ورجح البيضاوي حمله على المجاز ، فقال: شكواها مجاز عن غليانها ، وأكلها بعضها بعضاً: مجاز عن ازدحام أجزائها ، وتنفسها: مجاز عن خروج ما يبرز منها ، وقال الزين بن المنير: المختار حمله على الحقيقة ؛ لصلاحية القدرة لذلك [يعني: أن الله تعالى يقدر على ذلك] ، ولأن استعارة الكلام للحال وإن عهدت وسمعت ، لكن الشكوى ، وتفسيرها ، والتعليل له ، والإذن ، والقبول ، والتنفس ، وقصره على اثنين فقط: بعيد من المجاز خارج عما أُلِف من استعماله" انتهى. وقال الزرقاني رحمه الله: "(أن النار اشتكت إلى ربها) حقيقة ، بلسان المقال ، كما رجحه من فحول الرجال: ابن عبد البر ، وعياض ، والقرطبي ، والنووي ، وابن المنير ، والتوربشتي ، ولا مانع منه سوى ما يخطر للواهم من الخيال" انتهى. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النبإ - الآية 25. شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك " ( 1 / 59). وقد رد بعض الجهلة هذا الحديث بزعم أنه مخالف للواقع ، من أن اختلاف الفصول إنما يرجع للعلاقة بين الشمس والأرض. والجواب على هؤلاء أسهل مما يتصورون ؛ وذلك أن هذا الحديث ليس فيه أن اختلاف الفصول أو حصول الشتاء والصيف هو بسبب نفَسَيْ جهنم. بل الحديث نفْسُه يدل على وجود الفصلين (الشتاء والصيف) ابتداءً ، وأن "شدة الحر" و "شدة البرد" هما من أثر نفَسَي جهنم ، لا أنهما يكوِّنان "الصيف" و "الشتاء" ، وهذا واضح بأدنى تأمل في الحديث.
الإيمان بالله الإيمان بالله، وملائكه، وكتبه، ورسوله وخير القدر وشره، من الأمور التي ستضع صاحبها في الجنة. ونستدل هنا بقول رسوله الكريم ( أَبشِروا ، و بَشِّروا مَن وراءَكم ، أنه من شهد أن لا إله إلا اللهُ صادقًا بها دخل الجنَّةَ). القيام بالفرائض وهي القيام بالفروض الخمسة التي أمرنا الله ورسوله بها، وهي الشهادة، والصلاة، والزكاة، صوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع. ما معنى زمهريرا - أجيب. وأستدل برواية عن جابر بن عبد الله:أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ النُّعمانُ بنُ قَوْقَلٍ، فقال: يا رسولَ اللهِ، أرأيْتَ إنْ حلَّلْتُ الحَلالَ، وحرَّمْتُ الحرامَ، وصلَّيْتُ المكتوباتِ -وقال ابنُ نُمَيرٍ في حديثِه: ولم أزِدْ على ذلك- أأدخُلُ الجَنَّةَ؟ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعم. طاعة الرسول طاعة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، في سنته وأوامره، توصل صاحبها إلى باب الجنة. حيث قال الله في كتابه (وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا). صاحب الخلق الحسن إن حسن الخلق ومكارم الأخلاق، من الأمور التي تسهل الوصول إلى الجنة.
قَالُوا: مَا زَمْهَرِيرُ جَهَنَّمَ ؟ ، قَالَ: ( بَيْتٌ يُلْقَى فِيهِ الْكَافِرُ، فَيَتَمَيَّزُ مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهَا بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ). فهذا حديث ضعيف ، كما بيناه في جواب السؤال رقم: ( 176358). ولكن لو دعا المسلم بهذا الدعاء أحيانا ، دون أن يعتقد نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أو استعاذ بالله من زمهرير جهنم ، ونحو ذلك: فلا حرج عليه. والله تعالى أعلم.
ولا يجوز أن يحمل على تقدير: ولهم أخر ، و " من شكله " صفة لأخر ، و " أزواج " مرتفعة بالظرف كما جاز في الإفراد; لأن الصفة لا ضمير فيها من حيث ارتفع " أزواج " مفرد ، قاله أبو علي. و " أزواج " أي: أصناف وألوان من العذاب. وقال يعقوب: الشكل بالفتح: المثل ، وبالكسر الدل. [ ص: 200] قوله تعالى: هذا فوج مقتحم معكم قال ابن عباس: هو أن القادة إذا دخلوا النار ثم دخل بعدهم الأتباع ، قالت الخزنة للقادة: " هذا فوج " يعني: الأتباع ، والفوج: الجماعة " مقتحم معكم " أي: داخل النار معكم ، فقالت السادة: " لا مرحبا بهم " أي لا اتسعت منازلهم في النار. والرحب السعة ، ومنه رحبة المسجد وغيره. وهو في مذهب الدعاء فلذلك نصب ، قال النابغة: لا مرحبا بغد ولا أهلا به إن كان تفريق الأحبة في غد قال أبو عبيدة: العرب تقول: لا مرحبا بك ، أي: لا رحبت عليك الأرض ولا اتسعت. " إنهم صالو النار " قيل: هو من قول القادة ، أي: إنهم صالو النار كما صليناها. وقيل: هو من قول الملائكة متصل بقولهم: هذا فوج مقتحم معكم و قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم هو من قول الأتباع. وحكى النقاش: أن الفوج الأول قادة المشركين ومطعموهم يوم بدر ، والفوج الثاني أتباعهم ببدر ، والظاهر من الآية أنها عامة في كل تابع ومتبوع. "