اقتلع جبريل أرض سدوم التي يعيش عليها قوم لوط بطرف جناحه، وكانت تتكون الأرض من 7 مدن يعيش عليها 400 نسمة، وفي رواية أخرى قيل 4 آلاف نسمة وما يعيش معهم من الحيوانات، فقام جبريل برفعهم جميعا إلى السماء حتى سمعت الملائكة أصوات ديكتهم ونباح كلابهم، ثم قلبها عليهم، فجعل عاليها سافلها، كما غشّاها بحجارة من سجيل مسوّمة (أي متتابعة) مرقومة، مكتوب على كل حجر اسم صاحبه الذي سقط عليه، الحاضرين منهم في بلدهم، والغائبين عنها من المسافرين. اقرأ أيضا: قصص الأنبياء (19).. الملائكة تضع النبي لوط في موقف صعب أمام قومه
بتصرّف. ↑ سورة القمر، آية: 34. ↑ وهبة بن مصطفى الزحيلي (1418 هـ)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة الثانية)، دمشق: دار الفكر المعاصر، صفحة 172، جزء 27. بتصرّف. ↑ وهبة بن مصطفى الزحيلي (1422هـ)، التفسير الوسيط (الطبعة الأولى)، دمشق: دار الفكر، صفحة 2546، جزء 3. بتصرّف. ايات القران التي تتكلم عن: قصص انبياء - لوط عليه السلام و قومه. ↑ نخبة من أساتذة التفسير (2009)، التفسير الميسر (الطبعة الثانية)، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 231، جزء 1. بتصرّف. ↑ سورة القمر، آية: 38. ↑ مصطفى بن العدوى شلباية، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي ، صفحة 3، جزء 44. بتصرّف. ↑ محمد محمد عبد اللطيف بن الخطيب (1964)، أوضح التفاسير (الطبعة السادسة)، القاهرة: المطبعة المصرية ومكتبتها، صفحة 453. بتصرّف.
العنكبوت:28-29. وقال تعالى: "إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ – إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ – فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ – وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ" الشعراء:106-109. وجاؤا إلى قوم لوط فأستضافهم في بيته ودخلوا عليه بصورة شبانٍ جميليّ المظهر، فرحب بهم لوط معتقداً أنهم ضيوف وخاف عليهم من شرورِ قومه. إلا ان زوجته قامت بإخبار قومها عن الشباب الموجودون في بيت لوط عليه السلام فجاء قوم لوط مُسرعين الى بيت لوط يريدون ضيوف لوط عليه السلام ودعاهم لوط الى الزواج من بنات القرية بدلاً من هذا الفسق والفاحشة. إلا أن قومه رفضوا نصيجة لوط عليه السلام. عندها أمرت الملائكة سيدنا لوط وأهله بالخروج من القرية وذلك يكون ليلاً قبل أن يطلع الصبح؛ لأن موعد هلاك القوم سيكون الصبح، "قالوا يا لوط انَّا رسل ربك لن يصلوا اليك فاسْر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحدٌ الا امرأتك انّه مصيبها ما أصابهم انّ موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب" هود:81. وفعلاً أتى الصبح وبدأ عذاب قوم لوط، حيث قال الله عز وجل: "فلمَّا جاءَ أمرُنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارةً من سجيل منضود- مُسَوَّمةٌ عند ربكَ وتعرف على ما هى من الظالمين ببعيد".
[٤] وهذا العذاب لم يَدع حاضراً ولا غائباً إلا أصابه، فقد قال الألوسيّ في كتابه روح المعاني: "حتى إن تاجراً منهم كان في الحرم، فوقف له حجر أربعين يوماً حتى قضى تجارته وخرج من الحرم، فوقع عليه"، وشدّةُ العذابِ عليهم دليلٌ على عِظَم جُرمهم وذنبهم؛ وهو اللّواط. [٥] وكان ممّن نجى من العذاب نبيُّ الله لوط -عليه السلام- وأهله ما عدا زوجته؛ وذلك لأنها بقيت كافرة، لِقولهِ -تعالى-: (فَأَنجَيناهُ وَأَهلَهُ إِلَّا امرَأَتَهُ كانَت مِنَ الغابِرينَ* وَأَمطَرنا عَلَيهِم مَطَرًا فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُجرِمينَ).
