تنبيه: قوله تعالى: { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} يقولها من أراد السعي إذا اقترب من الصفا في بداية السعي فقط، ولا يستحب تكرارها كلما اقترب من الصفا والمروة كما يفعله بعض الناس. رابعًا: الحلق أو التقصير فإذا أتم سعيه سبعة أشواط حلق رأسه إن كان رجلاً، أو قصر من شعره. ويجب أن يكون الحلق شاملا لجميع الرأس، وكذلك التقصير يعم به جميع جهات الرأس، والحلق أفضل من التقصير لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة. الصفا والمروة قديما وحديثا. رواه مسلم (1303). وأما المرأة فإنها تُقصِّر من شعرها بمقدار أنملة. وبهذه الأعمال تمت العمرة فتكون العمرة: الإحرام والطواف والسعي والحلق أو التقصير. نسأل الله تعالى أن يوفقنا لصالح الأعمال، وأن يتقبل منا إنه قريب مجيب. انظر كتاب (مناسك الحج والعمرة) للألباني، وكتاب (صفة الحج والعمرة) وكتاب (المنهج لمريد العمرة والحج) لابن عثيمين رحم الله تعالى الجميع. والله تعالى أعلى وأعلم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
ومن أبرز أخبار المسعى قديما أن المسلمين اختاروا موضعا لصلب وشنق المجرمين والقتلة بجوار المروة، يبعد عنها 70م تقريبا، وأزيل الموضع في القرن التاسع للهجرة، كما يذكره الكردي، وبني مكانه سبيل للماء، التي هدمت بعد ذلك من أجل توسعة المسعى، فانتقل موضعه بجوار الصفا بذات المسافة عند قصر الأحمدية، حتى هدم وما بجواره من بيوت أيضا لأجل التوسعة. ويقول أبكر: «لقد أبدل الصلب بعد ذلك بالقصاص بالسيف في العهد السعودي، وأصبح مكان القصاص عند وقف الملك عبد العزيز، وأحيانا خارج هذا الموقع إذا ما كان هناك ازدحام في الحرم». وكان قد جعل موضع الصلب أو الشنق سابقا عند المسعى، لأجل أن يشاهد هذا العقاب الساعون فيه، فيعتبرون ويتعظون بذلك. أين يقع اتجاه الصفا بالنسبه للكعبة - موضوع. لكن تبقى قلوب المسلمين في كل العصور ومن مختلف أصقاع الأرض معلقة بالبيت العتيق، والنسك إطاعة لأمر الرحمن، يطوفون بالبيت وأعينهم خاشعة، ثم لا تتردد أقدامهم في حملهم إلى الصفا والمروة يمشون سبعة أشواط، وبعضهم يهرولون اقتداء بسنة رسولهم الذي هرول فيما بين العلمين الأخضرين اللذين وضعا علامة لذلك منذ القرن الأول الهجري، أحدهما عند باب علي، والآخر عند باب العباس، كي لا يتناسى الناس مع مرّ العهود الموضع في المسعى.
4- فإذا رَجَعْنا إلَى التَّاريخِ القَديمِ، تَذَكَّرْنا السَّيِّدَةَ هَاجَرَ، أُمَّ سَيِّدِنا إسْماعيلَ. لَقَدْ تَرَكَها زَوْجُها سَيِدُنا إبْراهيمُ بِأَمْرِ اللهِ هُنا، مَعَ طِفْلِها الرَّضيعِ، حَتَّى إِذا نَفِدَ الماءُ الّذي مَعَها، وجَفَّ لَبَنُها، أَخَذَتْ تَنْظُرُ لَعَلَّ حَيًّا مِنَ النَّاسِ يُنْقِذُها ورَضِيعَها، فكانَتْ تَصْعَدُ علَى الصَّفا وتَنْظُر، ثُمَّ تَنْزِلُ مُتَّجِهَةً إلَى النَّاحِيَةِ الأُخْرَى، وتُسْرِعُ ما اسْتَطاعَتْ حتَّى تَصِلَ إلَى المَرْوَةَ، فَتَعلُوها وتَنْظُر….. تَفْعَلُ ذَلِكَ مِرارًا، حتَّى بَعَثَ اللهُ تَعالَى المَلَكَ الّذي حَفَر لَها زَمْزَمَ. لَقَدْ أَصْبَحَ السَّعْيُ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةَ إِحْياءً لهَذِهِ الذِّكْرَى. المروة قديما. 5- أمّا المَسافَةُ الّتي يَجْري فِيها الرِّجالُ أَو يُهَرْوِلُونَ، فَقَدْ كانَ يَشُقُّها مِنَ الشّـَرْقِ إلَى الغَرْبِ وادٍ يُسَمَّى «وادي إبراهيم»، وهُوَ المُحدَّدُ بالمصابيحِ الخَضْـرَاءِ، ولا يَجْري النِّساءُ، حِفْظًا لَهُنَّ وسَتْرًا. 6- الّذينَ يَحْلِقُونَ رُؤوسَهُم، أَوْ يُقَصّـِرونَ شُعورَهُم، هُمْ: الّذين فَرَغوا مِنَ العُمْرَةِ، والمُتَمَتِّعونَ بالعُمْرةِ إلَى الحجِّ.