[٢] أثار ذلك من حفيظة الشعراء وأطلق ألسنتهم في رثاء الأندلس، وكان من بينهم أبو البقاء الرندي الذي جعل من قصيدته علمًا في الرثاء الأندلسي، والمقصود من قصيدته هو استصراخ أهل العدو لإنقاذ الأندلس من السقوط في يد ألفونش كاملة. [٢] مضمون قصيدة الرندي في رثاء الأندلس ما المحاور التي أتى عليها الرندي في قصيدته؟ يبدأ أبو البقاء الرندي قصيدته في حكمة وعظية يشد بها انتباه المتلقي تتفق مع سياق القصيدة بأكملها بأن كلّ شيء إذا ما تمَّ فإنّه سيأخذ طريقه إلى الزوال، وبذلك يكون المضمون الأول الذي يتم تأكيده في ذهن المتلقي هو الزوال الذي لا بدّ أن يأتي على ملك الجميع، ثمّ يأتي بعد ذلك الشّاعر على تأكيد فكرة الزوال وذلك من خلال تساؤلات يطرحها ليس المقصود من ورائها الإجابة وإنما التذكير بمآل جميع الملوك الذين قضت الحياة أن يتركوا تيجانهم وينتعلوا القبور. [٣] ثمّ يأتي بعد ذلك على الحديث الذي يريد أن يأتي عليه وهو ذكر سقوط أقطار الأندلس الواحدة تلو الأخرى، ويندب الإسلام الذي لم يعد جسدًا واحدًا ويبكي المآذن والمنابر التي اندثرت وصارت الصلبان مكانها والنواقيس، ثم يأتي الشاعر في أبياته على المعاني فينسجها معًا مستخرجًا منها أروع استغاثة لمن هم وراء البحر يعيشون في أمنٍ وسلام وكأنّ الأندلس لا تعنيهم ولا يهمهم أمرها، ثم يلتفت أخيرًا إلى الذل الذي يعيشه الأندلسيون كبيرهم وصغيرهم بعد العزّ الذي كانوا به، ما ذلك إلا لأنَّهم استغنوا عن الإسلام وكأنّ التاريخ يُعيد نفسه.
رثاء الأندلس لأبي البقاء الرندي يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "رثاء الأندلس لأبي البقاء الرندي" أضف اقتباس من "رثاء الأندلس لأبي البقاء الرندي" المؤلف: أبو البقاء الرندي - جمع وتعليق الشيخ أبي عبد الله بن ابراهيم الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "رثاء الأندلس لأبي البقاء الرندي" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
أنت هنا » » ابو البقاء الرندي من هو ابو البقاء الرندي جهاد حماد jihad hammad أبو البقاء صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن علي بن شريف الرندي الأندلسي (601 هـ -684 هـ الموافق: 1204 - 1285 م) هو من أبناء (رندة) قرب الجزيرة الخضراء بالأندلس وإليها نسبته. حياة الرندي عاشَ في النصف الثاني من القرن السابع الهجري، وعاصر الفتن والاضطرابات التي حدثت من الداخل والخارج في بلاد الأندلس وشهد سقوط معظم القواعد الأندلسية في يد الأسبان، وحياتُه التفصيلية تكاد تكون مجهولة، ولولا شهرة هذه القصيدة وتناقلها بين الناس ما ذكرته كتب الأدب، وإن كان له غيرها مما لم يشتهر، توفي في النصف الثاني من القرن السابع ولا نعلم سنة وفاته على التحديد. قصيدة أبو البقاء الرندي في رثاء الاندلس. وهو من حفظة الحديث والفقهاء. وقد كان بارعا في نظم الكلام ونثره. وكذلك أجاد في المدح والغزل والوصف والزهد. إلا أن شهرته تعود إلى قصيدة نظمها بعد سقوط عدد من المدن الأندلسية. وفي قصيدته التي نظمها ليستنصر أهل العدوة الإفريقية من المرينيين عندما أخذ ابن الأحمر محمد بن يوسف أول سلاطين غرناطة في التنازل للإسبان عن عدد من القلاع والمدن إرضاء لهم وأملا في أن يبقى ذلك على حكمه غير المستقر في غرناطة وتعرف قصيدته بمرثية الأندلس.
