وهو صحيح أيضا كما ذكر الألباني. قال في عون المعبود على شرح سنن أبي داود عند شرح هذا الحديث الصلاة الصلاة. معنى وما ملكت ايمانكم. بالنصب على تقدير فعل أي الزموا الصلاة أو أقيموا أو احفظوا الصلاة بالمواظبة عليها والمداومة على حقوقها ( اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم) قال في النهاية يريد الإحسان إلى الرقيق والتخفيف عنهم ، وقيل أراد حقوق الزكاة وإخراجها من الأموال التي تملكها الأيدي وقال التوربشتي الأظهر أنه أراد بما ملكت أيمانكم المماليك ، وإنما قرنه بالصلاة ليعلم أن القيام بمقدار حاجتهم من الكسوة والطعام واجب على من ملكهم وجوب الصلاة التي لا سعة في تركها. وقد ضم بعض العلماء البهائم المستملكة في هذا الحكم إلى المماليك. انتهى والله أعلم
شرّع الإسلام للعبيد حقوقاً لا يجوز للمسلم أن يتعدّاها، وبيان بعضها فيما يأتي: اهتمام الإسلام بمسمّى العبد؛ حيث جعل اسمه غلاماً وجارية وليس عبداً وأَمَة؛ قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (لا يقولنَّ أحدُكم عبدي وأمَتي، كلُّكم عبيدُ اللهِ، وكلُّ نسائِكم إماءُ اللهِ، ولكن ليقُلْ: غلامي وجاريتي وفتايَ وفتاتي). مثنى وثلاث ورباع وما ملكت ايمانكم. مكّن الإسلام العبيد من استعادة حرّيتهم حيث شرع المُكاتبة، وهي اتّفاق بين العبد وسيّده أن يدفع العبد لسيّده مبلغاً من المال مقابل استعادة حرّيته. حرّم الإسلام الاعتداء على الغلام وعلى الجارية دون حقّ، وجعل كفّارة الاعتداء ظلماً عتق الرّقبة؛ حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (من ضرب غلاماً له حدّاً لم يأتِه، أو لطمَه، فإنَّ كفارتَه أن يعتقَه). قدّم الإسلام العبد على السيّد في بعض الأمور؛ حيث كان لعائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها- عبداً يؤمّها في الصّلاة. Source:
ما يؤخذ على المسلمين بعد انتهاء العهدين النبوي والراشدي أنهم توسعوا في الفتوحات والتي نجم عنها العدد الأكبر من الرقيق، ثم لم يتم الأخذ بسنة النبي عليه الصلاة والسلام مع جويرية، وقد كان بإمكان المسلمين في ذلك الوقت - حين كانوا سادة العالم - أن يضعوا نظاما عالميا أكثر عدلا من نظام الرق، لكنهم لم يفعلوا، وهكذا فلا يجب أن يسأل الإسلام عن هذا التقصير بل المسؤول عنه هم المسلمون أنفسهم. أما أسئلة الفتاة حول المرأة الأسيرة تحديدا، وكيف يمكن للرجل المسلم أن يأتيها وهي على ذمة رجل آخر، فهذا لا أذكر أني قرأته في كتاب فقه، لكن ربما يكون زوجها قد قتل، وما أعلمه أنه يمنع إتيان الأسيرة إذا كانت حاملا من زوجها، كما أن هناك مثالاً آخر من حياة الرسول عليه الصلاة والسلام مع صفية بنت حيي بن أخطب سيد بني النضير، والتي بنى عليها بعد مقتل زوجها ولكنه لم يدخل بها إلا بعد أن لاطفها وهوّن عليها مصابها وأنساها بمعاملته الحسنة فراق زوجها، ومن الطريف أنها رأت حلما قبل تلك المعركة بأن القمر وقع في حجرها ولما قصت رؤياها على زوجها قال لها غاضبا: إنك تحلمين بسيد العرب! أما جواب المشايخ الذي ذكرته الفتاة حول تأسفهم على عدم وجود الخلافة وفوات الاسترقاق والاستمتاع بالأسيرات، فلقد ذكرني ببعض أفكار الجهاديين في بريطانيا والتي كان من ضمنها الاستيلاء على قصر ملكة بريطانيا وجعلها من ملك اليمين!
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 16 -4 11, 356