(٤) رواه عبد الرزاق في "المصنف" ٢/ ٢٠٣ عن ابن جريج أخبرني عطاء أن الصحابة كانوا يقولون والنبي - صلى الله عليه وسلم - حي: "السلام عليك أيها النبي" فلما مات قالوا: "السلام على النبي"، وقال ابن حجر في "الفتح" ٢/ ٣١٤: هذا إسناد صحيح. (٥) قال ابن رجب رحمه الله: وقد اختار بعضهم أن يقال بعد زمان النبي - صلى الله عليه وسلم -: "السلام على النبي"، وقد ذكر البخاري في موضع آخر من كتابه أنهم كانوا يسلمون على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موته في التشهد كذلك، وهو رواية عن ابن عمر وعائشة. "فتح الباري"٧/ ٨٣١.
وثبت في الأحاديث الصحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنا سيد ولد آدم) رواه مسلم، فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو سيد الناس كلهم من عهد آدم إلى يوم القيامة، بل هو سيد الإنس والجن والملائكة أيضاً، وقد عاب الله تعالى على الذين ينادون النبي صلى الله عليه وسلم باسمه المجرد، فقال: (لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً) النور/63، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) الحجرات/2. ولذلك فليس من قبيل الأدب ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم مجرداً عن الصلاة والسلام عليه، أو من غير ألفاظ التبجيل والتعظيم. فقال بعض العلماء: وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم الصحابة لفظ «سيدنا» في الصلاة الإبراهيمية، فزيادتها حرصاً على كمال التأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، والتغيير اليسير في أذكار الصلاة لا يضر في صحة الصلاة. اللفظ الصحيح للتشهد في الصلاة | موقع الشيخ الصادق الغرياني. والخلاصة أن من زاد لفظ السيادة في التشهد في الصلاة من باب التأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم لا حرج عليه، ومن تركها التزاماً بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المقام لا حرج عليه أيضاً، فالأول يعظم النبي صلى الله عليه وسلم بذكر سيادته، والثاني يعظمه بترك الزيادة على ما روي عنه، والكل على خير، والمهم أن لا يسيء بعضنا الظن ببعض، ونحن متفقون على وجوب محبة وتعظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أمرنا الله تعالى بأن يكون صفناً متراصاً، خاصة في مثل الظروف التي نعيشها.
بغيره فهو جائز لأن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما علمه الصحابة مختلفاً دل على جواز الجميع كالقراءات المختلفة التي اشتمل عليها المصحف، قال القاضي وهذا يدل على أنه إذا أسقط لفظة هي ساقطة في بعض التشهدات المروية صح تشهده] المغني ١/ ٣٨٥. وقال الإمام النووي بعد أن ذكر أحاديث التشهد المختلفة: [فهذه الأحاديث الواردة في التشهد وكلها صحيحة وأشدها صحة باتفاق المحدثين حديث ابن مسعود ثم حديث ابن عباس، قال الشافعي والأصحاب: وبأيها تشهد أجزأه، لكن تشهد ابن عباس أفضل وهذا معنى قول المصنف: وأفضل التشهد أن يقول إلى آخره، فقوله أفضل التشهد دليل على جواز غيره، وقد أجمع العلماء على جواز كل واحد منها وممن نقل الإجماع القاضي أبو الطيب] المجموع ٣/ ٤٥٧. وقال الشوكاني فيما نقله عنه صاحب الروضة الندية: [ومما ينبغي أن يعلم أن التشهد وألفاظ الصلاة على النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كلها مجزئة إذا وردت من وجه معتبر وتخصيص بعضها دون بعض كما يفعله بعض الفقهاء قصور باعٍ وتحكمٌ محضٌ وأما اختيار الأصح منها وإيثاره مع القول بإجزاء غيره فهو من اختيار الأفضل من المتفاضلات وهو من صنيع المهرة بعلم الاستدلال والأدلة.
[5] دليل فرضية التشهد في الصلاة بيّن أهل العلم أنَّ التشهد الأخير والجلوس من أركان الصلاة وهذا عند الشافعية والحنابلة، بدليل حديث ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال: "كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد".. فيدل لفظ قبل أن يفرض علينا التشهد: بأنه فرض، وقد ذهب المالكية والحنفية إلى أنَّ الجلوس للتشهد هو الواجب لا صيغة التشهد، ولكن ما نذهب إليه هو قول الشافعية والحنابلة الذين قالوا بفرضية التشهد الأخير والجلوس له. إضافة «سيدنا» إلى الصلاة على النبي. [6] صيغة التشهد الأول والثاني في الصلاة pdf تعرفنا فيما سبق على صيغة التشهد التي وردت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتي أخذت حكم الوجوب في الصلاة، لا سيما وأنها ركن من أركان الصلاة التي إن سقطت من العبد فإنه يسجد لها سجود سهو، ولهذا يجب على العبد المسلم أن يأتي بهذا الركن العظيم، الذي جاء على صيغ متعددة، ومنها الصيغة التي يمكن تحميلها " من هنا ". وبهكذا نصل إلى ختام مقال صيغة التشهد الأول والثاني في الصلاة الصحيح ، وبيّنا الصيغة الواردة عن رسول الله، ومن ثم تعرفنا على حكم التشهد في الصلاة، ومتى يكون التشهد الأول والأخير في الصلاة، ومن ثم تعرفنا على كيفية التشهد في الصلاة، وما هي فرضية التشهد في الصلاة، ووضعنا صيغة التشهد الأول والثاني في الصلاة pdf.