4_ قصائد في مدح أبطال المسلمين وذلّ الكفار وكتيبة بالدَّارعين كثيفة …. جرَّت ذيول الجحفل الجرار روضُ المنايا بينها القُضُب التي…. زُفَّت بها الرَّايات كالأَزهار فيها الكُماة بنو الكُماة كأَنهم…. أُسد الشَّرى بين القنا الخَطّار مُتهلِّلين لدى اللِّقاء كأَنهم …. يا سالب القلب لأبي البقاء الرندي - عالم الأدب. خُلِقت وجوههم من الأَقمار من كلِّ ليثٍ فوق برقٍ…. خاطف بيمينه قدر من الأَقدار من كلِّ ماضٍ قد تقلَّد مثله… فيصُيبَّ آجالاً على الأَعمار. 5_ قوله في الصحبة المزيّفة ليس الأُخوةٍ باللسان أُخُوَّة …. فإذا تُراد أخوَّتي لا تنفعُ لا أنت في الدنيا تُفرج كربة… عنِّي ولا يوم القيامة تشفعُ. 6_ قوله في وصف البحار والأنهار البحر أعظم ممّا أنت تَحسِبه …. مَن لم يرَ البحر يوماً ما رأى عجبا طام له حَبَبٌ طاف على زورقٍ …مثل السماءِ إذا ما ملئت شُهُبا 7_ قوله في وصف الريحان وأخْضر فستقي اللونِ غضٌّ… يروقُ بحسنِ منظره العُيونا أغارُ على الترنجِ وقد حكاه …. وَزادَ على اسمهِ ألفاً ونونا.
ولك أن تسأل بلنسية ما حال مرسية ، وأين هي شاطبة ، و قرطبة ، التي كم فيها من عالم قد سمت وأرتفعت حاله ، نعم تلك العواصم التي كانت منارات للعلم ومعاقل الإسلام ، سقطت في أيدي النصارى فما ينفع البقاء إذا لم تبق أركان. ثم أنتقل إلى تصوير حال الإسلام بعد سقوط المعاقل الإسلامية حيث أصبح حزينًا فها هي الحنيفية تبكي من شدة حزنها ، كما يبكي المحب لفراق إلفه وحبيبه ، نعم تبكي على هذه المعاقل التي خلت من الإسلام وأقفرت. أبو البقاء الرندي الديوان. فصارت الأندلس كلها نصرانية ، عامرة بالكفر وجعلت النواقيس في الصوامع بعد الأذان، وفي مساجدها الصور والصلبان ، بعد ذكر الله وتلاوة القرآن ، فيا لها من فجيعة ما أمرها، ومصيبة ما أعظمها ، وطامة ما أكبرها ، فحتى الجمادات تأثرت لما حدث فأخذت المحاريب والمآذن تبكي وترثي نفسها. ثم أخذ الشاعر يتحدث ويذكر حال بالمسلمين حيث تحولت عزتهم وقوة منعتهم لما شاعت بينهم المنكرات بلا نكير إلى ذل وهوان وإنكسار ، سامهم إياه النصارى حتى بيع سادة المسلمين آنذاك في أسواق الرقيق وهم يبكون ، وحالوا بين الأم وطفلها وفرقوا بينهما عند البيع كما تفرق أرواح وأبدان فلو رأيت هذا المنظر وتلك الذلة لراعك الأمر ولأحزنك ، فأي كربة وأي شدة مرت على المسلمين فلمثل هذا يذوب القلب من الكمد والحزن ، ذلك إن كان في القلب إسلام وإيمان.