وظلم ذوي القربي أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند لا يكاد إنسان اكتوى من أهله وأقاربه وعبّر عن مضاضته وألمه بالشعر، أكثر من الشاعر طرفة بن العبد قائل هذه الأبيات وصاحب المعلقة الشهيرة، التي تعتبر واحدة من أكثر المعلقات السبع فلسفة في شؤون الحياة وحكمتها، مع العلم أن صاحبها مات في سن السادسة والعشرين، وهي المفارقة التي تكشف أن الحكمة لا تعني عدد السنوات والعمر، بقدر ما تعني الخبرة والمرارة والأوجاع التي يعيشها الإنسان. ولد طرفة مطلع العقد الخامس من القرن السادس الميلادي، ومات قبل مولد النبي بخمس سنوات تقريباً، ورغم أنه وريث عائلة كبيرة من بني بكر، إلا أن وفاة والده المبكرة انعكست عليه سلبا لتبدأ معاناته مع الأقارب الذين لم يرث منهم سوى شاعريتهم، ليصبح أشهر منهم في قول الشعر. قصيده وظلم ذوي القربي اشد مضاضة. ويبدو أنهم أحسوا منه ذكاء مبكرا فآثروا أن يبعدوه مطمعا في المال والثروة، لكنه كسب الخلود في التاريخ، فالمال ذاهب، في حين بقيت نصاعة بيانه إلى اليوم، وقد قرر حياة مختلفة قائمة على الثورة والرفض، هي التي صنعت له المجد. وفي البداية وهو صغير لم يعِ بعد، تربى طرفة مع أعمامه الذين أساؤوا له كثيرا وأكلوا وِرثه عن أبيه، وهو ما صوّره في معلقته الشهيرة لاحقا، كما اضطهدوا أمه كذلك.
Follow @hekams_app لا تنسى متابعة صفحتنا على تويتر
قال شيخنا الأديب الأريب مصطفى لطفي المنفلوطي في مقالة له بعنوان: ( خداع العناوين): "لقد جهل الذين قالوا: إن الكتاب يُعرَف بعنوانه، فإني لم أرَ بين كتب التاريخ أكذبَ من كتاب ( بدائع الزهور) ولا أعذبَ من عنوانه، ولا بين كتب الأدب أسخفَ من كتاب ( جواهر الأدب) ولا أرقَّ من اسمه، كما لم أرَ بين الشعراء أعذبَ اسمًا وأحطَّ شعرًا من ابن مليك، وابن النبيه، والشاب الظريف". [1] انتهى.
فالروايات تختلف حول القصة، هل هجا عمرو فعلا؟ أم تطاول عليه؟ أم قال قولة ما؟ وهناك من رأى أنه حاول مغازلة شقيقة الملك الذي رأى في ذلك قلة ذوق، لكن عمرو بن هند لم يقتله مباشرة، وأوعز للمكعبر بأن يقوم بذلك، ويقال إن ذلك تم في رسالة حملها طرفة نفسه إلى المكعبر من عمرو، وقد منعته عزة النفس التي عرف بها من أن يفتحها ليقرأ مدلولها، وهذه الرواية تبدو ضعيفة، فليس من المعقول أن يعرف أحد بحتفه ونهايته، ويواجهه بهذه الطريقة. الخلاصة أن مؤامرة ما تمت، بين الملكين وهما يشعران بخطورة هذا الشاب الذي يجب أن يموت مبكرا، فتم سجنه أولا ومن ثم قتله تخلصاً من ذلك الثائر الذي امتلك البيان الساحر في سن صغيرة. فرغم حداثة سنه استطاع طرفة بن العبد أن يدخل التاريخ بمعلقته التي سجلت لنا فلسفة لا تزال قوية وعميقة إلى اليوم، تحوي نظرة واسعة للحياة والموت والإنسان.
الخطاب أعلاه غير مفهوم.. بل يفهمه أصحاب الشأن فقط!! لكن المطلوب أيها السادة من شركة المهاجر أسترجاع عدد كبير من السيارات موجوده بالسودان.. وإدارة الجمارك تتطالب شركة المهاجر باسترجاع تلك السيارات ؟ ليس هذا المهم.. الشئ الذى يهمنا ياسادة لماذا تأخر هذا الخطاب الى حين أنتهاء المدة المقررة ؟ ومن وراء هذا التأخير ؟وما ذنب المغتربين الذين أتوا من خارج المملكة وبأسرهم ؟؟ فى حالة عدم أسترجاع السيارات من السودان و الممنوحة ( تربتيك) سوف تقوم إدارة الجمارك بإيقاف أى سيارة تربييك للسودان!!! منحت شركة المهاجر أعتبارا من يوم أمس 29/7/2007م فترة أسبوع فقط فعلى كل مواطن يريد السفر بسيارته للسودان( تربتيك) أن يكون قبل أنتهاء هذه الفترة المقررة وأكرر لمدة أسبوع فقط وأعتبارا من تاريخ 29/7/2007م.. وهل ياترى اسبوعا يكفى ؟؟؟؟؟ هذا ماأردت أيضاحه للاخوة.. وظلم ذوي القربى « نزار. ولكم حبى وتقديرى وأحترامى.. تاج السر محمد حامد 00966508730423 [email protected]
المصدر:
وبهذا فإن طرفة بمجرد أن تفتّح وعيه على العالم، صار يعيش حالة اللامنتمي، أي ذلك الإنسان الرافض لكل ما حوله، الباحث عن ملذاته وحياته الخاصة جدا، لا يجد نفسه سوى بالسفر والتنقل والملذات والشراب، حيث سافر من أطراف المحرق (البحرين حاليا) إلى أطراف جزيرة العرب، وقد أكسبه التنقل والحياة الطليقة خبرة بأحوال الناس والوجود. وله شقيق اسمه معبد، لم يقف معه هو الآخر، فقد رأى فيه لاهيا وليس مسؤولا، لا يقدر على صيانة الإبل والمرعى، وربما كان الأمر غير ذلك من مؤامرة الإرث والتغول على حقوق الأخ الشقيق، والإحساس بالنقص أمام إنسان أعمق وعيا بالوجود. ومعلقة طرفة ليست إلا تصويراً لهذه العذابات لإنسان شريد، استبدل بالجدية التهكم من كل شيء، بفلسفة عميقة في الحياة، حتى إنه رأى نفسه كالذي أصيب بالجرب ويجب إبعاده بعد أن يتم مسح جلده بالقار "الزيت" علاجا له، كأنه واحدة من تلك القطيع أو الإبل الجرباء التي تصيب أخواتها بالعدوى. وظلم ذوي القربى… – جريدة البناء | Al-binaa Newspaper. وفي تطوافه وصل إلى الحيرة بجنوب وسط العراق، حيث وجد ملاذا مؤقتا عند ملكها عمرو بن هند وأصبح من ندمائه، لكن ذلك الشاب الذي لا يعرف الركون للهدوء هجا الملك، ما أدى إلى الانتقام منه حيث قتله المكعبر ملك المحرق فيما بعد، في مؤامرة لا تزال تفاصيلها غير واضحة إلى اليوم.