انتهى. وقال ابن مفلح في (الآداب الشرعية): نص أحمد فيمن رأى إناءً يرى أن فيه مسكراً أنه يدعه، يعني لا يفتشه. وما ذكرت في السؤال سوء ظن بالمسلمين وتتبع لعوراتهم، وتجسس على أخبارهم، وهمز ولمز لهم، وكلها محرمات في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بل هي ظلمات بعضها فوق بعض، فعليه أن يقلع عن ذلك وإلا فضحه الله في بيته، فقد أخرج أبو داود عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته". قال الألباني: حسن صحيح. وتسويغ هذا الفعل المشين بأن القائم به إنما حمله عليه السعي في إصلاح أصحابه ودعوتهم إلى الخير، أقول: هذا التسويغ من تلبيس الشيطان، لأن الله لا يدعى إلى دينه إلا بما شرع وحلل، لا بما نهى عنه وحرم، هذا بالإضافة إلى ما في ذلك من مفاسد لمن يزعم أنه يريد اصلاحهم. من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته. فقد أخرج أبو داود و ابن حبان عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم". والحاصل من فعل ذلك أن يتوب إلى الله سبحانه وسيتغفره، ويحلل ممن تجسس عليهم، أو همزهم أو اغتابهم قبل أن يأخذوا حقهم منه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
رواه أبو داود وصححه الألباني. وفي الحديث: إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم. رواه أبو داود وابن حبان. معنى : تتبع العورات. وقال الحسن رحمه الله: المؤمن يطلب المعاذير، والمنافق يطلب الزلات. وأمر المسلم أعظم شأنا من غيره، قال صلى الله عليه وسلم: ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. رواه مسلم. ومع ذلك فإنه يحرم تتبع عورة الكافر غير المحارب أيضا. قال ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر: وسئل الغزالي في فتاويه عن غيبة الكافر؟ فقال: وأما الذمي فكالمسلم فيما يرجع إلى المنع من الإيذاء؛ لأن الشرع عصم عرضه ودمه وماله، وأما الحربي فليس بمحرم. اهـ والله أعلم.
مطبعة بولاق الأميرية-القاهرة): [وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَجَسَّسُوا﴾ حُذِفَ منه إحدى التاءين؛ أي: لا تتبعوا عورات المسلمين ومعائبهم بالبحث عنها] اهـ. وعلى صعيد متصل اجاب فضيلة الامام علي سؤال يقول فيه صاحبه ما حكم إيقاظ النائم للصلاة؟ وهل يجب ذلك على المُسْتَيْقِظ؟ وأوضح أنه يُستحب إيقاظ النائم للصلاة، ولا يجب ذلك؛ لأنَّ النائم يسقط في حقه التكليف، ولا يتوجه إليه الخطاب حال نومه، وإنما يتوجَّه إليه بعد الاستيقاظ، ويكون الواجب عليه حينئذٍ أداء الصلاة إن كان في الوقت متسع، وقضاء ما فاته إن كان الوقت قد خرج، وهذا الاستحباب مُقَيَّد بما إذا لم يُخش عليه ضرر بسبب إيقاظه. وأشار إلى أنه قدم عظَّم الله شأن الصلاة في القرآن الكريم ونَوَّه بأهميتها وعلوّ مكانتها في الإسلام، فأوصى بالمحافظة عليها في أوقاتها المفروضة، مُؤكِّدًا على ما فيها من الذِّكْر والخشوع وخضوع القلب والبدن لله سبحانه وتعالى، والإتيان بما أمر به والابتعاد عما نهى عنه؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وقال تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ [الإسراء: 78].