وهذا دليل آخر من القرآن الكريم: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)) [المائدة: 72-74]. والدليل من السنة قال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، ولا يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار". هل يدخل الجنة غير المسلمين ابن باز؟ أجاب الشيخ ابن باز رحمه الله فيما معناه أن الكافر الذي لا يؤمن بالله ولا بنبيه صلى الله عليه وسلم، فإن مات على الكفر وأصر على ذلك، فإنه يخلد في النار أبد الآباد، ومن هؤلاء الكفرة هم: اليهود، والنصارى، والشيوعيين، وعباد الأوثان، وعباد القبور، فإن لم يتوبوا وماتوا على كفرهم، فكما وضحنا سابقًا مصيرهم النار وبئس المصير.
فمن ذلك: قال الله تعالى: ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) آل عمران/132 ، وقال تعالى: ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) المائدة/92. وحذر من معصية الله ورسوله ، وترك أمره ، فقال: ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) النور/63 ، وقال تعالى: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) النساء/14 ، وقال تعالى: ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) الأحزاب/36. ثم هو كذلك مناقض لحكمة الله في خلق الجن والإنس ؛ قال الله تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات/56!!
فمن هي الأمم الأكثر تقوى، نحن! نحن الذين لم نصدر معرفة أو علما منذ أكثر من 500 سنة ونستند على كتاب ابن كثير لتفسير القرآن الذي يفوق عمره 1000 سنة نحن من تنازع أمرائنا عن الأندلس واستعان كل منهم بالفرنجة المسيحيين في الحرب ضد الإمارات الأندلسية الأخرى حتى سقطت الأندلس تحت أيديهم. حتى في مسألة الشرك لم نَسلم منها فاتبعنا أمرائنا وقدسناهم فصاروا أولياء على الدين " وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ". " الكفر في اللغة هو تغطية الحقيقة أي رأيت شيئا فعرفت أنه الحقيقة وتيقنت من ذلك، لكن نظراً لأن كبريائك أو مصالحك تتعارض مع هاته الحقيقة قررت أن لا تسلم بها، فهل هذا هو حال كل من عرض عليه الإسلام فرفضه!