعد المشهد المسرحيّ السخيف الذي كنّا فيه أبطالا في الادّعاء، ونمضي إلى غدنا واثقين بـ»صدق الخيال»، وبمعجزاتنا في الأخلاق، التي يبدو أنّها غير حقيقية إلاّ فيما يخصّ أمرين ينطلق فيهما القول إلى الفعل وتستيقظ الحميّات: المشاجرات القبلية (وما شابهها في أسبابها)، وعفّة النساء.
قال ابن عباس: كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض عليهم الجهاد يقولون: لوددنا أن الله - عز وجل - دلنا على أحب الأعمال إليه فنعمل به، فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إيمان به لا شك فيه، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروا به، فلما نزل الجهاد كره ذلك ناس من المؤمنين، وشق عليهم أمره، فقال سبحانه: «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون».
حدثنا ابن حُمَيْد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن محمد بن جحادة، عن أَبي صالح، قال: قالوا: لو كنا نعلم أيّ الأعمال أحبّ إلى الله وأفضل، فنـزلت: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ فكرهوا، فنـزلت ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ). حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله ( لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ)... إلى قوله: مَرْصُوصٌ فيما بين ذلك في نفر من الأنصار فيهم عبد الله بن رواحة، قالوا في مجلس: لو نعلم أيّ الأعمال أحب إلى الله لعملنا بها حتى نموت، فأنـزل الله هذا فيهم، فقال عبد الله بن رواحة: لا أزال حبيسًا في سبيل الله حتى أموت، فقتل شهيدا. كبر مقتا عند الله. وقال آخرون: بل نـزلت هذه الآية في توبيخ قوم من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، كان أحدهم يفتخر بالفعل من أفعال الخير التي لم يفعلها، فيقول فعلت كذا وكذا، فعذلهم الله على افتخارهم بما لم يفعلوا كذّبا. * ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ) قال: بلغني أنها كانت في الجهاد، كان الرجل يقول: قاتلت وفعلت، ولم يكن فعل، فوعظهم الله في ذلك أشدّ الموعظة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((آية [7] المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذَب، وإذا وعَد أخلف، وإذا اؤتمنَ خان)) [8] ، وفي رواية: ((وإن صام وصلى وزعَم أنه مُسلم))، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أربع مَن كنَّ فيه، كان منافقًا [9] خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدَعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهَد غدَر، وإذا خاصم فجر)) [10]. قال ابن عباس: كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض عليهم الجهاد يقولون: لوددْنا أن الله - عز وجل - دلَّنا على أحب الأعمال إليه فنعمَل به، فأخبر الله نبيَّه أن أحب الأعمال إيمان به لا شك فيه، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقرُّوا به، فلما نزل الجهاد كرهَ ذلك ناس من المؤمنين، وشقَّ عليهم أمره، فقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [11]. [1] تفسير ابن كثير - رحمه الله تعالى - قال الشيخ أيمن صالح شعبان - محقق كتاب "أسباب النزول"؛ للواحدي -: الصحيح ما أخرجه الحاكم في المستدرك 2 / 69، والترمذي في التفسير 5 / 385، وأشار إلى رواية ابن المبارك المحفوظة بلفظ: "فقرأ علينا".
وأخلاقيات العمل سلوكيات تؤثر في الإنتاجية، وعلى رأس أخلاقيات العمل تحري النزاهة في أداء العمل، والانضباط، وتحري الجودة أو قل الإتقان في أداء العمل، أي: أن يتفانى الشخص في تطبيق معارفه ومهاراته ويحرص على خلو عمله من النقص والخلل والفساد قدر الإمكان. وهذه أمور أعطتها الرؤية بالغ الأهمية. نسأل لها التوفيق والنجاح. من الملاحظ أن أخلاقيات العمل ليست موضع تركيز في التحليل الاقتصادي للعمل. كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون. لماذا؟ تطورت مناهج التحليل الحديثة في الغرب أكثر من تطورها في غيره. وعند الغرب يفترض أن الأخلاقيات موجودة أصلا. أي إن الأصل أن الموظفين والعاملين يلتزمون - على سبيل المثال - بساعات الدوام، ويلتزمون بالقوانين التي تحكم أعمالهم، ويتقنون أعمالهم وفق المهارات التي يملكونها دون حاجة قوية إلى مشرفين فوق رؤوسهم مباشرة طول الوقت لمكافحة التقصير والتهاون في أداء الواجبات. وتفوقت في هذا الشأن مجتمعات شرق آسيوية، كالمجتمع الياباني، على مجتمعات الغرب. لكن الأمر في الأغلب ليس كذلك في المجتمعات العربية مع الأسف. أتوقع أن القراء الأفاضل يوافقونني الرأي في ضعف إتقان العمل وأخلاقياته في نسبة كبيرة من أفراد مجتمعاتنا العربية مقارنة بالنسبة في المجتمعات الشرق آسيوية، كاليابانية أو المجتمعات الغربية.
#أرقام #مشايخ #للإفتاء #عن #طريق #الواتس
رقم الشيخ عبد الله المنيع 0505501731. رقم الشيخ خالد الجبير 0504444521. رقم الشيخ سعد عريفي 0505487524. رقم الشيخ محمد العجلان 5274566. رقم الشيخ خالد المصلح 0505147004. رقم الشيخ عبد العزيز السويدان 0505804137. رقم الشيخ خالد القحطاني 0505800900. رقم الشيخ بدر المشاري 0505409983. رقم الشيخ أحمد العجمي 0506999963. رقم الشيخ عبد العزيز السدحان 0505469946. رقم الشيخ محمد العماري 0504737304. رقم الشيخ محمد الهبدان 0505999336. رقم الشيخ مشعل العتيبي 0504997709. رقم الشيخ محمد الحمد 0505122654. رقم الشيخ إبراهيم الزيات 0505852638. رقم الشيخ حسين الثقفي 0505700628. رقم الشيخ عبد الله القرعاوي 0505150497. رقم الشيخ عبد العزيز العودة 0505177538. أرقام مشايخ للاستفسارات والإفتاء عن طريق الواتس 2021 – المنصة. رقم الشيخ صالح المغامسي 0505319008. رقم الشيخ سعد الغامدي 0504832105. رقم الشيخ صلاح البدير 0505470866. رقم الشيخ أبو زيد مكي 0505687671. رقم الشيخ علي آل ياسين 050770476. رقم الشيخ عبد الله المحيسن 0505924906. رقم الشيخ عبد الرحمن المحرج 0504457410. ارقام شيوخ للاستفسار يرغب الكثير من الأفراد عن أرقام شيوخ في المملكة للاستفسار عن أحد أمور الدنيا خاصة حينما يتعرضن إلى موقف يحتاجون فيه إلى فتوى ويخفقون في الوصول إلى الحكم الشرعي ففي هذه الحالة يتم اللجوء إلى الشيوخ ورجال الدين للحصول على فتوى صحيحة، ويمكنكم التواصل مع أخد الشيوخ بالاتصال على أحد الأرقام التالية: رقم الشيخ الدكتور سعد البريك 0505441178.